العقيدة السرية:

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

العقيدة السرية:

مشاركة بواسطة sshibamy »

العقيدة السرية:
. إن قاعدة العقيدة السرية برمتها تقوم، على ما يبدو ومن خلال اطلاعي، على وجود قدرة كامنة في كلِّ إنسان بوسعها أن تمنحه المعرفة الحق؛ هي قدرة على إدراك الحقيقة تمكِّنه من التعامل مباشرة مع الكلِّيات متى كان صارم المنطق وقادرًا على مواجهة الحقائق. بذا يمكننا أن ننطلق من الكلِّيات إلى الجزئيات بهذه القوة الروحية الفطرية الموجودة في كلِّ إنسان.
1. العقيدة السرية هي الحكمة المتراكمة عبر العصور، بدون أن يختص بها عصر دون عصر أو أمة دون أخرى.
2. هنالك مبدأ أصلي إلهي متجانس في ذاته، يصدر عنه العالم المنظور في فيض أبدي. هذا المبدأ تطلق عليه الثيوصوفيا اسم الكينونة Be-ness.
3. الكون المادي الذي نحيا فيه هو التجلِّي الدوري لحقيقة غير مادية، وهو حلقة ضمن سلسلة لامتناهية من الأكوان التي تظهر وتختفي في حركة مدٍّ وجزر من الدفق والانحسار أو الانطواء والانبساط.
4. الكون، بكلِّ ما فيه، عابر وزائل بالقياس إلى ديمومة المبدأ الأصلي.
5. كلُّ ما في الكون، عبر ممالكه قاطبة، واعٍ؛ أي أن وعيًا يسري في كلِّ مكوَّن من مكوَّناته يتناسب ومستواه من التفتح أو درجة إفصاحه عن المبدأ الأصلي.
6. يتشكَّل الكون ويوجَّه من الباطن إلى الظاهر، أو من الأعلى إلى الأدنى؛ وهو ليس حصيلة الصدفة العمياء، بل نتاج مبادئ داخلية قائدة تبطِّن تجلِّيه (بالمصطلح الحديث "ذاتي الانتظام" auto-organized).
7. نظام الطبيعة ككل يقيم الدليل على السببية والغائية معًا في التطور الطبيعي.
8. بين صور الحياة السارية في الكون علاقاتٌ متداخلة تداخلاً ديناميًّا حيًّا.
9. يتماثل كلُّ فرد، من حيث الماهية والجوهر، مع الكينونة أو المبدأ الأصلي المطلق، وإن كان يمرُّ عبر دورات متوالية من التجسُّد امتثالاً لناموس كرما karma، أو قانون السببية الكوني، باتجاه بلوغ المزيد من تفتُّح الوعي.
وإذا توخينا المزيد من الوضوح في شرح العقيدة السرية شرحنا النقاط السابقة كما يلي:
1. الكون المتجلِّي متأصل في مبدأ صمداني، قيوم، أزلي، مطلق (يطلق عليه الهندوس اسم بربرهمن Parabrahman)، هو الأحدية المطلقة والحق الأسمى، لا يتجلَّى أبدًا ويتعالى عن ملكات الفهم البشري.
2. الوعي Consciousness والطاقة Energy، أو الروح Spirit والمادة Matter، حقيقتان مستقلتان من حيث الظاهر؛ لكنهما، من حيث الباطن، وجهان للمطلق أو مظهران له؛ وهما أول تمايز عن المبدأ الأصلي وأساس فعل التجلِّي الكوني.
3. عن الثالوث السابق – أي المطلق (وقد تعيَّن) والروح والمادة – تنبثق كلُّ الأكوان التي تظهر وتختفي عبر دورة لا نهاية لها من أطوار "التجلِّي" (شرشتي shrishti) و"التحلُّل" (بـرَلَـيا pralaya).
