نجمة داوود المقدسة

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
alanoar
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 61
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

نجمة داوود المقدسة

مشاركة بواسطة alanoar »

نجمة داوود المقدسه تجسدت فيه رموزا الكون التي قام على أسسها وقواعدها علم الفلك ويرجع علمها للمعلم الأول أبونا آدم عليه السلام فشاهد هذا الموضوع عزيزي القاريء ولك أن تعلم ذلك بالتأمل وتحليل النقاط وأترك الجميع مع هذا النقل :
نجمة داوود وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية أيضا ماجين داويد بمعنى "درع داوود"
، تعتبر من أهم رموز هوية الشعب اليهودي وهناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن إتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن الملك داوود ولكن هناك بعض الأدلة التأريخية التي تشير إلى ان هذا الرمز أستخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر و الشعوذة وهناك أدلة على إن هذا الرمز تم إستعماله من قبل الهندوسيين من ضمن الأشكال الهندسية التي إستعملوها للتعبير عن الكون و الميتافيزيقيا وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممن يعتقد إن نجمة داوود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعي الذي يعتبر من أقدم رموز بني إسرائيل . في عام 1948 ومع إنشاء دولة إسرائيل تم إختيار نجمة داوود لتكون الشعار الأساسي على العلم الإسرائيلي
وهناك إجماع على إن الجذور العميقة لرمز النجمة السداسية تعود إلى قرون من الزمن سبقت بداية تبني هذا الرمز من قبل الشعب اليهودي. لايمكن تحديد البداية الفعلية لإستعمال هذا الرمز على وجه الدقة ولكن هناك مؤشرات على الإستعمالات التالية في التأريخ لرمز النجمة السداسية:
في الديانات المصرية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح وحسب المعتقد المصري القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزا للإله أمسو الذي وحسب المعتقد كان أول إنسان تحول إلى إله وأصبح إسمه حورس ويعتقد البعض إن بني إسرائيل إستعملوا هذا الرمز مع العجل الذهبي عندما طالت غيبة موسى عليهم في جبل سيناء أثناء تسلم موسى الوصايا العشر فقام مجموعة من بني إسرائيل بالعودة للرموز الوثنية التي كانت شائعة في مصر آنذاك ، وقد تكون منشأ هذه النظرية بخصوص علاقة النجمة السداسية بفكرة ارض الأرواح و حورس منشأها تشابه إلى نوع ما بين اسم حورس بالهيروغليفية و النجمة السداسية
في الممارسة القديمة التي تعتبر اصل علم الكيمياء الحديثة والتي كانت تسمى خيمياء كانت النجمة السداسية رمزا لتجانس متضادين و بالتحديد النار و الماء
في "العلوم الخفية" والتي هي عبارة عن ممارسات قديمة لتفسير ماهو مجهول او ماوراء الطبيعي تم استعمال النجمة السداسية كرمز لآثار أقدام نوع من "العفاريت" وكانت النجمة تستعمل في جلسات إستحظار تلك "العفاريت"
في الديانة الهندوسية يستعمل النجمة السداسية كرمز لإتحاد القوى المتضادة مثل الماء و النار ، الذكر و الأنثى ويمثل ايضا التجانس الكوني بين شيفا (الخالق حسب احد فروع الهندوسية) و شاكتي (تجسد الخالق في صورة الإله الأنثوي) و ايضا ترمز النجمة السداسية إلى حالة التوازن بين الإنسان و الخالق التي يمكن الوصول اليه عن طريق الموشكا (حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل). ومن الجدير بالذكر إن هذا الرمز يستعمل في الهندوسية لأكثر من 10،000 سنة
في الديانة الزرادشتية كانت النجمة السداسية من الرموز الفلكية المهمة في علم الفلك و التنجيم
في بعض الديانات الوثنية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا للخصوبة و الإتحاد الجنسي حيث كان المثلث المتجه نحو الأسفل تمثل الأنثى و المثلث الآخر يمثل الذكر
في عام 1969 تبنى كنيسة الشيطان النجمة السداسية داخل دائرة كرمز لها وكان إختيار هذا الرمز نتيجة للرمز المشهور في الكتاب المقدس 666 الذي تم ذكره في نبوءة دانيال والتي تشير إلى الدجال او ضد- المسيح .
