لمن يهمة الامر

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
farajmatari

لمن يهمة الامر

مشاركة بواسطة farajmatari »

أبعاد الدين

البعد الأول يدعى بالشريعة:
و هي بمثابة الجسد للدين .. و يمكن للجسد يكون حيا أو ميتا! وكلاهما وارد...
فالشريعة حية بوجود... من يبعث النفَس فيها.. و لكن حين يموت من بعث النفس فيها تموت معه و تصبح جثة هامدة لا حياة فيها.. و لكنها في كلتا الحالتين هي جسد.. و لكنه خاو من الحياة.. فأنت حين تموت، لم يعد جسدك يمثلك، هو يمثل الشكل فقط، هو يمثل شخصك ولكنه ليس بأنت...أنت الحقيقي قد ترك ذلك الجسد و ما تبقى هو رمز فقط..
ودين اليوم يقع ضمن هذا البعد من الدين، فما فيه هو الرائحة من هذا الدين و ليس الروح منه...
هو دين زوار الكنائس في أيام الأحد من النصارى ومن يصلون الخمس صلوات من المحمديين.. هذا هو غاية الدين و هذا هو التدين بنظرهم..

أن تصلي خمس مرات في اليوم هو ليس بإسلام..بإمكانك أن تصلي خمسين مرة، ولن تجعل منك مسلما حقيقيا ً..هو ليس بأكثر من شعائر..حركات و انفعالات ميتة، لا يرق لها القلب و لا تلمس أي من نبضاته... حتى غدت تلك الشعائر واجبات اجتماعية أكثر من أن تكون دينية...دامت لتستغل اجتماعيا و حتى سياسيا.. ولكنني أيضا لا أخالف ولا اعترض من يمارسها

فحين تغيب الروح عن الجسد يموت و يصبح من السهل على أي قوة خارجية إستخدامه و توضيفه لغاياتها .. فنحن لا نعرف مِن هذا الكائن إلا ظاهره، ما يبث الحياة فيه هو خفي بالنسبة إلينا سواء كان الشيطان أو السياسي أو رجل الدين...
فحين تنظر لشخص آخر فأنت لا تميزه إلا بوجهه و هيئته الخارجية...حتى ولو كان أقرب المقربين إليك، فأنت لا تستطيع الغور فيه لتميزه بما هو أعمق من المظهر الخارجي..أنت لا تستطيع النفاذ فيه ولا حتى لما هو أعمق من جلده...

ولكن المظهر الخارجى و الوجه ليسا ما يميزان هوية الإنسان.... الشكل من الخارج هو ليس تلك الحقيقة التي تكمن في الداخل... و الشخصية هي ليست الشخص ...
وبالوقت نفسه فأنت لن تستطيع أن تميز أي ممن حولك لو قدم إليك كروح، ولا حتى زوجتك أو إبنك... بل قدومهم بهذه الصفة سيبث فيك الرعب، فما هم بالنسبة إليك إلا أشباحا...

فمعرفتنا لأنفسنا مقترنة بما هو جسدي..سطحي.. مرئي..لا تتعدى بعدا أعمق من ذلك..و هذا البعد من الدين هو ما يطلق عليه بالشريعة...هو الطبقه الخارجية من الدين...
محمد حين يتواجد على الأرض، أو المسيح أو بودا، فأنت ببساطه تراقب تصرفات كل منهم...كيف يأكل..ماذا يلبس.. ماذا يقول و متى ينطق بذلك القول..أنت تراقب و من بعد ذلك تصيغ نظاما حياتيا لنفسك مطابقا لنظامهم...هذا ما أخذته من الدين..هذا ما أدركته منه.. و هذا ما يهمك..
و في حدود هذا البعد يعيش جميع أتباع الأديان من المسيحيين و المحمديين وغيرهم...هم ليسو بنصارى ولا هم بمسلمين..هم لم يأخذوا من الدين إلا الظاهر منه...
البعد الثاني: الطبقة الثانية من الدين هي ما تدعى بالحقيقة
الحقيقة إسم مشتق من الحق .. و الحق هو النقاء و الصفاء من أي شوائب .. هوالصدق ... وهذا ما قصده الحجاج حين قال: أنا ألحق .. الحقيقة هي اللب في الدين .. هي روحه و جوهره ..
في حال الشريعه فأنت لست بأكثر من محمدي أو درزي او مسيحي او يهودي..أما في أن تكون صوفيا حكيما متنورا فهو أسمى و أعمق ما في الدين..هي السعادة .. هي النعمة الأبدية ..
ضمن دائرة الشريعة يقع معظم البشر حيث تظهر ظاهرة السياسيين و المجتمع والأخلاقيات و الكثير الكثير من الظواهر .. عند النظر من منظار الشريعه لن ترى من القرآن إلا مجموعه من القوانين الاجتماعية و الأخلاقية، سيصعب عليك إيجاد تلك النصوص التي تتكلم عن حقيقة الدين دين الله وإسلام الله!!!...فأنت لا تقرأ الروح التي في تلك الآيات و المعنى الباطن منها.. تضيع الجوهرة تحت ما يعلوها من الوحل .. فلن يجد تلك الجوهرة إلا من كان يرى الجوهر من الأمور...أما من كان منظاره المظهر فليس له إلا الوحل لينظر إليه وليعيش فيه..
فأهل الظاهر هم أهل الشريعة من المحمديين...و أهل الجوهر و الجواهر هم أهل الحقيقة من المتنورين..
ليس من الصعب أن تكون من أهل الشريعه، فهم في كل مكان، يأتوك وأنت في مكانك ليحيلوك لمسلم أو مسيحي أو بوذي..لكن لتكون من أهل الحقيقية لابد من السعي الصادق، أن تسلك طريق الحق وصراطة المستقيم و الذي بدوره سيقودك لأهله ... لربما تصادف فيه الكثيرين ممن يدعون الحق و الحقيقية، فمن بين مئة منهم تسع و تسعون هم من المدعين، و لقائك بهم هو دروس لك... و لتلتقي بذلك الصادق الوحيد عليك أن تصدق أنت مع نفسك...