4. المنظومات الشمسية التي تتألف منها المجرَّات والكون إجمالاً تعبيرات عن الحق الأسمى؛ ويشكل كلٌّ منها نظامًا مستقلاً، لكنه متأصل في المطلق غير المتجلِّي أبدًا.
5. كلُّ منظومة شمسية هي عبارة عن بنيان تام التنظيم، لا توجِّهه قوانين طبيعية سرمدية وحسب، بل تُعَدُّ تجلِّيًا لعقل كلِّي متعالٍ يدعى الكلمة Logos.
6. جرم الشمس وأجرام الكواكب التابعة لها إنما هي الجانب الأظْهَر، أو قُلْ الأكثف، من منظومتنا الشمسية؛ إذ إن ثمة عوالم غير منظورة عديدة مكوَّنة من مادة أرقَّ متداخلة مع العالم الجسماني.
7. المنظومة الشمسية، بكواكبها وتوابعها قاطبة، منظورةً وغير منظورة، مسرح واسع للتطور، تتفتح فيه الحياة على مراحل مختلفة ومتدرِّجة، في صور لا عدَّ لها، نحو كمال متسامٍ.
8. تتم هذه السيرورة برمَّتها بحسب "خطة" محددة، حاضرة في العقل الإلهي؛ وتضبطها وتوجهها مراتب hierarchies من الكائنات الفائقة الرقيِّ التي تنتمي إلى مختلف درجات التطور.
9. تتفتح الحياة تدريجيًّا، شوطًا بعد شوط، مرورًا بالممالك المعدنية والنباتية والحيوانية والإنسانية؛ ويتواصل التطور المتصاعد حتى بعد بلوغ كمال الحياة الأرضية.
10. تقود التطور الإنساني على مستوى الكرة الأرضية "أخوية" من البشر المتطورين الذين بلغوا كمال الحياة الأرضية وطوَّروا في أنفسهم قدرات وملكات معرفية يتعذر علينا تصورها ونحن من التطور على ما نحن عليه؛ وهم على اتصال وثيق فيما بينهم وعلى اطِّلاع تامٍّ على قضايا العالم الذي يوجِّهونه، طبقًا للخطة الإلهية، بحكمة ودراية لانهائيتين.
11. كلُّ إنسان، من حيث ماهيَّته، كائن إلهي، وهو ينطوي في ذاته، بالقوَّة in potentia، على كلِّ القدرات والملكات التي تتصف بها الألوهة؛ وتتفتح هذه القدرات وتلك الملكات تدريجيًّا، وصولاً إلى كمال للوعي وسعة متناميين لا حدَّ لهما.
12. يتم تفتح هذه القدرات وتلك الملكات الكامنة عبر سيرورة "التقمُّص" (أو "العَوْد للتجسُّد" reincarnation)، بحيث تعاود النفس التجسد باستمرار، في أزمنة مختلفة وأمكنة متباينة وظروف متنوعة، كي تغتني بخبراتها، مارَّة بين كلِّ تجسد وآخر بفترة من الراحة الذهنية في العوالم ما فوق الجسمانية اللطيفة (التي يُصطلَح في الأدبيات الثيوصوفية على تسميتها بالـديفاخان Devachan أو "مقام الآلهة") لكي "تهضم" هذه الخبرات وتتمثل خلاصتها.
13. كلُّ مظاهر الحياة البشرية تنتظمُها نواميس طبيعية، يفعل كلٌّ منها ضمن فلكه الخاص؛ وهذه النواميس جميعًا ينتظمُها، بدوره، ناموسٌ واحد يُعرَف عمومًا باسم كرما karma، يسود على كلِّ شيء جاعلاً الإنسان سيد قدره ومصيره والمسؤول الأوحد عن سعادته وشقائه.
