الدين والفطرة

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

الدين والفطرة

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »


بسم الله الرحمن الرحيم
منقول من كتاب الالهيات للعلامة العاملي للفائدة
الدين والفطرة



الإِيمان بالمبدأ والتوجه إلى ما وراء الطبيعة من الأمور الفطرية التي عجنت خلقة الإِنسان بها ، كما عجنت بكثير من الميول و الغرائز.
أقول بشكل عام إِنَّ إِدراكات الإِنسان تنقسم إلى نوعين :
1 ـ الإِدراكات التي هي وليدة العوامل الخارجة عن وجود الإِنسان بحيث لولاها لما وقف الإِنسان عليها بتاتاً ، مثل ما وقف عليه من قوانين الفيزياء و الكيمياء و الهندسة.
2 ـ الإِدراكات النابعة من داخل الإِنسان و فطرته من دون أن يتدخل في الإِيحاء عامل خارجي. كمعرفة الإِنسان بنفسه و إِحساسه بالجوع و العطش ، و رغبته في الزواج في سن معينة ، و الإِشتياق إلى المال و المنصب في فترات من حياته. تلك المعارف ـ و إِنْ شئت سميتها بالأَحاسيس ـ تنبع من ذات الإِنسان و أَعماق وجوده. و علماء النفس يدّعون أنَّ التوجه إلى المبدأ داخل تحت هذا النوع من العرفان.
إِنَّ علماء النفس يعتقدون بأَنَّ للنفس الإِنسانية أَبعاداً أَربعة يكون كلُّ بعد منها مبدأً لآثار خاصة.
أ ـ روح الإِستطلاع و استكشاف الحقائق ، و هذا البعد من الروح الإِنسانية خلاق للعلوم و المعارف ، و لولاه لما تقدم الإِنسان منذ أن وجد في هذا الكوكب ، شبراً في العلوم و استكشاف الحقائق.
ب ـ حبّ الخير ، و النزوع إلى البرِّ و المعروف ، و لأَجل ذلك يجد الإِنسان في نفسه ميلا إلى الخير و الصلاح ، و انزجاراً عن الشر و الفساد.
فالعدل و القسط مطلوب لكل إنسان في عامة الأَجواء و الظروف ، و الظلم و الجور منفور له كذلك ، إلى غير ذلك من الأَفعال التي يصفها كل إِنسان بالخير أو الشر ، و يجد في أَعماق ذاته ميلا إلى الأَول و ابتعاداً عن الثاني ،


و هذا النوع من الإحساس مبدأٌ للقيم و الأَخلاق الإِنسانية.
ج ـ عشق الإِنسان و علاقته بالجمال في مجالات الطبيعة و الصناعة فالمصنوعات الدقيقة و الجميلة ، و اللوحات الفنية و التماثيل الرائعة تستمد روعتها و جمالها من هذا البعد.
إِنَّ كل إِنسان يجد في نفسه حبّاً أَكيداً للحدائق الغناء المكتظة بالأَزهار العطرة و الأَشجار الباسقة ، كما يجد في نفسه ميلا إلى الصناعات اليدوية المستظرفة و حباً للإِنسان الجميل المظهر ، و كلها تنبع من هذه الروح التي عجن بها الإِنسان ، و هي في الوقت نفسه خلاّقة للفنون في مجالات مختلفة.
د ـ الشعور الدينى الذي يتأجج لدى الشباب في سن البلوغ ، فيدعو الإِنسان إلى الإِعتقاد بأَنَّ وراء هذا العالم عالماً آخر يستمد هذا العالم وجوده منه ، و أنَّ الإِنسان بكل خصوصياته متعلق بذلك العالم و يستمد منه.
و هذا البعد الرابع الذي اكتشفه علماء النفس في العصر الأَخير و أَيدوه بالإِختبارات المتنوعة مما ركز عليه الذكر الحكيم قبل قرون و أَشار إليه في آياته المباركات ، نعرض بعضها :
أ ـ ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (1).
إِنَّ عبارة « فِطْرَةَ الله » تفسير للفظة الدّين الواردة قبلها ، و هي تدل بوضوح على أنَّ الدّين ـ بمعنى الإِعتقاد بخالق العالم و الإِنسان ، و أَنَّ مصير الإِنسان بيدهـ شيء خلق الإِنسان عليه ، و فُطر به كما خلق و فُطِر على كثير من الميول و الغرائز.
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ سورة الروم : الآية 30.

ب ـ ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) (1).
أيْ عرَّفْنا الإِنسان طريقَ الخير و طريقَ الشر. و ليس المراد التعرف عليهما عن طريق الأنبياء بل تعريفهما من جانب ذاته سبحانه ، و إن لم يقع في إِطار تعليم الأَنبياء ، و ذلك لأَنه سبحانه يقول قبله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الاِْنسَ ـ نَ فِي كَبَد * ... * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَ ـ هُ النَّجْدَيْنِ ) فالكل من معطياته سبحانه عند خلق الإِنسان و إبداعه.
و هذا إنْ دلّ على شيء فإنما يدل على أنَّ النظرية التي اكتشفها علماء معرفة النفس مما ركّز عليها الوحي بشكل واضح ، و حاصلها إِنَّ الدين بصورته الكليَّة أَمر فطري ينمو حسب نمو الإِنسان ورشده ، و يخضع للتربية و التنمية كما يخضع لسائر الميول والغرائز.


8O 8O
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
زهرة
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 184
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة زهرة »


قد يصل الإنسان بما وهبه الله من طاقاتٍ نفسية وفكرية، وبما يُهيىء له من الأسباب على وجه الأرض، إلى كثير من الحقائق العلمية والماديَّة، والظواهر الكونية، والأسرار والحكم والاختراعات المختلفة، ولكنَّ ذلك كلَّه يتحوَّل إلى مصدرٍ من مصادر شقاء الإنسان إذا لم ينسجم مع الفطرة السليمة، ولم ينضبط بضوابط الدين الصحيح، ولاشكّ أن فقدان الوعي الديني هو الذي يشوِّه معالم الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهو الذي يقود الإنسان إلى مظاهر الانحراف الديني، والفكري، والخلقي، وإلى مواقف العداء والفرقة والظلم والتسلُّط، لأن فقدان ذلك الوعي الديني يعني فقدان معالم الفطرة البشرية السليمة، وضياع موازين الدين الصحيحة التي توزن بها الأمور وتستقر بها الأحوال.

سلمت الايدي اخي سمير على هذه الفائدة
ودمت في حفظ الله.
صورة

صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

شكرا لتواجدك بيننا
ردك الكريم ابهجنا

صورة العضو الرمزية
بشرى سارة
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 795
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بشرى سارة »

سلمت يداك يا اخى العزيز سمير العاشقى
موضوع كله ايمان وعلم
بارك الله فيك وزادك من علمه واسعدك
كل مواضيعك جميلة وشيقة وتعجبنى جدا لما فيها من ايمان عميق
لك خالص تحياتى وسلامى
صورة

صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

الاخت الطيبة بشرى سارة
اهلا وسهلا بك يسعدني دائما تواجدك وردودك تشرح صدري وتدفعني الى تقديم المزيد بارك الله تعالى بك والبسك لباس العافية واذاقك طعم البشرى السارة في الدنيا والاخرة

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“