لابد من أن يكون لديك الاستعداد المطلق للسير في ذلك الطريق..فنهايته موت بلا رجعه!!!
نعم... أن تحب الله حبا صادقا هو أن تموت به و تموت فيك الأنا، فتندمج به كقطرة الماء بالمحيط، فإن ذابت به ليس بإمكانها الرجوع، فهي الآن منه و فيه..هي لا تملك من نفسها شيئا...

البعد الثالث هو الطريقة

وهي الوسيلة أو الطريق .. الطريق مما هو خارجي سطحي لما هو عميق جوهري...
فإن أخذنا السطح على إنه محيطاً لدائرة و الجوهر هو مركزها، فنحن بالتالي نقع على نقطة ما ضمن تلك الدائرة تبعد ما تبعد عن مركزها.. والطريقة هي ما سيرسم الخط بين تلك النقطة و المركز لتلحق النقطة و تتحد معه..

ماذا يمثل ذلك الخط للصوفيين المتنورين؟

طريقتهم هي ما كانت وراء تسميتهم بأهل الطريق وأبناء النور..فعندهم الطريقة الأعظم في ذلك!! .. طريقتهم تحولك من حال إلى حال آخر، تحويلا أبديا لا رجعة من بعده...
هم لا يكلمونك عن اللاهوت و الماورائيات والغيبيات والمعجزات ، بل يعتقدون بالاختبار فقط.. هم لا يتكلمون عن الله، فليس من المهم ان "يكون الله" أو "لا يكون"، أنت إختبر بنفسك، عش تلك التجربه بقلبك و أنظرها بعينيك و أنت من سيحدد إن كان الله أم لم يكن..
و الجدل غير مطروح لديهم، فهم لا يتكلفون الجهد لمحاولة لإقناعك..فا ابن النور يقول لك: تعال معي، أنا أعرف نافذة تنظر منها للسماء الواسعة...ففي هذه الغرفة المعتمه كيف لي أن أقنعك بوجود نافذه تطل على تلك السماء..تعال معي وأنت ستراها بنفسك..
فما يملكون من الحقيقة هي أعمق و أبعد من تترجم لكلمات تقال، أن تختبرها هي الطريقة الوحيده للمعرفة.. فالكلام عنها سيعتبر جنونا، هو اللامنطق لمن هم من أهل الفكر...
" مرّ ضفدع من المحيط ببئر، و هناك إلتقى بضفدع آخر يسكن في ذلك البئر..فتقدم ضفدع المحيط بالتعريف عن نفسه و إنه قدم من المحيط...فرد عليه ضفدع البئر:
- محيط؟!! ماالذي تقصده بهذه الكلمة؟ ماهو ذلك المحيط؟!!
- ضفدع المحيط : من الصعب جدا أن أشرح لك ذلك فمن الواضح أنك لم تترك هذا البئر يوما! و لكني سأحاول..فالمحيط أكبر بكثير من هذا البئر
- ضحك ضفدع البئر و قال : لم يسمع أحد أبدا عن شيء أكبر من هذا البئر..ما هو كبر محيطك ذلك؟ بهذا القدر؟ ثم قفز لثلث مساحة البئر
- فضحك ضفدع المحيط مجيبا ب: لا
- فقفز ضفدع البئر لثلثي البئر هذه المرة و قال: إذن هو بهذا الحجم..
- ضفدع المحيط: الفرق هو ليس بالحجم أو الكمية هي في نوعه و طبيعته..هي في لامحدوديته ووفرته..
- ضفدع البئر: من الواضح انك إما مجنونا أو متفلسفا أو كاذب..أنصح بأن ترحل من هنا و أن تتوقف عن تلك الخرافات.. "