14. كما يمكن لتطور الأشكال في المملكتين النباتية والحيوانية أن يتسارع بالاستفادة من قوانين البيولوجيا، كذلك يمكن للتطور البشري أن يتسارع تسارعًا فائقًا بتطبيق القوانين الفكرية والروحية الفاعلة، كلٌّ منها في عالمه.
15. تنهض العلوم الباطنية الرامية إلى حثِّ التطور الروحي للإنسانية على تطبيق هذه القوانين الطبيعية على شأن التطور البشري؛ وهي تماثل في فاعليتها ومصداقيتها القوانين الفاعلة في العالم الجسماني في حقل العلم الوضعي من حيث الحصول على نتائج محدَّدة بدقة بالغة.
يبتدئ ما وصلنا من السجلات المدونة في بلاد الكلدان وبابل وكنعان، ويُعتبَر ما بلغنا من أساطير سوريا وبلاد الرافدين من أغنى النصوص بالحقائق الباطنية، مغلَّفةً بنقاب كثيف من الرموز. وفي بلاد فارس كان زردشت، مؤسِّس ما يُعرف اليوم بالديانة الزردشتية أو الفارسية، من أكابر المعلِّمين الباطنيين الذين أنجبتهم الإنسانية. أما مصر فقد ظلت أهرامها وهياكلها "مستودعات" للتعليم إبان قرون طوال – ويقال إنها لا تزال.
وفي أوروبا تبنَّت الشعوب الكِلتية Celts وكهنتها الدرويد Druids، في زمن الرومان، هذا التعليم عندما أنيط بها حملُ المشعل. ويمكننا أن نجد ملامح من التعليم في القبَّالة qabbalah (التصوف الإسرائيلي)، ولاسيما في سفر الزَّاهر الذي ينطوي على سرَّانية الربانيين الحكماء. ولقد ظلت حضارة الصين، حتى يومنا هذا، موئلاً للعقائد الباطنية كما أعلنها معلِّموها الطاويون العظام، أمثال لاوتسِه وخوانغ تسِه وغيرهما. أما الهند، فقد بقيت المبادئ الغيبية آلاف السنين مزدهرة فيها ازدهارًا متواصلاً، يحمل ألويتها عمالقتها الروحيون، أمثال شنكراتشاريا وبَـتَـنْجلي والبوذا غَوْتاما، إلى جانب مئات الحكماء والسرَّانيين العارفين.
ولقد تشربت ثقافة اليونان القديمة مبادئ المنقول الباطني، حيث علَّمتْ عدةُ مدارس أسرار الروح للصفوة من تلامذتها. ففي بلاد الإغريق، وارثة حكمة مصر، كانت الفلسفة والعلم والدين تُعلَّم ككلٍّ واحد لا يتجزأ، وكان مريدو الأسرار الصغرى Lesser Mysteries في هياكل ذلفس وإلفسِس وساموثراكي وفي أكاديمية أفلاطون، وقبلئذٍ في مدرسة فيثاغوراس في كروتونا، يدرسون الرياضيات والفيزياء وعلم النجوم، إلى جانب التعاليم الخاصة بطبيعة الألوهة والفيض والكوسمولوجيا ونواميس الطبيعة والبنية الباطنية للإنسان. أما "صفوة الصفوة" منهم، المؤهَّلة لولوج الأسرار الكبرى Greater Mysteries، فكانت تركز جهودها على تفتيح ملكاتها وقواها الباطنة في سبيل التحقُّق بالمعرفة والحكمة عبر التأمل الباطني وغيره من الرياضات السرَّانية.
