كلام في الممنوع

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
faraj
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 403
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

كلام في الممنوع

مشاركة بواسطة faraj »

أنت حر، ,,,,, لا تخاف من آراء الآخرين ؟؟؟

لأنك لم تكن ذاتك ، لست منفردا بعد .
لأنك أصبحت كالملف، تحتفظ و تتبع آراء الآخرين... أصبحت آراء الآخرين كالأوراق التي تجعلك مليئا بالصفحات، و إن خلي هذا الملف من الأوراق، فإنه سيكون خاليا بلا فائدة تذكر.

أحدهم يقول إنك جميل و وسيم و رشيق الجسم، إذن أنت جميل.
و آخر يقول إنك أناني و متعجرف، إذن أنت متعجرف.
و آخر يقول إنك مدهش و عجيب، إذن أنت عجيب و مدهش.
و أخير يقول أنه لم يجد أكثر منك قذارة و بذاءة ، إذن أنت شخص قذر.
و ما إلى هنالك من أقوال الناس، و ما أنت إلا أن تصدقهم و تتبع أقوالهم.

و هذه هي آرائك و انطباعاتك، لهذا فهي متناقضة و ملتبسة على بعضها.
شخص يقول إنك وسيم، و آخر يقول إنك قبيح... أنت تحاول أن تتناسى هذا الرأي الأخير، رأي الشخص الذي وصفك بالقبيح، و لكنك لا تستطيع أن تنسى، سوف يكون هذا الرأي في عقلك، و سوف تعمل من أجل أن تبدو عكس ذلك.
إذا حفظت و حبذت الرأي الذي وصفك بالوسيم، عليك أن تحتفظ و تحبذ و تتقبل الرأي الآخر ، الذي وصفك بالقبيح.
انطباعاتك أصبحت غامضة، لم تعد تعرف بالضبط من أنت... و كأنك لم تخلق منفردا، متميزا بذاتك... إنك الآن تابع لآراء الآخرين، و هي من تصنع منك إنسان كما يحلو لهم، كالعجينة التي يشكلها الآخرون و يخبزها آخرون و يأكلها آخرون.
لهذا ، أنت تخاف آراء الآخرين، و لأن آراء الآخرين تتغير، فأنت تتغير كذلك. حسب مزاج رأي الآخرين، و هذه هي لعبة المجتمع.
إن تقنية المجتمع التي يستخدمها هي أن يجعلك تواقاً للاحترام، و ذلك حسب مزاجه.
إن رأيت شرطي يقود لصاً مقيداً إلى السجن، فلا تحكم من هو الشرطي الحقيقي و من حو اللص الحقيقي... هذه هي لعبة المجتمع.
إذا تبعت مبادئ المجتمع، فإنه سيحترمك.
و إن لم تتبع مبادئ المجتمع فإنك ستسمع احتقاره و إهاناته لك.
إتباع مبادئ المجتمع يعني أن تكون عبدا له... نعم، إنه سيحترمك كثيرا كونك أصبحت عبدا له، و لكن عندما تريد أن تكون رجلا حرا، امرأة حرة، طفلا حرا، فإن المجتمع سيكون غاضبا عليك.
لكي تكون حرا، إنه أمر صعب جدا... و أنا أقول لك هذا من تجربتي الذاتية، و ربما يكون من المستحيل أن تخرج عن نطاق ذلك، لأن المجتمع لا يريد ذلك أبدا. لأن الرجل الحر يعتبر خطراً جداً في بقاء المجتمع.
المجتمع يحب الآلات، الرجال الآليين، الذين يكونون جاهزين لتلبية أي أمر و في أي وقت و أي مكان، بعد أن يصّفّوا بشكل منتظم في الطابور لانتظار الدور..
المجتمع يقدم لهم أجل احترام، و أفضل الهدايا و التقديرات، هذه هي اللعبة. إنهم لا يقدرون و لا يحترمون من هو طليق حر، و كيف يحترمون من هو خاص مميز بذاته ؟؟؟ إنه عدو للمجتمع، يهدد صورته و بقائه.
الإنسان الحر عدو المجتمع المجتمع العبودي.
و في عالم و زمن ماديين، الشخص الروحاني دائما في صعوبة و جهاد لعدم وجود توافق و انسجام بينه و بين هذا العالم و هذا الزمن.
و لكي تتناسب مع الآخرين ، فإن المجتمع يعطيك أكثر مما تريد، يعطيك دعمين مادي و معنوي، و إن توقفت عن هذه اللعبة، فإنه يغير موقفه باتجاهك/ضدك. يستطيع أن يمحيك و يدمرك بثانية واحدة فقط !!! لأن انطباعاتك و تصوراتك (شخصيتك) من صنعه هو، من صنع يديه. لهذا يجب أن تعرف هذه النقطة جيدا.
تسأل لماذا تخاف من آراء الآخرين ؟؟؟
لأنك لم تكن ذاتك بعد، لست منفردا بعد. و أراء الآخرين التي تخافها هي التي خلقت ذاتك. يمكنهم أن يرجعوا و يأخذوا آرائهم و يبدلوها.
فقط، كن ذاتك، كن فرديتك و تميزك.
انظر إلى الطبيعة، كل ورقة شجر منفردة عن الآخرين، كل زهرة متميزة، لا السنديانة تتبع الحنظلة و لا الحنظلة تشن القوانين و المبادئ للسنديانة و تلزمها بها .

