السيخية 2

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

السيخية 2

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

عقيدة السيخ وكتبهم وطقوسهم:

تقوم عقيدة السيخ على «إجلال وتقديس الإله غير المشخَّص لتجنب أيّة حالة وثنية، وهو في الأصل خالق العالـم، وعملية الخلق هذه تستند إلى قدرة الإله الذي حوَّل العالـم من اللاكيف إلى حالة لها كيفياتها»، ولذلك فاعتقاد المسلمين بوحدانية اللّه لا يختلف برأيه عن اعتقاد الهندوس بفشنو إله الخير.

إنَّ خلق العالـم عند الهندوس ضرورة لإظهار قدرة اللّه تعالى، وقد فسَّروا عملية الخلق على الوجه التالي، وقد أوردها Delaroute في كتابه les sikhs«مضى زمن لـم يكن فيه سماء ولا أرض ولا نهار ولا ليل ولا شمس. والخالق كان في حالة تأمّل عميق ولـم يكن من موجود سواه تعالى.

العالـم جاء إلى الوجود بإرادة إلهية. عندما أمضى اللّه إرادته كان وجود أو ظهور العالـم... لقد خلق اللّه العالـم بأقسامه الجوهرية وعناصره الأساسية وعناصره الوسيطة والثانوية... والإله المطلق تجلّى وأعلن عن نفسه وعن قدرته من خلال مخلوقاته».

وإذا كانوا قد أعطوا الغورو مكانة خاصة، لكنَّ ذلك لـم يدفعهم إلى إعطائه صفة ألوهية، فتنـزيه الخالق هو أساس عقيدتهم، ورد عندهم في كتابهم المقدس «آدي غرانت»: «لا يوجد إلاَّ إله واحد، وليس كمثله شيء، ويوجد الغورو وهو معلّم الكلّ، الثواني والدقائق والساعات والأيام والفصول، كلّها نتيجة من المصدر الوحيد نفسه، وهو المصدر نفسه الذي خلق الشمس، وكلّ ما هو مخلوق صادر عن الإله».

وإذا كان الانسان عند السيخ يحتاج الغورو لتحقيق هذا الخلاص، والغورو عندهم معصوم، وقد ورد نص في كتابهم "آدي غرانت" منسوباً للغورو الخامس أرجان بهذا الصدد، وفيه:"كل البشر الذين الذين نعرفهم خطاؤون، الغورو الحقيقي وحده لايخطىء، إنه الزاهد الفعلي بكل جدارة".

إلاّ أن حالهم اليوم تختلف كما كان عليه الوضع من قبل وخاصة بعد الغورو غوبندسينغ، ومفهومهم اليوم يتلخص ـ كما يقول السحمراني ـ بما يلي: "الإنسان لا يمكنه الخلاص منفرداً، وهو بحاجة في ذلك إلى الغورو، والغورو اليوم هو كتابهم المقدس" آدي غرانت" المتوافر دوماًٍ في معابدهم "غودوارا" ويقع في 1430صفحة تحوي اناشيد من مصادر سيخية وغير سيخية وبشكل خاص من مصادر صوفية إسلامية، وهو ليس كتاباً دينياً تقليدياً وإنما مقتطفات على شكل أغان وأناشيد تناسب موسيقياً طقوسهم »

وإذا كان عندهم كتاب هو داسم غرانت، وهو مجموعة نصوص منسوبة للغورو العاشر إلاَّ أنَّه لا يتمتع بالقداسة التي يحتلها «آدي غرانت».

الكتاب الرئيسي المقدّس آدي غرانت «ألّفه الغورو الخامس أرجون سنة 1604م، وتوجد ثلاث نسخ من ألـ «آدي غرانت» على الأقل، وهي تختلف عن بعضها في تفاصيل بسيطة، والنسخة المعتمدة عند السيخ حالياً هي تلك التي راجعها ونقحها الغورو غوبندسينغ سنة 1704م.

والأمر المهم عند السيخ، بعد كتابهم "آدي غرانت"، هو ما يُسمّى بالكافات الخمسة، وهي خمس كلمات بالسنسكريتية يصعب نقلها إلى العربية على مبدأ الكافات الخمسة، لأنَّ اللفظ يختلف. وهذه الكافات تُنسب إلى الغورو العاشر غوبندسينغ، وقد ترافقت مع نظام الخلسا Kalsa، وهو نظام الأخوة بين السيخ الذي يوحِّد جوانب التزامات السيخي الدينية والاجتماعية والعسكرية.

الكافات الخمسة التي يصرّون على الالتزام بها كما أوردها فوزي، وبارندر، هي:

1 ـ الكيسا Kesh: وتعني الشعر الواجب أن يُحافظ عليه السيخي الذي انتسب إلى الأخوة Kalsa. فعندهم أنَّ شعر الرأس واللحية يجب أن يُطلق ولا يُقص منه شيء.