لقد كان فيثاغوراس وأفلاطون قطعًا من معلِّمي الأسرار. وبعد أفول الحضارة الإغريقية واصل الفلاسفة الإسكندرانيون، بمن فيهم أفلوطين والحكيمة الشهيدة هيباشيا، صون شعلة التعليم الذي كان في عهدة الإغريق وأغنوه بعبقريتهم التأليفية: فقد قام الأفلاطونيون والفيثاغوريون الجدد بمحاولة رائدة للتأليف بين التعاليم الإغريقية والمشرقية، ولاسيما تعاليم الهند، فجرى بفضلهم تلاقحٌ مثمر بين حكمة الهند، من جهة، وتعاليم شرق حوض المتوسط، من جهة ثانية. وفي حدود ما نعلم، كان أمُّونيوس ساكَّاس، الملقَّب بـ"تلميذ الآلهة" ومعلِّم أفلوطين، أول من استعمل مصطلح ثيوصوفيا theosophia للدلالة على المنقول الباطني؛ ففي القرن الثالث أسَّس هذا الفيلسوف ما يمكن تسميته بـ"المنهاج الثيوصوفي الاصطفائي" Eclectic Theosophical System الذي حاول من خلاله الجمع بين تعاليم المدارس الدينية والسرَّانية المزدهرة في زمانه في إطار مشترك أخلاقي ومعرفي – وهي غاية ليست ببعيدة عن غاية الثيوصوفيا المعاصرة التي تعتبر نفسها الوارثة الشرعية لتلك المحاولة الرائدة
من جهة أخرى، تصف مخطوطات البحر الميت المكتشَفة في العام 1947 "معلِّمًا للحق" تتلمذ في مدارس الأسرار الأسِّينية، التي تذكر بعض المصادر أنها دخلت في تماس مع البوذية عن طريق الرهبان الذين أرسلهم الملك البوذي آشوكا مبشِّرين بالبوذية، وتعبِّر تعاليمها عن تفاعل التعاليم الإسرائيلية (وليس "اليهودية") المسيائية (المخلِّصية) مع الروح البوذية. وتؤكد المصادر التي بين أيدينا أن يسوع أمضى فترة من حياته بين ظهراني الأسِّينيين – وإن يكن افترق عنهم فيما بعد دون أن يتنكَّر لصحة تعاليمهم. وسواء صحَّ ذلك أم لم يصح، من المؤكد أن يسوع، بشهادة الإنجيليين، علَّم تلاميذه حقائق أعمق بكثير مما جهر به أمام عامة الناس الذين لم يكلِّمهم إلا بالأمثال. وتُعتبَر الأناجيل (ولاسيما إنجيل يوحنا اللاهوتي) ورسائل القديسين بولس ويوحنا ورؤيا القديس يوحنا في بطمُس (نص مشبع بروح القبالة الإسرائيلية، لا يحتمل إلا تأويلاً رمزيًّا صرفًا) – ناهيكم عن بعض الأناجيل "المنحولة"، وبخاصة إنجيل توما الغنوصي نصوصًا سرَّانية حافلة بالتعاليم الباطنية التي يقصِّر المسيحيون – إلا أقلهم – في سبر بواطنها بفهم إشاراتها وتأويل رموزها. ولقد تبنَّى الغنوصيون – وهم تربة المسيحية الأولى في منطقتنا – ذلك التعليم الباطني، لكن الكنيسة "الرسمية" كافحتْهم بحملات منظمة.
أما الصوفية المسلمون والفلاسفة الإشراقيون فقد حملوا لواء التعليم الباطني إبان ازدهار الحضارة العربية. ويكفي أن نذكر منهم الحلاج وابن عربي وجلال الدين الرومي وابن سينا والسهروردي المقتول وابن سبعين والشيرازي لكي نشعر بسموِّ الدرجة التي بلغها التعليم في عهدتهم.