ليس هناك أحد يمكنه أن يجعلك جيد، و ليس هناك أحد يمكنه أن يجعلك سيء.
هذه المحاولات الفاشلة من المجتمع، يمكنها فقط أن تعيش و تستمر في حلم المجتمع الزائف و أوهامه.

في يوم ما قال الطبيب لرجل:"إنك الرجل الوحيد الذي سيغير تاريخ الطب و يسجل به على إنك الرجل الوحيد الذي يحمل بجنين" فأجاب الرجل و هو مفزوع :"هذا مريع، ماذا سيقول الجيران عني، و أنا لم أتزوج بعد !!!!!!!!!!! ".

إنه لم يهتم من تاريخ الطب، و لكنه قلق من أجل الجيران، كونه ليس متزوجاً.

نحن في خوف مستمر.. هذا الخوف سوف يستمر طالما إننا نتبع و نهتم بآراء الآخرين... أبعد كل الآراء عنك...
شخص يؤمن بأنك قديس، بأنك كاهن، بأنك ولي من أولياء الله، لا تهتم بذلك، إنه إنسان خطر، لأنه سوف يجرك حتى تهتم لأفكاره، و مرة واحدة سوف تستمع له و سوف تصدقه، و سوف يكون هو مرشدك و أنت عبدا له.

عندما تمجد/تمتدح شخص ما، فإنك تزداد قوة، عندما تمتدح شخص و هو يقبل هذا المدح منك، فسوف يكون فريستك، سوف تبرمجه كيفما أردت.
و إن أراد أن يفعل ذلك الشخص شيء ما... أي شيء بسيط...
فكر معي ، إنك قد وصفته بأنه ولي أو قديس... و في يوم من الأيام فكر ذلك الشخص أن يشعل سيجارة و يدخن، ماذا سيفعل حينها ؟؟؟ إنه لا يستطيع أن يدخن ، ماذا سيحصل إن دخن بهالة القداسة و الرفعة التي أنت ألبسته إياها و أرغمته على ذلك و هو قبلها منك ؟؟
لهذا فالمدح مسؤولية كبيرة... ذلك الرجل الذي جعلته قديسا لا يستطيع التدخين لان هناك الكثيرون من الناس الذين ينظرون له على إنه ولي مكرم، و إن دخن سيجارته فسيبدو منافق أمام الجميع. و إن أراد التدخين ، فسوف يدخن عندما يغلق الباب على نفسه، و لن يقول لأحد عن ذلك. و مع الوقت سوف يعتاد على ذلك ، و سيكون تدخين السيجارة كأي فعلة خاصة يجب أن يفعلها من وراء الباب وحده، و هنا يصبح له وجهين، وجه أمام الناس ، و وجه آخر خاص أمام نفسه.

لا تقبل أي رأي للآخرين، إن كان جيد و إن كان سيء، الحرية صعبة المنال، لأن الذين حولك يحبون العبد الذي يخضع لآرائهم و مبادئهم، الحرية رقصة و لا أروع، أغنية و لا أجمل... الحرية هي الباب إلى الله.

أن تكون حرا في المجتمع أي أن تكون عبدا، و لكن إن أردت أن تتحرر من المجتمع عليك أن تتجه إلى الله، و عبد المجتمع لا يمكنه الصعود إلى الله.
و هذه هي الحرية لا أقصد بها أن تكون حرا بلا هدف و بلا مرمى للوصول، بل إن الحرية التي لا بد أن تعرفها هي حرية الوعي، لأن الوعي شكل من أشكال الحرية، و ليس هناك حرية لغافل عن ذاته، الحرية هي الوعي و الوعي هدف الحياة...
أنت حر، لا يمكن لأحد ما أن يقيدك أو يقطع جناحيك.
osho
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
نذير عريان
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 69
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الميزان
الجنس: ذكر

مشاركة بواسطة نذير عريان »

تحية وسلام
لك من القلب ولحكيمك اوشو

صورة العضو الرمزية
faraj
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 403
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة faraj »

شكرا علي مرورك الكريم
شكرا لك أيها السائرة خلف النور والحقيقة ومعرفة سمو الذات

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“