اللاهثون وراء «المغانم»

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
وهج من نور
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 563
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الدلو
الجنس: انثى
Bahrain

اللاهثون وراء «المغانم»

مشاركة بواسطة وهج من نور »

اللاهثون وراء «المغانم»

منصور الجمري
من الظواهر التي تنكشف عندما تحدث أزمة أو مصيبة في بلد ما هي بروز «اللاهثين وراء المغانم»... تلك هي المغانم التي تصل إلى أيديهم بسبب بلاء حلَّ بغيرهم. ترى هذه الظاهرة مثلاً عندما تنقطع الكهرباء عن مدينة غنية بأسواقها، إذ سرعان ما يهرع السراق إلى المحلات لكسرها ونهبها. يحدث الأمر ذاته بشكل مختلف، ولكن بالنتيجة نفسها عندما تقع أزمة، كالتي حدثت في البحرين؛ فسرعان ما تجد أن النزعات الحيوانية داخل البشر تنتصر على النزعات الإنسانية لدى فئات لم تصدق أن المصيبة حلت على غيرها لكي تستولي على «المغانم»، سواء كانت مناصب ووظائف في القطاع العام أو القطاع الخاص، أو مناقصات مطروحة أمام الشركات، أو خدمات، أو أي شيء كان سيذهب الى فئة من الناس أصبحت من المغضوب عليهم بسبب ظروف سياسية. هذه إحدى المآسي التي نعيشها حالياً في البحرين.
أتذكر عندما كنت صغيراً، في 1972، كان المرحوم الوالد الشيخ عبدالأمير الجمري يدرس علوم الدين في النجف الأشرف بالعراق، عندما قرر النظام العراقي آنذاك تسفير العراقيين من ذوي التبعية الإيرانية (العراقيون كان يكتب في وثائقهم إن كانوا من التبعية العثمانية أو التبعية الإيرانية ) إلى الحدود العراقية - الإيرانية، وأتذكر كيف كان البرد قارساً وكيف كانت الشرطة تفتح المنازل وتجبر أهلها على الخروج في العراء، وأتذكر كيف ان بعض الدكاكين ظلت مفتوحة أو مغلقة بعد اعتقال وتسفير أصحابها... وكل تلك المظاهر القاسية كانت أقل بكثير من مظاهر أكثر بشاعة تمثلت في استمتاع وتلذذ البعض بـ «المغانم»، عبر الهجوم على منازل من يتم تسفيرهم وسرقتها أو حتى احتلالها، وعبر سلب الدكاكين. أتذكر حينها أن امرأة دخلت منزلنا وكانت تريد احتلاله ولم تخرج إلا بعد أن تأكدت أننا عرب من البحرين وأن والدنا يتواجد في النجف من أجل الدراسة الدينية.
تلك هي بعض من ذكريات الطفولة المؤلمة التي تلازمني كثيراً، ولا أحتملها... ولذا فإنني أشعر بالمرارة حالياً عندما أرى كيف يحدث أمر مماثل في بلدي البحرين، وأرى كيف يتم إخراج الناس من وظائفهم في القطاع العام من أجل إحلال آخرين مكانهم، وأرى كيف يتم فصل الموظفين في شركات القطاع الخاص التي تمتلك الحكومة أسهمها (أو غالبية الأسهم) من أجل أن يتلذذ بها من يسعى لأخذ المغانم... وأرى كل ما يراه غيري من ممارسات لا يمكن لأحد توقع حدوثها في مجتمع متحضر.
هذه المغانم تؤخذ بالعنوة، دون رادع ديني أو إنساني أو قانوني، ويعتبر عدم تنفيذ الوعود بإرجاع المفصولين أحد المعالم التي تؤشر على مدى انسحاق الجانب الإنساني في الأزمة التي نمر بها. هل يعقل فعلاً أن نسمح لبحريننا بأن يتحول بعض أهلها إلى مغانم للبعض الآخر؟ هل هذه هي تعاليم شهر رمضان المبارك؟ هل يسمح ديننا بهذا؟ وهل ترضى الأعراف الإنسانية والحضارية بمثل هذا الفعل الشائن؟
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“