تم استعمال النجمة السداسية و الرقم 666 في حبكة رواية شيفرة دافنشي (رواية) (2003) للمؤلف دان براون كجزء من نظرية المؤامرة
هناك نظريات مختلفة حول بداية استعمال النجمة السداسية كرمز للشعب اليهودي وفي مايلي بعض من هذه الفرضيات:
أهمية الرقم 6 في اليهودية في إشارة إلى الأيام الستة لخلق الكون و الأيام الستة التي يسمح بها للعمل و التقاسيم الستة للتعاليم الشفهية في اليهودية
النجمة السداسية تمثل الحرف الأول و الأخير من اسم داوود بالعبرية דָּוִד حيث يكتب حرف الدال بالعبرية بصورة مشابه لمثلث منقوص الضلع
من خلال مراقبة الشمس و القمر والنجوم والمذنبات كجزء من التنجيم يعتقد إن النجمة السداسية تمثل ميلاد الملك داوود او زمان إعتلاءه العرش
إستنادا إلى كتاب كبالاه Kabbalah الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة فإن هناك 10 صفات للخالق الأعظم وقد جرت العادة على تجسيد تلك الصفات على شكل هرم شبيه بنجمة داوود
إستنادا على روايات غير موثقة فإن الدرع الذي إستعمله الملك داوود في المعارك في شبابه كان درعا قديما وقام بلفه بشرائط من الجلد على هيئة النجمة السداسية
إشارة إلى يهوه الذي يعتبر من أقدم أسماء الخالق الأعظم في اليهودية و الذي يكتب بالعبرية הוה ويمكن تشكيل نجمة سداسية من الحرف الأول و الأخير
رمز لتحرير اليهودية من العبودية بعد أربعمائة سنة قضوها في مصر‏.‏ فالشكل المثلث للهرم يدل علي التصوير الشامل لسلطة أما الهرم الآخر المقلوب فيعني الخروج عن هذه السلطة
لايوجد أدلة في علم الآثار بكون نجمة داوود كانت شائعة الأرض المقدسة في زمن الملك داوود وأقدم دليل أثري تم العثور عليه لحد هذا اليوم هو عبارة عن وجود النجمة السداسية على شاهد قبر في مدينة تارانتو في الجزء الشرقي من جنوب إيطاليا والذي يعتقد إنها تعود إلى القرن الثالث بعد الميلاد ويعتقد بعض الباحثين إن إرتباط النجمة السداسية باليهود قد يرجع إلى الملك سليمان الذي خلف الملك داوود حيث إشتهر سليمان بتعدد زوجاته وكانت إحداهن من مصر ومن المحتمل إن هذه الزوجة قد لعبت دورا في إنتشار النجمة السداسية التي كانت رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح حسب معتقد قدماء المصريين
تم العثور على اقدم نسخة من الكتاب المقدس اليهودي في سانت بطرسبرغ ويرجع تاريخ هذا الكتاب إلى عام 1010 وغلاف هذا الكتاب مزين بنجمة داوود . تم العثور ايضا على مخطوطة قديمة للكتاب المقدس اليهودي المعروف بإسم التناخ في طليطلة ترجع إلى عام 1307 وقد تم تزيين هذه المخطوطة بالنجمة السداسية و .