و بذلك فالصوفيون المتنورين لا يتكلمون عن الله، هم يتكلمون فقط عن الطريقة... فهي السبيل الوحيد للمعرفة لديهم... فأنت من يجب أن يتعرف على الحقيقة بنفسه، فلن تحصل عليها بالشرح أو التفسير..
و لمن يريد سلك ذلك الطريق لابد من أن يعلم من أن نيل مبتغاه سيتطلب وقتا طويلاً .. فمهما كان عطشك و توقك لأن تتعلم لا بد من أن تعطي ذلك العلم حقه من الوقت حتى يفهم و يستوعب كما يجب..
لقد خلق الإنسان من عجل.. فالتسرع بالأمور و استعجال النتائج هي من طبيعته...نحن في بحث دائم عن الإختصارات و التي بدورها لن تأتي إلا بنتائج خاطئة...فالتعلم كالنمو، أنت تنمو بهذا العلم ليُزهر في عقلك و يزدهر..و مهما كانت قدرتك للإستيعاب و مهما كان مستوى ذكائك، فبالنهاية هناك قابلية محدودة لكلاهما، من بعدها لابد من ترك العقل زمنا معينا لينمو و ينضج أكثر فيستعد من جديد لإستقبال المزيد بقابلية أكبر..
هذا هو النمو المثمر، فهو يبداء ليستمر، ولكن ببطئ...فهو ليس كزهور الربيع، تنمو لأسابيع معدودة ثم تموت..تأتي سريعا لترحل سريعا... كالأحلام، فهي ليست دائمة ولا حقيقية...
الأشجار الكبيرة تأخذ عشرات السنين و منها يأخذ المئات كي ينمو...هي ليست بالمهمة السهلة ، فهي تنمو لتعلو أكثر و أكثر بإتجاه السماء و الغيوم و النجوم، و كلما نمت و صعدت لأعلى السماء كان لابد لجذورها أن تنمو و تغور لأسفل الأرض، ليتحقق التوازن و لتبقى تلك الشجرة ثابته لتستمر و تثمر..
أنت لا ترى الجذور فهي خفيه، ولكن المعلم أو المرشد يراها فيك، يعرف كم تملك منها و ماهو عمقها...فإن نميت بسرعة أكبر من نمو جذورك كان صعبا عليها حملك و تثبيتك، فتقع و تنهار..
وبالتالي لابد من البدء بالشريعه أولا، لأنك حين تأتي أولا فأنت الآن في بعد الجسد من الدين .. أنت على محيط الدائرة و شيئا فشيئا و من خلال الطريقة فأنت تنتقل لمركزها و في الطريق لابد من أن تُهيأ عقليا و نفسيا لتصل لتلك النقطة، و هنا يكمن التحدي للحكيم لما في هذه المرحلة من تضاد و تناقض، فهو يعمل لإيجاد الفكر فيك و من ثم عليه أن يلغيه و يدمره...لابد من أن يبني جسرا ليأخذك من المحيط ليصلك بالمركز و من بعدها يدمر ذلك الجسر، فتستقر في ذلك المركز .. فمحال الرجوع أو الإنتقال ...
فلنلحق بالحق الإبدي و لنترك ماهو سطحي زائل .. لنترك ذلك الجسد الميت و لنتمسك بما هو حي لا يموت..
لنعِش بحب الله و لنتناغم مع الكون و ما فيه من كائنات ..
لنستبدل غفلةٍ أساسها غياب القلب و حضور الفكر بوعيٍ ينهر بذكاء كوني و قلب يملؤه الذكر.. حيث لا حزن ولاشقاء و إنما سعادة أبدية و حب سمته البقاء...

