تَولِيدُ تَخْتِ الرَّمْلِ واحتمالاتُهُ القياسِيَّةُ بقلم أبي رُوَيمٍ المِصْري
مرسل: الاثنين 1-6-2020 7:09 pm
.
بنى الرمالون الأقدمون أشكالهم على العناصر الأربعة: النارِ، الهواءِ، الماءِ، الترابِ، وجعلوا لهذه العناصر أشكالًا أربعة تخرج من الغيب، وهي عندهم محفوظة الرُّتْبة فيما بينهن بحيث يجعلون الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، وهذا معناه من حيث المنطق والقياس أن يكون لتوليد التخت ستةُ أساليبَ قياسيةٌ، منها أسلوب الأقدمين الذي عليه العمل عند جمهرتهم.
وإذا كان ذلك كذلك، واستقام الأمر في هذا الحصر، فَلِمَ اقتصر الرمالون الأقدمون على طريقة واحدةٍ منهن ضاربين صَفْحًا عما عداها، حيث لم يذكروه تصريحًا أو تلميحًا، بل جعلوه كالمهمل من الألفاظ؟.
وللإجابة على هذا السؤال لا بد لنا من استخراج الطرق الأُخرى بالنِّسَبِ القياسية من الأُمهات المحفوظة الرتبة عندهم فيما بينهن بحيث تكون الأُولى منهن أولًا، والثانيةُ ثانيًا، والثالثةُ ثالثًا، والرابعةُ رابعًا ، ثم ننظر فيما فعلوا من اختيارهم طريقةً واحدةً منهن دون غَيْرِها.
ومفهوم النِّسَبِ هو أن نَسِيرَ في توليد الأمهات على نَسَق واحدٍ مُعَيَّنٍ تكون نِسَبُهُ قياسيةً، ولا يأتي الميزانُ منه فردًا، ويكون التخت به أيضًا دائرةً مغلقةً لا تقبل النقص ولا الزيادة، وما ذلك إلا ليَخْرُجَ لنا التختُ مترابطًا وسليمًا في تكوينه وهيكلته، مما يكون سببًا في ترابُطِ أحكامِهِ الذاتيةِ وسلامتِها أيضًا.
وبالنظر إلى توليدهم المعروفِ المعتمد عندهم والذي من أهم خصائصه أن جعلوا رُتْبةَ الأمهات محفوظةً، ثم جعلوا:
نيرانَهُنَّ أوَّلَ البناتِ الذي هو الخامس، وهو نَظَرُ الأُمهاتِ.
وهواءَهُنَّ ثانِيَها الذي هو السادس، وهو نُطقُ الأُمهاتِ.
وماءَهُنَّ ثالِثَها الذي هو السابع، وهو اتصالُ الأُمهاتِ.
وترابَهُنَّ رابِعَها الذي هو الثامن، وهو انفصالُ الأُمهاتِ.
ثم جَرَوا بعد ذلك على طريقة الهَرَم المقلوبِ ورأسُه الميزانُ، وكانت طريقتهم في ذلك النزولَ بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ، ثم الميزانُ منهما، ثم أغلقوا الدائرةَ بأن أخرجوا من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
وهذه الطريقة هي المَرْضِية عندهم، والتي نصُّوا عليها جميعًا دون أي اختلافٍ يُذكَرُ منذ أن كان الرمل إلى وقتنا هذا، وأغفلوا تمامًا وباتفاقٍ فيما بينهم بقيةَ الطرق القياسيةِ المُحتَمَلة، والتي يجب أن تنحصر في خمسةٍ أُخرى تُضاف إلى طريقتِهم تلك؛ لتكونَ طرقُ التوليد متناسقة ومنسجمةً مع عناصرهم الأربعةِ التي بَنَوا الشكلَ الرمليَّ عليها.
وأما الطرقُ الستةُ إجمالًا فهي:
1- التوليد باستقلالية نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
2- التوليد باستقلالية نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع عدم حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
3- التوليد دون استقلاليةِ نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
4- التوليد دون استقلاليةِ نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع عدم حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
5- الضرب التسلسلي للأشكال مع حفظ رُتبةِ الأُمهات.
6- الضرب التسلسلي للأشكال مع عدم حفظ رُتبةِ الأُمهات.
والأولى هي المعتبرة في الأحكام عندهم جميعًا، وبقيةُ الطرق مَقِيسةٌ عليها، وليس بلازمٍ أن يكون كلُّ مقيسٍ على صحيحٍ صَحِيحًا، إذ لا يكون الفرعُ أصلًا بحالٍ.