يوجد في القرون الوسطى حادثتين موثقتين عن استخدام نجمة داوود كشعار لليهود كانت احداها في عام 1354 في براغ عندما كات جزءا من بوهيميا حيث تم تصميم علم لليهود الساكنين في تلك المنطقة في عهد الملك تشارلس الرابع (1316 - 1378) حيث شاركت قوة من اليهود في قتال قوات تابعة لملك المجر . في عام 1648 وقعت حادثة مشابهة عندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد وكان من ضمن المدافعين عن المدينة مجموعة من اليهود فأقترح الإمبراطور فرديناند الثالث (1608 - 1657) على هذه الجماعة حمل راية خاصة بها للتمييز بينها وبين القوات السويدية الغازية وكانت الراية حمراء اللون وعليها نجمة داوود باللون الأصفر وفي العصر الحديث إختارت الحركة الصهيونية عام 1879 نجمة داوود رمزاً لها واقترح تيودور هرتسل في أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال أن تكون هذه النجمة رمزا للحركة الصهيونية بل أيضا رمز الدولة اليهودية مستقبلا [24] وتم استعمال هذا الرمز ايضا من قبل لجنة الطلاب "أخوة صهيون" في عام 1881 وفي عام 1882 اختار مؤيدي حركة "البيلو" نجمة داوود في ختمهم الرسمي ومن الجدير بالذكر إن حركة « محبة صهيون » ( البيلو ) كانوا من طلائع اليهود الذين بدؤا بالهجرة إلى فلسطين من 1882 إلى 1903 والذي يسمى ايضا بالهجرة الأولى [25] وبعد إعلان دولة إسرائيل بستة أشهر قرر مجلس الدولة المؤقت بتاريخ 28 أكتوبر 1948 إعتماد نجمة داوود كشعار على العلم الإسرائيلي [26]
من الجدير بالذكر إن اليهودية الأرثودوكسية ترفض إعتبار نجمة داوود رمزا للشعب اليهودي وذلك لكونها رمزا ذو علاقة بالسحر و الشعوذة القديمة او ماكانت تسمى بالعلوم الخفية وبالنسبه نجمة داوود والمسيحيه يستعمل نجمة داوود كرمز من قبل الطائفة المسيحية التي تسمى المورمنز وخاصة في كنائسهم ويعتبر المورمنز النجمة رمزا لقبائل بني إسرائيل الأثنا عشر القديمة حيث يعتبر المورمنز نفسهم إمتدادا لهذه القبائل ويحتفل المورمن بكثير من المناسبات اليهودية حيث وقعت الكثير من الأحداث التأريخية للمورمنز في مناسبات يهودية مهمة ولا يعرف إن كانت هذه مصادفة او شيئا متعمدا فعيد ميلاد مؤسس الطائفة جوزيف سمث يصادف يوم الهانكة التي هي عطلة يهودية تبدأ عادة في ديسمبر وهناك 12 مناسبة تاريخية مهمة للمورمنز تصادف كلها مناسبات يهودية [27] .

كيف استولت الصهيونية على خاتم سليمان ونجمة داوود؟ /محمود الزيباوي/جريدة النهار17-5-2006

تَبَنَّـت الحركة الصهيونية رمزاً لها النجمة ذات الرؤوس الستة، وجعلت منها إشارة جامعة تختزل اليهودية، أسوة بالصليب المسيحي والهلال الإسلامي. إلا أن دراسة أصول نشأة هذه الإشارة، تُثبت بشكل قاطع أن ما يسمّى "نجمة داوود" منذ القرن التاسع عشر، ما هو إلا "خاتم سليمان" الذي عُرف في العالم الإسلامي كعلامة يختم بها الإنسان نفسه ويحميها من السوء. وفقا للروايات المتوارثة في الأدب الإسلامي، أنعم الله على سليمان بن داوود بخاتم عجيب استطاع بواسطته إخضاع الجن والعفاريت، وقد تحولت النجمة السداسية إلى رمز لهذا الخاتم، كما يستدل من خلال عدد كبير من الأحجبة والتمائم والكتب المصورة التي وصلتنا من ديار العالم الإسلامي الواسع.
