صفحة 1 من 1

الحب

مرسل: الخميس 21-5-2015 5:07 pm
بواسطة zeidon
لقد دعت الفلسفة الى " معرفة الوجود من حيث هو موجود "
ودعت الشريعة الى معرفة الله " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " أي ليعرفوني
ولقد اثمرت الدعوتان ثمرة لا يعرفها الا القلة من الناس وهي محبة المعروف , لان جل الناس تصوروا , واما القلة ادركوا

ان الانبياء والفلاسفة والاولياء عرفوا الله فاحبوه , ولما تمكنوا في المحبة تجردوا من كل ما يشغلهم عنه , الا ترى المحب دائما منفردا بعيدا عن الناس لئلا يشغله شيء عن ذكر محبوبه ؟
لقد انفرد سقراط اواخر حياته للتعبد , وكان يغيب ساعات عن الوجود الناسوتي في الوجود اللاهوتي
وقد فرق الفلاسفة بين اللذات الجسدية المتولدة من الشهوات البهيمية الفانية , وبين السعادة الروحية المتولدة من الفضائل الروحية الباقية . فلهذا صرفوا الهمم للخلاص من عالم العدم , عالم الجسد الفاني , للوصول الى عالم البقاء والحب والنور

ومما قاله الاولون في المحبة :
يقول الحكيم الهندي برخمنن : أي امرء هذب نفسه واسرع الخروج عن هذا العالم الدنس , وطهر بدنه من اوساخه , ظهر له كل شيء , وعاين كل شيء غائب , وقدر على كل متعذر , وكان محبورا مسرورا , ملتذا عاشقا , لا يمل ولا يكل , ولا يمسه نصب ولا لغوب . وكان يقول : ان ترك لذات هذا العالم هو الذي يلحقكم بذلك العالم حتى تتصلوا به وتنخرطوا في سلكه , وتخلدوا في لذاته ونعيمه .

قال القشيري : محبة العبد لله هي حالة يجدها من قلبه تلطف عن العبارة , وقد تحمله تلك الحالة على التعظيم له وايثار رضاه وقلة الصبر عنه والاهتياج اليه وعدم القرار من دونه ووجود الاستئناس بدوام ذكره له بقلبه , والمحب بوصف الاستهلاك في المحبوب .
وقيل : المحبة ايثار المحبوب على جميع المصحوب . وقال ابو عبدالله القرشي : حقيقة المحبة ان تهب كلك لمن احببت فلا يبقى لك منك شيء . وقال المحاسبي : المحبة ميلك الى الشيء بكليتك ثم ايثارك له على نفسك وروحك ومالك . وقال سري السقطي : لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للاخر يا انا . وقال ذو النون المصري : من علامة المحب لله ترك كل ما يشغله عن الله حتى يكون الشغل بالله وحده .
قيل لعابد : ما علامة من سقاه الله بكاس محبته ؟ قال : عليل الفؤاد بذكر المعاد , بطيء الفتور في جميع الامور , كثير الصيام شديد السقام , عفيفا كفيفا , قلبه في العرش جوال والله مراده في كل الاحوال .
وقالت عابدة , في وصفها للمحب : ان المحب لله لو رايته لرايت عجبا عجيبا من واله ما يقر على الارض , طائر متوحش انسه في الوحدة , قد منع الراحة ولها بذكر المحبوب , ليس له هدوء ولا يميل الى سلو , ان عزي لم يتعز , وان صبر لم يتصبر , لا يمل من طول الخدمة اذا مل الخدام حتى يصير في محبته وطول خدمته في درج الشوق فيقر قراره وتخمد ناره ويطفى شرره ويقل همه وتواصل احزانه .

قال احد الزهاد لاخيه : يا اخي ما ورث اهل المحبة من محبوبهم ؟
قال : ورثوا النظر بنور الله , والتعطف على اهل معاصي الله . فقلت : كيف يعطف على قوم قد خالفوا محبوبهم ؟
فنظر الي ثم قال : مقت اعمالهم وعطف عليهم ليردهم بالمواعظ عن فعالهم واشفق على ابدانهم من النار , فانه لا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضى لنفسه .
قال ابراهيم بن ادهم : من علامة المحب لله متابعة حبيبه في اخلاقه وافعاله واوامره . وقال ابن عطا السكندري : ولا مقام اشرف من متابعة الحبيب في اوامره وافعاله واخلاقه والتادب بادابه قولا وفعلا ونية وعقدا .

الحب

مرسل: الأحد 28-6-2015 9:49 pm
بواسطة رسالة
الله لا يحرمنا من الإيمان و جعل محبة الله و رضاه في قلوبنا عامرة ، محبة الله غاية وبها تنال جميع الغايات ، احسنت اخي زيدون

الحب

مرسل: الاثنين 29-6-2015 1:35 am
بواسطة الدمشقية
أحلى شي في هذه الدنيا الحب وتعلق العبد بالحب الله
كلام بديع لما كتبت أخي الكريم يسعدك يملئ ألبك سعادة وأنس لله ولجميع أخوتي في المنتدى وعباد الله أجمعين