هذه هي الطرق إجمالًا، وإليك الطرق تفصيلًا:
أما الطريقة الأولى، فهي أن نجعل الأمهات محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من نيرانِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
وثانيَ البناتِ من أُهْوِيَةِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
وثالثَ البناتِ من أَمْواهِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
ورابعَ البناتِ من أَتْرِبَةِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نُخرِجَ من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
وأما الطريقة الثانية، فهي أن نجعل الأمهات محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من: نارِ الأول، وهواءِ الثاني، وماءِ الثالث، وترابِ الرابع.
وثانيَ البناتِ من: نارِ الثاني، وهواءِ الثالث، وماءِ الرابع، وترابِ الأول.
وثالِثَ البناتِ من: نارِ الثالثِ، وهواءِ الرابع، وماءِ الأول، وترابِ الثاني.
ورابِعَ البناتِ من: نارِ الرابع، وهواءِ الأول، وماءِ الثاني، وترابِ الثالث.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ أيضًا، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نخرج من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
والاختلافُ الجوهري بين هاتين الطريقتين هو طريقة التوليد من الأمهات، وبقيةُ الخطوات واحدةٌ تمامًا بتمام.
وأما الاختلاف الصُّوريُّ بينهما، فهو اختلافُ التخت الرملي من حيث الهَيْكَلة، إذ يترتب على اختلاف التوليد اختلافُ الأشكال، وخاصةً تلك التي في الجناح الأيسر من التخت الذي هو جناح البنات، مما قد يُؤَثِّرُ بشكلٍ أو بآخَرَ على الميزان أيضًا.
وأما الطريقة الثالثة، فهي أن نجعل الأمهات غيرَ محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الرابعةَ منهن أولًا، والثالثةَ ثانيًا، والثانيةَ ثالثًا، والأُولى رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من نيرانِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
وثانيَ البناتِ من أُهْوِيَةِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
وثالثَ البناتِ من أَمْواهِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
ورابعَ البناتِ من أَتْرِبَةِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ أيضًا، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نخرج من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
وأما الطريقة الرابعة، فهي أن نجعل الأمهات غيرَ محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الرابعةَ منهن أولًا، والثالثةَ ثانيًا، والثانيةَ ثالثًا، والأُولى رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من: نارِ الرابع، وهواءِ الثالث، وماءِ الثاني، وترابِ الأول.
وثانيَ البناتِ من: نارِ الثالث، وهواءِ الثاني، وماءِ الأول، وترابِ الرابع.
وثالِثَ البناتِ من: نارِ الثاني، وهواءِ الأول، وماءِ الرابع، وترابِ الثالث.
ورابِعَ البناتِ من: نارِ الأول، وهواءِ الرابع، وماءِ الثالث، وترابِ الثاني.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ أيضًا، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نخرج من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
والاختلافُ الجوهري بين هاتين الطريقتين هو طريقة التوليد من الأمهات، وبقيةُ الخطوات واحدةٌ تمامًا بتمام.
وأما الاختلاف الصُّوريُّ بينهما، فهو اختلافُ التخت الرملي من حيث الهَيْكَلة، إذ يترتب على اختلاف التوليد اختلافُ الأشكال، وخاصةً تلك التي في الجناح الأيسر من التخت الذي هو جناح البنات، مما قد يُؤَثِّرُ بشكلٍ أو بآخَرَ على الميزان أيضًا.
وأما الطريقتان الخامسة والسادسة، فهما طريقتا السلسلةِ، وهما في حقيقتهما خطٌّ مستقيمٌ، فليس واحدةٌ منهما دائرةً مغلقةً، إذ لا يُربَطُ في التوليد فيهما بين الميزانِ والطالعِ، وهذه وحدها قادحةٌ في سلوكهما والاعتمادِ عليهما، كما أنهما تنسفان بفكرة المثلثات، وهو أن يكون لكل شكلين ميزانٌ يفصل في دلالتهما عند الاختلاف بأن يمتزج مع واحدٍ منهما دون الآخر أو يشهد له بالانتشاء؛ فيرجح كِفَّتَهُ وما يُشِيرُ إليه من أحكام دون صاحِبِهِ.