قبل استخدام الطباعة بقرون في أوروبا، ابتدع العرب تقنية خاصة مشابهة لإنتاج تمائم منمنمة تبعد عن حامليها شر العفاريت والأرواح الشريرة، وقد حفظ لنا التاريخ بعضاً من هذه التمائم القديمة، منها حجاب مطبوع على الورق يعود إلى القرن الحادي عشر، مصدره مصر الفاطمية، وهو من محفوظات متحف متروبوليتان في نيويورك. تكسو هذا الحجاب الفاطمي كتابات عربية تحوي مزيجاً من الأدعية والتعاويذ، ويعلوه ختم مربّع يضم نجمة سداسية تتألف من مثلثين متداخلين. تحوط هذه النجمة كتابة بالخط الكوفي المزهر النقش، تعتمد عبارة "الملك لله" وتكرّرها بأسلوب يماثل النقش. من جهة أخرى، يحوي وسط النجمة كتابة من كلمتين تصعب قراءتها.
تحتفظ المكتبة الوطنية بنسخة من كتاب فارسي خاص بالتنجيم تعود إلى النصف الثاني من القرن الثالث عشر مصدرها تركيا السلجوقية وتحوي مئة وسبعة وعشرين رسماً إيضاحياً. على ظهر الورقة الثالثة من المخطوط، نرى ثلاث نجوم سداسية تعلو صورة لأسد وأخرى لعقرب. بحسب ما جاء في الكتاب، أطلق العرب لقب "سيف الله" على الأسد والعقرب وخاتم سليمان، مما يشير الى أن النجمة السداسية هي صورة خاتم سليمان ورمزه. تحضر النجمة إياها مرة أخرى على ظهر الورقة الثانية والثلاثين من نسخة من "كتاب البلهان" تعود إلى القرن الرابع عشر وتملكها مكتبة بولداين في أوكسفورد. يُنسب هذا الكتاب إلى أبي معشر جعفر بن محمد البلخي، أشهر المنجمين في الحقبة العباسية، وهو فلكي و"رياضياتي" فارسي ولد في بلخ الأفغانية وتوفي في واسط عام 886. نالت أعماله شهرة كبيرة، وتُرجمت إلى اللاتينية في أوروبا حيث عُرف باسم ألبوماسر. تحضر النجمة السداسية كذلك في نسخة من كتاب "مطالع السعادة ومنابع السيادة" من محفوظات المكتبة الوطنية الفرنسية، وهو ترجمة تركية لفصل من "كتاب البلهان"، وضعها محمد السعودي بطلب من السلطان مراد الثالث عام 1582. نراها على ظهر الورقة الثامنة والسبعين التي خصها الرسام لتصوير شيطان يدعى المدهّب، وهو واحد من الشياطين السبعة التي تظهر مرفقة بأسمائها في هذا المخطوط.
بهاء الملك
ينجلي معنى هذه النجمة في منمنمة استثنائية مما يعرف بـ"مجلّد السرايا" في متحف توبكابي، وهو المجلد الذي يضم أربع مخطوطات تحفل بصور كائنات عالم الغيب التي سحرت المسلمين على اختلاف أعراقهم ومللهم. على وجه الورقة السابعة والتسعين من المخطوط رقم 2152، يظهر الملك سليمان متربعاً على عرشه وفقاً لنموذج إيقونوغرافي اعتُمد في الفن الإسلامي لتصوير كبار الملوك والحكام. عوضا عن الكأس التي يرفعها الحاكم عادة في هذا النوع من الصور، يمسك النبي بيمناه نجمة سداسية تستقر فوق صدره، ويثبت فوق عرشه بسمو، وسط وزيره الشهير آصف بن برخيا وشيطان أسود يقف بإجلال من أمامه. بحسب ما جاء في النص القرآني، جعل الله لنبيّه من الشياطين بنائين وغواصين، كما سلّطه على آخرين منهم بتقييدهم بالأصفاد (ص37- 38). وفقاً للرواية التي نقلها الثعلبي في "عرائس المجالس"، خصّ الله نبيّه بخاتم لبسه في أصبعه، "فعكفت عليه الطير والريح ووقع عليه بهاء الملك". أُنجز مخطوط سرايا توبكابي في نهاية القرن الثالث عشر، مما يدل على أن هذه المنمنمة واحدة من أقدم الصور التي تمثل سليمان، ذلك أن أقدم ما وصلنا من منمنمات دينية يعود مطلع القرن الرابع عشر. يرفع النبي عاليا رمز قوته، وهو الخاتم الذي يأخذ صورة نجمة بستة رؤوس تتكون من مثلثين متداخلين.