2 ـ مشط Kangha: والمشط يحمله كلّ واحد من السيخ، وهو لزوم شعر رأسه ولحيته الطويل ليُسرحه به ساعة الضرورة وساعة يشاء.

3 ـ الكاشا Kaccha: سروال قصير لا يتجاوز الركبة، وهو أشبه بشورت عسكري.

4 ـ كارا Kara: سوار من الفولاذ يضعه كلّ سيخي في معصم يده اليمنى، وهو عندهم أشبه ما يكون بتعويذة يظنّون أنَّها تبعد الشرّ عنهم والأذى.

5 ـ كيربان Kirpan: خنجر من الفولاذ، أو مدية، يتمنطق بهذا الخنجر كلّ رجل من السيخ، ويبدو أنَّ هذا الأمر يُلازم شخصيتهم العسكرية القائمة على فلسفة القوّة التي أصَّلها الغورو غوبندسينغ.

وعندهم كلّ من لـم يلتزم بهذه الكافات الخمسة ينعتونه بصفة باتت Patit أي المرتد، أمّا الذين لـم يتطهروا قط من قبل حسب طقوسهم ويلتزموا بهذه الأمور فيعطونهم فرص الاقتراب من الالتزام بهذه الكافات الخمسة تدريجاً ويُسمّون الواحد منهم «المتكيّف البطيء».

أمّا سائر المعابد المنتشرة خارج الهند، وخاصة في بريطانيا فتسمى غوردوارا (Gurdwara) ومعناه البوابة إلى الغورو.

لا وجود لنظام كهنوتي عند السيخ وإنَّما الراشدون من الجنسين هم الذين يقومون بإحياء الطقوس الدينية والشعائر بما في ذلك أداء الترانيم والأناشيد في صلاتهم وسائر مناسباتهم، وطقوسهم متنوّعة الأصول فمنها ما هو من أصل هندوسي ومنها ما هو من أصل إسلامي، وأخرى من مصدر مسيحي كالتعميد مثلاً.

المجتمع السيخي مجتمع ذكوري، يتمّ إقرار أمور الطائفة من خلال حالة شورى تتمّ في المعبد وبالتصويت، والنساء لا تشارك في هذا العمل.

وإذا انتقلنا إلى الأسرة، وهي الحلقة المهمة في المجتمع، نجد أنَّ الزواج عندهم زواج ديني بحت، ويتمّ في المعبد «الغوردوارا»، ومراسمه تتمّ أمام كتابهم «الغورو غرانت صاحب».

أمّا الولادة وإنجاب طفل فلها كذلك بعض المستلزمات، وأولها إنشاد بعض المقاطع من نصوصهم الدينية احتفالاً بالمولود الجديد، و «بعد أيام قليلة يحضرون الطفل إلى الغوردوارا ويفتح كتاب ألـ «آدي غرانت» ويعطى المولود اسماً استناداً إلى أحرف الكتاب ويكون عادة الحرف الأول من الكلمة الأولى على الصفحة اليسرى».

عندما يتفتح الوعي عند الطفل يبدأون بتعليمه بعض النصوص المقدّسة من كتبهم، وعند البلوغ يعمِّدون أولادهم، ويكون ذلك باحتفال في الغوردوارا يسقون المعمَّد فيه شراباً يسمّونه الرحيق الإلهي وبعدها يُعلنون انضمامه إلى الأخوية المسماة الخلسا.

وبعد وفاة الإنسان هناك مراسم خاصة بالجنائز مأخوذة من الهندوس، حيث تُحرق الجثة، ويتمّ حرق الجثمان وسط تواشيح وأناشيد معينة ترتل بشكل متواصل، وتتلى صلاة ابتهالية.

بعد إحراق جثة الميّت يتبع السيخ عادة الهندوس حيثُ يلقون رماد الجثمان في أحد الأنهار ويفضلون إلقاءها في نهر الغانج، وهو النهر المقدّس عند الهندوس.

بناء على ما تقدّم يمكننا القول إنَّ ديانة السيخ وعباداتهم وطقوسهم وسائر شعائرهم هي مزيج من مصادر متنوعة ومتعددة، فمنها الإسلامي ومنها الهندوسي ومنها المسيحي كالتعميد، ومنها عادات وتقاليد اجتماعية موروثة أو وافدة، لكن على أي حال فإنَّهم يشكّلون اليوم جماعة بشرية لها معتقدها ومفاهيمها وخصوصياتها، كما أنَّها تتصرّف بشكل عدواني حيال المسلمين، وبدرجة أقل عدوانية حيال الهندوس من مواطنيهم، وهم يشكلون مجتمعاً خاصاً ومتميزاً يُقارب عدده العشرين مليوناً.


8O
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“