وأُولى هاتين الطريقتين هي أن نُعامِل الأمهات بحفظ الرُّتبة فيما بينهن بحيث نجعل الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، ثم نُوَلِّدُ منهن بطريقة الضربِ لا العناصرِ، وذلك على هذا النحو:
1×2=5
2×3=6
3×4=7
4×5=8
5×6=9
6×7=10
7×8=11
8×9=12
9×10=13
10×11=14
11×12=15
12×13=16
وهي كما ترى خط مستقيمٌ لا يتناهى، إذ من الممكن أن نُكمِلَ الضَّرْبَ إلى ما لا نهاية، وهذا عُوار شنيعٌ فيها كما سبق أن بَيَّنَّا، كما أنها تنسف فكرة المثلثات أيضًا.
وثانيتهما هي أن نُعامِل الأمهات بعدم حفظ الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الرابعةَ منهن أولًا، والثالثةَ منهن ثانيًا، والثانيةَ منهن ثالثًا، والأُولى منهن رابعًا، ثم نُوَلِّدُ منهن بطريقة الضربِ لا العناصرِ، وذلك على هذا النحو:
4×3=8
3×2=7
2×1=6
1×8=5
8×7=9
7×6=10
6×5=11
5×9=12
9×10=13
10×11=14
11×12=15
12×13=16
وهي كما ترى خط مستقيمٌ لا يتناهى أيضًا، إذ من الممكن أن نُكمِلَ الضَّرْبَ إلى ما لا نهاية، وهذا عُوار شنيعٌ فيها، كما أنها تنسف فكرة المثلثات أيضًا.
والاختلافُ الجوهري بين هاتين الطريقتين هو طَرْدُ الأمهات في الأُولى وعَكْسُهُن في الثانيةِ، وأما فكرتهما، فهي واحدةٌ تمامًا بتمام.
ثم بعد ذلك يكفيك مثالٌ لكل تختٍ من نفس الأمهات، تَعرِفُ به جوابَ سؤالنا، وفَرْقَ ما بين هذه الطرق في التوليد والضرب من الأمهات، فإليك التخوت والتعليق عليها.
.
يتبع ..
بنى الرمالون الأقدمون أشكالهم على العناصر الأربعة: النارِ، الهواءِ، الماءِ، الترابِ، وجعلوا لهذه العناصر أشكالًا أربعة تخرج من الغيب، وهي عندهم محفوظة الرُّتْبة فيما بينهن بحيث يجعلون الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، وهذا معناه من حيث المنطق والقياس أن يكون لتوليد التخت ستةُ أساليبَ قياسيةٌ، منها أسلوب الأقدمين الذي عليه العمل عند جمهرتهم.
وإذا كان ذلك كذلك، واستقام الأمر في هذا الحصر، فَلِمَ اقتصر الرمالون الأقدمون على طريقة واحدةٍ منهن ضاربين صَفْحًا عما عداها، حيث لم يذكروه تصريحًا أو تلميحًا، بل جعلوه كالمهمل من الألفاظ؟.
وللإجابة على هذا السؤال لا بد لنا من استخراج الطرق الأُخرى بالنِّسَبِ القياسية من الأُمهات المحفوظة الرتبة عندهم فيما بينهن بحيث تكون الأُولى منهن أولًا، والثانيةُ ثانيًا، والثالثةُ ثالثًا، والرابعةُ رابعًا ، ثم ننظر فيما فعلوا من اختيارهم طريقةً واحدةً منهن دون غَيْرِها.
ومفهوم النِّسَبِ هو أن نَسِيرَ في توليد الأمهات على نَسَق واحدٍ مُعَيَّنٍ تكون نِسَبُهُ قياسيةً، ولا يأتي الميزانُ منه فردًا، ويكون التخت به أيضًا دائرةً مغلقةً لا تقبل النقص ولا الزيادة، وما ذلك إلا ليَخْرُجَ لنا التختُ مترابطًا وسليمًا في تكوينه وهيكلته، مما يكون سببًا في ترابُطِ أحكامِهِ الذاتيةِ وسلامتِها أيضًا.
وبالنظر إلى توليدهم المعروفِ المعتمد عندهم والذي من أهم خصائصه أن جعلوا رُتْبةَ الأمهات محفوظةً، ثم جعلوا:
نيرانَهُنَّ أوَّلَ البناتِ الذي هو الخامس، وهو نَظَرُ الأُمهاتِ.
وهواءَهُنَّ ثانِيَها الذي هو السادس، وهو نُطقُ الأُمهاتِ.
وماءَهُنَّ ثالِثَها الذي هو السابع، وهو اتصالُ الأُمهاتِ.
وترابَهُنَّ رابِعَها الذي هو الثامن، وهو انفصالُ الأُمهاتِ.