يظهر الرابط الوثيق بين خاتم سليمان والنجمة السداسية في مخطوط عثماني عنوانه "إنعام شريف"، يضم مجموعة من الأدعية والصلوات. يعود هذا المخطوط إلى عام 1761، وهو من محفوظات مكتبة القدس. على وجه الورقة التاسعة والسبعين، تحل النجمة في تأليف زخرفي محبوك حيث تنصهر وسط دائرة تستقر في مربع يحمل أربع عبارات خطّت في زواياه الأربع، هي: "يا حنّان"، "يا منّان"، "يا سبحان"، "يا سلطان". يؤلّف مثلثا النجمة المتداخلان مساحة هندسية من ستة أضلاع تكسوها كتابة عربية جاء فيها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فتبارك الله أحسن الخالقين، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون، له الملاك وله الحمد". تحمل هذه الصفحة المزوقة عنوانا يستقر في وسط مساحة مستطيلة تعلو المربّع الذي يشكل إطاراً للنجمة: "هذا مهر سليمان عليه السلام".
تبدو النجمة المرفقة بهذا العنوان كأنها ترجمة تشكيلية لحديث متداول يقول: "كان نقش خاتم سليمان بن داود لا إله إلا الله محمد رسول الله". وقد ذكر الكثير من المؤلفين هذا الحديث، ومنهم الطبري في تفسيره. ونجد في الأدب الإسلامي بفروعه المتعددة شهادات كثيرة في ما يحمله هذا الخاتم من كلمات إلهية، منها ما جاء في حكاية روتها شهرزاد في الليلة الثالثة والتسعين بعد الستمئة "ألف ليلة وليلة"، وفيها يقول خال الأمير بدر للملك الذي ظن أن ابنه لن يسلم من البحر: "يا ملك البر، إنا كحّلناه بكحل نعرفه، وقرأنا عليه الأسماء المكتوبة على خاتم سليمان بن داود عليه السلام، فإن المولود إذا ولد عندنا، صنعنا به ما ذكرت لك، فلا تخف عليه من الغرق ولا الخنق ولا من سائر البحار إذا نزل فيها".
جسّد سليمان بن داوود في الذاكرة الإسلامية الجامعة الحاكم المطلق الذي أنعم عليه الله بالنعم الكاملة وخصّه بما لم يكن لأحد من قبله ومن بعده. في حديث ذكره الثعلبي يتردد في مراجع كثيرة باختلاف في الألفاظ، "ملَك الأرض كلها أربعة: مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان فسليمان النبي عليه السلام وذو القرنين، وأما الكافران، فالنمرود وبختنصر". النمرود هو الحاكم الذي اضطهد النبي إبراهيم وألقاه في النار، أما بختنصر فهو نبوخذنصر، القائد البابلي الذي سبى بيت المقدس وقضى على بني إسرائيل في زمن تخلى فيه هؤلاء عن التوراة وأدمنوا ارتكاب المعاصي، بحسب ما جاء في روايات أهل القصص. وقد اتخذ السلطان سليمان القانوني من الملك سليمان الحكيم مثالاً له، فجدّد الحرم الشريف عام 1563، وبنى حول القدس سورا نُقشت عليه زخارف على شكل نجوم سداسية تتألف من مثلثين متداخلين، ممّا يعيد إلى الذهن صورة خاتم سليمان الذي يُبعد الشياطين والعفاريت وما شابهها من أرواح شريرة.