كما إن لما لا يحتمل مجالاً للشك هو أن جميع مؤسِّسي الأديان العالمية ومنها البابية والبهائية والاحمدية والدروز واوشو ,,,وووووووو علَّموا طرفًا من عقائد المنقول الباطني (العقيدة السرية). وما تزال ملامح من هذا المنقول باقيةً في أديان العالم الحالية جميعًا، على كونها مدفونة، في أغلب الأحيان، تحت ركام من الشرائع والشروح الحرفية. والواقع هو أن الغرب، من جانبه، قد حاد عن التعليم الباطني، راسمًا لنفسه مسارات كانت غريبة عنه أول الأمر، وظل على هذه الحال حتى أيام ليست ببعيدة. ويُعتبَر تدمير مكتبة الإسكندرية أحد العوامل الرئيسية التي تقف مباشرة من وراء ضياع هذه التعاليم أو كتمها. فقد كان ذلك الصرح الفكري والروحي العظيم يضم، فيما وصلنا، حوالى 700000 مجلد تحوي خلاصة الحكمة القديمة والتعاليم الفلسفية والسرَّانية التي ازدهرت في روما واليونان والشام ومصر والهند وفارس. لكن عددًا من غوغاء المتدينيين المتعصِّبين قاموا في العام 391 م، بإحراق المعابد "الوثنية" في الإسكندرية وإتلاف عدد كبير من المؤلفات المخزونة في مكتباتها. وبذلك غاب عن العالم الغربي "مستودع الحكمة" (كما كانت مكتبة الإسكندرية تُسمَّى آنذاك)، وغاب بغيابه مصدر من أهم مصادر إلهام العالم المتوسِّطي.
أما العامل الثاني، فهو انقطاع الاتصال بين الشرق والغرب. ويعود ذلك أساسًا إلى قطع "طريق الحرير" المارة بفارس وانتشار القرصنة البحرية التي قلَّصت إمكانيات السفر بحرًا. وأما العامل الثالث، فهو إحياء تعاليم أرسطوطاليس التي كرَّست منطق الثنائية وشقَّت لنفسها دربًا عريضة بلغت ذروتها مع مادية القرن التاسع عشر في الغرب ونظرته الآلتية الجامدة إلى العالم mechanistic world view. فعلى الرغم أن أرسطو كان من تلامذة أفلاطون فقد انشقَّ عن تعاليم معلِّمه، مشدِّدًا على عالم الحسِّ، على التجربة المعتمدة على الحواس وعلى النظرة التجزيئية إلى العالم وبوسعنا أن نقتفي أثر نشوء العلم الوضعي، التجريبي، صعودًا حتى تأثير المنطق الأرسطي على مفكِّري القرون الوسطى والقرن التاسع عشر، ولاسيما ابن رشد وتوما الأكويني ومؤسس الشيخية ومن بعدها البهائية. ومع أننا لسنا هنا في صدد إنكار أن هذا المنحى كان، بحدِّ ذاته، إغناءً للثقافة الإنسانية، غير أنه جرى قطعًا على حساب النظرة "المثالية" الأشمل إلى الحياة والكون التي أخذ بها أفلاطون وغيره من أصحاب الخبرة الرؤيوية الباطنية من فلاسفة الإغريق.
لقد كان الفلاسفة والمفكرون الألمان، أمثال غوتِه وشوبنهاور وهيغل، من أوائل المتأثرين في الغرب بالفلسفة الشرقية. وفي الولايات المتحدة قام عدد من المفكرين المثاليين، في أوائل القرن التاسع عشر، أمثال رالف و. إمرسون والحركة "المتسامية" Transcendentalism، بدراسة بعض نصوص الحكمة الشرقية وإدخال شيء من روحها على الفكر والأدب الأمريكيين. إنما لا مراء أن الفضل في لمِّ شتات خطوط التعليم الباطني وحياكتها في نسيج واحد متَّسق، يستطيع الإنسان المعاصر أن يفيد منه نظريًّا وعمليًّا، يعود إلى السيدة الروسية هـ. ب. بلافاتسكي وإلى الحركة الثيوصوفية التي أقلعت فعليًّا بعيد تأسيس الجمعية الثيوصوفية في العام 1875 على يدها ويد مريدها الكولونيل الأمريكي المتقاعد هـ. س. أولكوت ورهط من المهتمين بالدراسات الباطنية، نذكر منهم بالأخص المحامي الشاب و. ك. دجدج.
لقد أعلنت السيدة بلافاتسكي مبادئ الحكمة الإلهية في وقت كان الغرب فيه غارقًا في مادية قاتلة؛ إذ كانت غالبية العلماء حينئذٍ تنظر إلى العالم بوصفه مكوَّنًا من ذرات دقيقة شبيهة بكرات لعبة البلياردو من المادة "الصماء" غير القابلة للانقسام والمرتبة ترتيبًا معينًا لتركيب الأشكال البادية للحواس؛ وكان الكون برمَّته في اعتقادهم عبارة عن صور متعددة لتجلِّي المادة وأشبه ما يكون بساعة ضخمة تواصل دورانها بمعزل عن أية فطنة توجِّهها. أما الطاقة التي تُمِدُّ البنى الحيوية بأسباب الحياة فكانت في نظرهم نتاجًا للتفاعلات بين مكوِّنات المادة نفسها؛ وأما ظهور الوعي فكان يُعزى إلى الصدفة والاتفاق المحض ويُعتبَر محصولاً ثانويًّا لتفاعلات المادة والطاقة اللتين تتكوَّن منهما الأجسام؛ وبذلك كان الفكر يُعَدُّ "مادة" يفرزها المخ على نحو ما تفرز الكبد الصفراء!
تحياتي لكم
وأخيرا لا بدَّ لنا هنا من التنبيه إلى أن مصادر هذا المقال ومراجعه كانت كثيرة ومتشعبة، مما يصعب علينا ذكرها جميعًا. لذا نقدِّم اعتذارنا سلفًا لكلِّ مَن اقتبسنا منه ولم نذكر اسمه أو عنوان كتابه أو مقاله
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
سمفونية السمو
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 226
اشترك في: الأربعاء 8-5-2013 7:16 am
البرج: الجدي
الجنس: انثى

العقيدة السرية:

مشاركة بواسطة سمفونية السمو »

مقالة عميقة ومغنية

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“