ثم جَرَوا بعد ذلك على طريقة الهَرَم المقلوبِ ورأسُه الميزانُ، وكانت طريقتهم في ذلك النزولَ بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ، ثم الميزانُ منهما، ثم أغلقوا الدائرةَ بأن أخرجوا من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
وهذه الطريقة هي المَرْضِية عندهم، والتي نصُّوا عليها جميعًا دون أي اختلافٍ يُذكَرُ منذ أن كان الرمل إلى وقتنا هذا، وأغفلوا تمامًا وباتفاقٍ فيما بينهم بقيةَ الطرق القياسيةِ المُحتَمَلة، والتي يجب أن تنحصر في خمسةٍ أُخرى تُضاف إلى طريقتِهم تلك؛ لتكونَ طرقُ التوليد متناسقة ومنسجمةً مع عناصرهم الأربعةِ التي بَنَوا الشكلَ الرمليَّ عليها.
وأما الطرقُ الستةُ إجمالًا فهي:
1- التوليد باستقلالية نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
2- التوليد باستقلالية نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع عدم حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
3- التوليد دون استقلاليةِ نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
4- التوليد دون استقلاليةِ نَظَرِ الأُمهاتِ ونُطقِهنَّ واتصالِهنَّ وانفصالِهنَّ في البنات، مع عدم حفظ رُتْبَتِهنَّ أثناء التوليد.
5- الضرب التسلسلي للأشكال مع حفظ رُتبةِ الأُمهات.
6- الضرب التسلسلي للأشكال مع عدم حفظ رُتبةِ الأُمهات.
والأولى هي المعتبرة في الأحكام عندهم جميعًا، وبقيةُ الطرق مَقِيسةٌ عليها، وليس بلازمٍ أن يكون كلُّ مقيسٍ على صحيحٍ صَحِيحًا، إذ لا يكون الفرعُ أصلًا بحالٍ.
هذه هي الطرق إجمالًا، وإليك الطرق تفصيلًا:
أما الطريقة الأولى، فهي أن نجعل الأمهات محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من نيرانِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
وثانيَ البناتِ من أُهْوِيَةِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
وثالثَ البناتِ من أَمْواهِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
ورابعَ البناتِ من أَتْرِبَةِ الأُمهاتِ من اليمين إلى اليسار.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نُخرِجَ من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
وأما الطريقة الثانية، فهي أن نجعل الأمهات محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من: نارِ الأول، وهواءِ الثاني، وماءِ الثالث، وترابِ الرابع.
وثانيَ البناتِ من: نارِ الثاني، وهواءِ الثالث، وماءِ الرابع، وترابِ الأول.
وثالِثَ البناتِ من: نارِ الثالثِ، وهواءِ الرابع، وماءِ الأول، وترابِ الثاني.
ورابِعَ البناتِ من: نارِ الرابع، وهواءِ الأول، وماءِ الثاني، وترابِ الثالث.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ أيضًا، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نخرج من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
والاختلافُ الجوهري بين هاتين الطريقتين هو طريقة التوليد من الأمهات، وبقيةُ الخطوات واحدةٌ تمامًا بتمام.
وأما الاختلاف الصُّوريُّ بينهما، فهو اختلافُ التخت الرملي من حيث الهَيْكَلة، إذ يترتب على اختلاف التوليد اختلافُ الأشكال، وخاصةً تلك التي في الجناح الأيسر من التخت الذي هو جناح البنات، مما قد يُؤَثِّرُ بشكلٍ أو بآخَرَ على الميزان أيضًا.
وأما الطريقة الثالثة، فهي أن نجعل الأمهات غيرَ محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الرابعةَ منهن أولًا، والثالثةَ ثانيًا، والثانيةَ ثالثًا، والأُولى رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من نيرانِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
وثانيَ البناتِ من أُهْوِيَةِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
وثالثَ البناتِ من أَمْواهِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
ورابعَ البناتِ من أَتْرِبَةِ الأُمهاتِ من اليسار إلى اليمين.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ أيضًا، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نخرج من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
وأما الطريقة الرابعة، فهي أن نجعل الأمهات غيرَ محفوظة الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الرابعةَ منهن أولًا، والثالثةَ ثانيًا، والثانيةَ ثالثًا، والأُولى رابعًا، ثم نجعل:
أَوَّلَ البناتِ من: نارِ الرابع، وهواءِ الثالث، وماءِ الثاني، وترابِ الأول.
