سؤال للشيخ المحسن عن السر في الوصول لحالة الخشوع

[ام ساره 22]

السلام عليكم شيخنا الكريم
اسأل الخالق برحمته أن تكون منعما في حياتك
لقد تعلمت من خلال انضمامي لمنتداكم الطيب اشياء كثيره لم أعرفها يوما ولقد فتحت ابوابا كانت مغلقه في عقلي وقلبي واذابت كتلا من جليد في نفسي بسبب هذه المعارف الجديده التي اقرأها كل يوم ولذا لدي سؤال ارجو به ان تنير بصيرتي ياسيدي المحسن
سؤالي هو
ليتك شيخنا تدلنا وبطريقه روحانيه تعليميه، لنكون أكثر خشوعا وروحانية في الصلاة، وانا ان تكلمت عن نفسي أقول قد اصل في هذا الى حد أن لا تسعفني دموعي احيانا من كثرة خشوعي وهذا قليل جدا واحيانا اصلي لكن بدون خشوع نعم مع انتباه لكن بدون خشوع، وهذا مهم في الصلاة، هل هنالك من حالة كونيه معينه نتواصل معها أو تتواصل معنا في الصلاة، هل هنالك سر يجب ان نكتشفه في انفسنا أو فلسفة ما لنصل بانفسنا الى واحة الامان والبعد عن وسوسات الشيطان واغلاق الباب على مشاغل الدنيا وقت الصلاة، اريد منك النصح ياسيدي، وان تنفعنا بعلمك الغزير في هذا الجانب، هذا الجانب الذي سيصل بنا الى بر الامان في الدنيا ورحمة الله في آخرتنا
أشكرك ياسيدي وانتظر جوابك بكل لهفه
والسلام عليكم

[السور الاعظم]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

شكرا للسؤال اختنا العزيزة --نقلت موضوعك من قسم الترحيبات الى هذا القسم وارتايت عدم نقله لقسم الطلبات المنوعة لاني على ثقة بان الشيخ الفاضل المحسن سيغني الموضوع من كل جوانبه ويتعمق فيه بدل من ان يعطي ذكر معين قد لايثمر اذا لم نفهم معنى حالة الخشوع والتي لا تختص بالصلاة فقط رغم ان الاغلبية يشعرون بها اي الخواطر في حالة الصلاة وهناك تعبير لطيف عن ذلك وهو طائر النفس لأن الإنسان
كلما أراد أن يضبط هذه الخواطر لا يستطيع، مثل الإنسان الذي يملك طائرا، وهذا
الطائر تحت يده، ويتصرف به كيف يشاء.. ولكن بمجرد أن يطير ويحلق في السماء؛
فإن صاحبه يفقد السيطرة عليه.. وكذلك فإن مسألة ضبط الخواطر صعبة جدا، ولكن
ليست مستحيلة؛ لأنه يوجد هناك أناس يسيطرون على خيالهم.



ممكن نحد منها ولو قليلا بعدم توسيع دائرة الخيال.. الإنسان الذي يسمع كثيرا، ويتكلم كثيرا،
وينظر كثيرا؛ فإن جهازه الباطني جهاز مشوش.. والعلماء يشبهون الذهن البشري
بحوض الماء: تارة لا ترسبات في هذا الحوض، وتارة هناك ترسبات ولكنها راكدة في
القاع.. والإنسان بعض الأوقات بسوء اختياره، يأخذ عصا ويحرك هذا الحوض..
وبالتالي، فإنه يتسبب في أن يعيش التكدر الباطني.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم)؛ أي أن
هذه الأذن لا يدخل فيها إلا ما كان نافعا، وكذلك بالنسبة إلى النظر.. ومن هنا
هذا المعنى: إذا أردت أن تقيّم إنسانا تقييما أوليا، أنظر إلى مشيه!.. إن كان
يديم النظر إلى الأرض، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا، وكذلك الذي لا يتكلم
كثيرا؛ فإنه يرجى منه الخير وقد ورد: (وإذا رأيتم الرجل صموتاً وقوراً،
فاقتربوا منه؛ فإنه يلقي الحكمة).

لذلك ما نوسع دائرة الخيال وهذا مثل الطائر بالضبط لانه لو نثرتي الحبوب امامه مؤكد انه سيطير ليلتقط هذه الحبوب
ممكن نلاقي صعوبة لكن بالمحاولة والاصرار والتدريج ننجح باذن الله

[ابو شمس المحسن]

وعليكم السلام ورحمة الله
اهلا بك وحفظك الله
اختي الفاضلة الكريمة انار الله بصيرتك بنور لاهوت نورانيته التي خضعت لها النفوس والاشباح وذابت ببحر عظيم طمطامها العقول والارواح
لايوجد شئ منفصل خارج عنك كي تخاطبيه فربنا مع الكل بالكل
انظري للسموات وعظيم الافلاك وواسع بديع خلقة المجرات
لن تجدي فيها الا ربنا الذي اوجدها بنوره لنوره ونحن ممن اوجده الله أيضاً بنوره لنوره
فخطابنا مع الذات بالذات بلذيذ رقة المناجات للقائم القيوم الذي قوم كل هذه المخلوقات
فقلبك ووريدك ولب قلبك منه وبه ظهر وعقلك وفكرك به وله فكر واعتبر
فهل هناك بعد ذلك كلام لتستدلي به عليه حتى تطلبي كيف مناجاته
كيف ذلك وانت به منه
فلا شئ يوجد الا والرب قائم عليه مقوم له باسمه القيوم
اذن انظري كيف هو قريب بل هو اقرب من القريب للقريب
بل هو عين الذات ولولاه لما وجدت او ظهرت هذه الصفات
كل ذرة منك قائمة لله بالله ولولا وجود الله لأضمحلت
انظري لذاتك كيف هي قائمة به تصعقي من فرط حضوره وعظيم نوره
والخلاصة
لو تدبرتي بالسموات فلن تجدي الله منفصلا لتطلبيه
وعليه فتكلمي مع عظيم النور بهذا الحضور وسترين بوارقا تقشع بها ظلماتك وما ران على قلبك
فلا يوجد بعد ذلك في قلبك الا هو
لايوجد شئ والله غير موجود فيه او مقوم له
والانبياء ادركوا هذا الامر وخاطبوه واستلهموا منه النور واخذوا منه الكتب والصحف
فتبارك الله احسن الخالقين
والسلام عليكم ورحمة الله