تحوّل الرموز
تظهر النجمة ذات الرؤوس الستة في حضارات عديدة، وهي على الأرجح عنصر زخرفي مجرّد في أغلب الأحيان. وقد سعى بعض المؤرخين إلى تحديد الرموز المختلفة لهذه الإشارة التي ظهرت في أمكنة عدة من العالم، قبل أن تصبح في العالم الإسلامي مرادفة لخاتم سليمان. ويرى الباحثون في التاريخ اليهودي أن هذه النجمة لم تشكل رمزاً من الرموز التوراتية إلا في الأزمنة الحديثة، بينما برز الشمعدان ذو الفروع السبعة كرمز يهودي يوازي الصليب المسيحي، وذلك منذ بدايات العصر الروماني. ولا نجد في أسفار العهد القديم ما يشير إلى نجمة سليمان أو نجمة داوود. على العكس، يرتبط ذكر النجم في سفر عاموس (5، 26) بالآلهة الكاذبة التي كرّمها اليهود على مثال الوثنيين في الحقبة الأخيرة من تاريخ إسرائيل. أقدم ما وصلنا من النجوم اليهودية السداسية يعود الى القرن الحادي عشر، ومصدره مصر. على صفحة تعود إلى كتاب مدرسي لتعليم الأبجدية العبرية، من محفوظات مكتبة كامبريدج، نرى نجمتين صغيرتين تحيطان بالشمعدان الكبير الذي يثبت تحت قنطرة يتدلى من وسطها قنديل، وهي الصورة المختزلة للهيكل المقدس في اليهودية. تعود هذه النجوم وتظهر في الإنتاج الفني اليهودي في القرون الأولى التي تلت الألفية الميلادية الأولى، إلا أن دراسة هذه الشواهد تثبت أن هذا العنصر لا يبرز كتعبير أساسي يختزل اليهودية كما تعتقد العامة اليوم، في الشرق كما في الغرب.
كان يهود اسبانيا يطلقون اسم خاتم سليمان على النجمة السداسية الرأس أسوة بالمسلمين، وتحول هذا الاسم إلى نجمة داوود في أوساط اليهود الأوروبيين في الأزمنة الحديثة. وقد اتخذ أجداد عائلة روتشيلد في ألمانيا من هذه النجمة شعاراً لمؤسسة تجارية في القرن السابع عشر، ولم يكن يحمل الشعار في ذلك الزمن الدلالة الدينية التي يحملها اليوم. ومن المتعارف عليه أن النجمة السداسية لم تصبح مرادفة لليهودية إلا في القرن التاسع عشر. وساهمت الحركة النازية بشكل أساسي في تأكيد هذا الرمز وترسيخه. في ظل حكم بيتان، أصدرت الحكومة الفرنسية في أيار من عام 1942 قرارا يلزم اليهود عدم الظهور في الأماكن عامة بدون "النجمة اليهودية"، وهي بحسب تعبير هذا القرار "نجمة ذات ستة رؤوس حجمها بحجم كف اليد، خطوط حدودها سوداء، وهي من القماش الأصفر".
اتخذ الصهاينة من هذه النجمة شعاراً لهم، ومهروا بها علم دولة إسرائيل، بينما استبدل المغرب "نجمة سليمان" السداسية التي تتوسّط رايته بنجمة خماسية خضراء. انقلبت الرموز والمعاني، وبعدما كانت رمزاً للنبي الذي أقام الدين والعدل والأمان، أضحت إشارة "خاتم سليمان" القديمة علامة تختصر حركة عنصرية بغيضة قامت على الظلم والحرب والقتل والدمار.
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
نور عيد
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 468
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد
اتصال:

مشاركة بواسطة نور عيد »

موضوع متميز جدا و رائع
احببته وتضايقت لانني اريد المزيد
احب نوعية المواضيع الهادفة التي تزيد معلوماتنا

شكرا لك

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“