وثانيَ البناتِ من: نارِ الثالث، وهواءِ الثاني، وماءِ الأول، وترابِ الرابع.
وثالِثَ البناتِ من: نارِ الثاني، وهواءِ الأول، وماءِ الرابع، وترابِ الثالث.
ورابِعَ البناتِ من: نارِ الأول، وهواءِ الرابع، وماءِ الثالث، وترابِ الثاني.
ثم نجري بعد ذلك على طريقة الهرم المقلوبِ أيضًا، ورأسُه الميزانُ، ثم ننزل بالضرب من الأمهات والبنات حتى الثالِثَ عَشَرَ والرابِعَ عَشَرَ أيضًا، ثم الميزانُ منهما، ثم نُغلق الدائرةَ بأن نخرج من الميزانِ والطالعِ شكلًا هو عاقبةُ العاقبة.
والاختلافُ الجوهري بين هاتين الطريقتين هو طريقة التوليد من الأمهات، وبقيةُ الخطوات واحدةٌ تمامًا بتمام.
وأما الاختلاف الصُّوريُّ بينهما، فهو اختلافُ التخت الرملي من حيث الهَيْكَلة، إذ يترتب على اختلاف التوليد اختلافُ الأشكال، وخاصةً تلك التي في الجناح الأيسر من التخت الذي هو جناح البنات، مما قد يُؤَثِّرُ بشكلٍ أو بآخَرَ على الميزان أيضًا.
وأما الطريقتان الخامسة والسادسة، فهما طريقتا السلسلةِ، وهما في حقيقتهما خطٌّ مستقيمٌ، فليس واحدةٌ منهما دائرةً مغلقةً، إذ لا يُربَطُ في التوليد فيهما بين الميزانِ والطالعِ، وهذه وحدها قادحةٌ في سلوكهما والاعتمادِ عليهما، كما أنهما تنسفان بفكرة المثلثات، وهو أن يكون لكل شكلين ميزانٌ يفصل في دلالتهما عند الاختلاف بأن يمتزج مع واحدٍ منهما دون الآخر أو يشهد له بالانتشاء؛ فيرجح كِفَّتَهُ وما يُشِيرُ إليه من أحكام دون صاحِبِهِ.
وأُولى هاتين الطريقتين هي أن نُعامِل الأمهات بحفظ الرُّتبة فيما بينهن بحيث نجعل الأُولى منهن أولًا، والثانيةَ ثانيًا، والثالثةَ ثالثًا، والرابعةَ رابعًا، ثم نُوَلِّدُ منهن بطريقة الضربِ لا العناصرِ، وذلك على هذا النحو:
1×2=5
2×3=6
3×4=7
4×5=8
5×6=9
6×7=10
7×8=11
8×9=12
9×10=13
10×11=14
11×12=15
12×13=16
وهي كما ترى خط مستقيمٌ لا يتناهى، إذ من الممكن أن نُكمِلَ الضَّرْبَ إلى ما لا نهاية، وهذا عُوار شنيعٌ فيها كما سبق أن بَيَّنَّا، كما أنها تنسف فكرة المثلثات أيضًا.
وثانيتهما هي أن نُعامِل الأمهات بعدم حفظ الرتبة فيما بينهن بحيث نجعل الرابعةَ منهن أولًا، والثالثةَ منهن ثانيًا، والثانيةَ منهن ثالثًا، والأُولى منهن رابعًا، ثم نُوَلِّدُ منهن بطريقة الضربِ لا العناصرِ، وذلك على هذا النحو:
4×3=8
3×2=7
2×1=6
1×8=5
8×7=9
7×6=10
6×5=11
5×9=12
9×10=13
10×11=14
11×12=15
12×13=16
وهي كما ترى خط مستقيمٌ لا يتناهى أيضًا، إذ من الممكن أن نُكمِلَ الضَّرْبَ إلى ما لا نهاية، وهذا عُوار شنيعٌ فيها، كما أنها تنسف فكرة المثلثات أيضًا.
والاختلافُ الجوهري بين هاتين الطريقتين هو طَرْدُ الأمهات في الأُولى وعَكْسُهُن في الثانيةِ، وأما فكرتهما، فهي واحدةٌ تمامًا بتمام.
ثم بعد ذلك يكفيك مثالٌ لكل تختٍ من نفس الأمهات، تَعرِفُ به جوابَ سؤالنا، وفَرْقَ ما بين هذه الطرق في التوليد والضرب من الأمهات، فإليك التخوت والتعليق عليها.
.
يتبع ..