صدقوني لكل ما في هذا الكون أبعاد و طبقات، تجتمع معا لتتكامل وتكمل معنى الموجودات فيه... الإنسان على سبيل المثال، هو ليس من جسد أو من روح أو من عقل فقط ...هو الثلاثة مجتمعة معاً...فالجسد هو ما يميز هيئته الخارجيه و فاعليته و العقل هو ما يسيّر ذلك الجسد و يتحكم بتفاعله و الروح هي ما تبث الحياة في كليهما..
و هكذا هو الدين، فللدين جسد و فكر و روح...
فإن كان تدينك يقع بطبقة الجسد منه، فأنت لا تنظر إلا لظاهره ولما على سطحه.... و إن كنت في العقل منه فأنت في طبقة أخرى ...و إن بلغت روحه، فهذا هو الدين الحقيقي..هو جوهر الدين و الجوهرة الكامنة فيه..
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
شعاع الشمس
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 155
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة شعاع الشمس »

بارك الله فيك مرسيييييييييي :oops:

صورة العضو الرمزية
( صخب أنثى )
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 206
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

لمن يهمة الامر

مشاركة بواسطة ( صخب أنثى ) »

أن تصلي خمس مرات في اليوم هو ليس بإسلام..بإمكانك أن تصلي خمسين مرة، ولن تجعل منك مسلما حقيقيا ً..هو ليس بأكثر من شعائر..حركات و انفعالات ميتة، لا يرق لها القلب و لا تلمس أي من نبضاته... حتى غدت تلك الشعائر واجبات اجتماعية أكثر من أن تكون دينية...دامت لتستغل اجتماعيا و حتى سياسيا.. ولكنني أيضا لا أخالف ولا اعترض من يمارسها


جميل منك ولطفا تفضلت به علينا نحن المحمديين بعدم اعتراضك لما نقوم به من شعائر
كانت هي الفيصل بيننا وبين غيرنا من الأديان اضافة الى انها واجبات مكلف بها كل مسلم بالغ
عاقل من قبل الله عز وجل ولكن دقق جيدا بـ ( مسلم بالغ عاقل ) ؟



.
محمد حين يتواجد على الأرض،

التزم بأداب الحديث حال التحدث عن سيد البشرية جمعاء صلى الله عليه وأله وسلم فالله عز وجل قرن محبته بمحبة هذا النبي العظيم الذي لاتذكره سوى بمحمد وكأنه احد اصدقائك حاشاه الله وطهراسمه ممن يذكره دون اجلال


ضمن دائرة الشريعة يقع معظم البشر حيث تظهر ظاهرة السياسيين و المجتمع والأخلاقيات و الكثير الكثير من الظواهر .. عند النظر من منظار الشريعه لن ترى من القرآن إلا مجموعه من القوانين الاجتماعية و الأخلاقية، سيصعب عليك إيجاد تلك النصوص التي تتكلم عن حقيقة الدين دين الله وإسلام الله!!!...


بالفعل صعب عليك ايجاد جميع ماذكرت فأنت لاتنظر أبعد من هذه النظرة المهمشة التي تحاول دوما اثبات انها على صواب مدعيا أنك تبحث عن النور وانت في ظلام دامس 0


ماذا يمثل ذلك الخط للصوفيين المتنورين؟ 000000 الـخ آخر المقال

وصلنا للب الموضوع وهو الاعلان عن خط معين وأنت المعلم الذي سيكشف ما بداخلنا ؟

لا صلاة ولا صوم ولا غيره بس ننتظر منك شهادة اننا من ابناءالنور والله يلطف فينا بعدها :cry:


ليتك حقيقة تضع الله نصب عينك وتعي معنى التصوف الحق وليس ما تردده دون وعي وكما تلقيته ممن جعلوك تابعا لهم 00




اتمنى بالفعل ان تلتمس النور فأنت لست سوى ناقل بامتياز لمفاهيم اخرى لا تعي منها سوى قشورها ظنا منك بأنك ستنتهج خطا مغايرا هو الحق وبالتالي يضمن لك استقلاليتك المفقودة وبالتالي تبرر به ما تتبعه من تيارات تبطن دوما خلاف ماتظهر 00

لذلك أعدك ..
من ان يكون مصير ما تطرح دوما اما دعوة لك بظهر الغيب , او رجوع الموضوع لأخر
الصفحات وبالتالي الأرشيف 0 :cry:



ضع بعد ذلك المواضيع بأقسامها المخصصة لها وحاول ان تلتزم ولو لمرة بقانون بدلا من معيشتك هكذا لا تعي ماتريد , كل وقت باسم و رمز و رأي تماما مثل مايحدث في مجالس
العلمانيين , انار الله بصيرة من أراد به خيرا 0


ينقل الموضوع لقسم الفرق والأديان والمذاهب

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“