[السور الاعظم]

شكرا جزيلا شيخنا انار الله بصيرتك وزادك علما نورا

[ابو شمس المحسن]

واشكر الفاضلة الاخت السور الاعظم
اذ وافق ردي ردها وقتا وحالا
حفظك الله وايدك وانار بصيرتك

[ام ساره 22]

السلام عليكم

اشكرك شيخنا الشكر الجزيل بعد شكر الرب الكريم على سرعة اجابتك ولقد قرأت الموضوع بتمعن وانا لا اقصد الحاله الروحيه فقط بل الحاله الكونيه فهنالك كما اعرف ان هنالك من العباد من اذا صلى صلت معه الموجودات وهذه رياضة روحيه احببت ان اتعرف عليها علني اصل اليها ولله الحمد انا اجاهد نفسي كل المجاهده لاصل الى الخشوع ولكني احيانا لا افلح واحيانا اصل فيمتلئ يومي كله بالرضا والفرح والوم نفسي بشده احيانا لاني لا أستطيع الوصول الى هذه الدرجه فما الحياة الا متعة القرب من الرب الكريم وكل عمل ياتي من بعده يجب ان يكون من نوره الذي اضاءه في قلبي وقت الصلاة والذكر وقراءة آياته الكريمه
سيدي اشكرك مرة اخرى واشكرك عزيزتي الغاليه السور الاعظم، سالت لاني اردت ان ازيد النور في قلبي أكثر وأكثر وطلبت منكم ذلك مصداقا لقوله تعالى ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فالعبادة مع العلم ومعرفة بواطن الامور أفضل من العباده بعلم متواضع ، هكذا اعتقد انا
وفقكم الله لعون الآخرين واسعدكم بسعادة المحبة والرضا اللهم آمين يارب العالمين
والسلام عليكم

[السور الاعظم]

اهلا بك اختي واكيد العبادة مع العلم اثمر ويقول الامام علي عليه السلام العبادة بدون علم زهادة تتعب الجسد

[ابو شمس المحسن]

وعليكم السلام ورحمة الله
اختي الفاضلة انا بجوابي اعطيتك كل ما تريديه فقط تاملي به
الخشوع في الصلاة لا يساوي شيئا امام فهمنا لما ذكر حتى يكون عندنا وعي كوني
اغلب من يكون لهم الخشوع بسبب نفسي ربما قد تاثر بامور نفسية ظاهرة او باطنة ولدت عنده الخشوع
ونحن هنا نتكلم عن كيفية ان يكون لك وعي كوني لتكوني خاشعة ابدا بالصلاة وفي غير الصلاة
لا نقول لا يوجد ادبار ولكن سترين ان خشوعك في الصلاة سابقا لا يعدل شئ امام الوعي الكوني الذي نلتيه
وهذه المخلوقات والموجودات كلها تصلي وفق حالها سواء ادركتي انت ذلك او لم تدركيه
فلولا صلاة الكائن لما بقى تكوينه
بقي شئ هنا لابد من بيانه فالبعض يتخيل ان كل شئ يصلي ويسبح معه
نعم البعض يتخيل فقط كمن يتخيل ان كل الناس وحوش او خنازير ويظن انه ولي
كما تسمعونه من اهل المنابر زورا واثما
ولكن البعض الاخر ممن وصل لدرجة الوعي الكوني العظيم
هذا الوعي عندما ياتي ياتي معه العلم اللدني والحكمة العظمى وفق حال العبد
سيرى العبد ذلك في كل وقت وحين
فالصلاة اعدت للمدبرين اما اصحاب الوعي الكوني فاغلب وقتهم في صلاة سواء كانت صلاة حركات مشهودة
او صلاة السكون او اللذة اوالشجون هذا امر واسع لا تسع في الكلمات التي نخطها هنا
لا نقول يتركون الصلاة الواجبة بل انما القصد ما في طيات كل هذه الكلمات التي خطت مرارا
انا اعطيتك الخلاصة لتكوني ذات وعي كوني
الذي ذكرته ليست كلمات تسمعيها انما هي حقيقة
ستعرفي حينها ان الشجر يستشعر بك ويخاطبك حتى يظنك البعض بانك قد جننت عندما يراك تمسحي على اوراق الاشجار وتضعيها على خدك
هذه هي الصلاة العظيمة والصلة المتصلة مع كل الكائنات
ستدركي بها اللذة والخشوع والمحبة بل تنساب دموعك على خديك من لذة هذا الوجود العظيم
هذا الوعي الكوني سيتالق ويغير صلاتك لربك
البعض لايحسن صلاته الا على سجادة او تربة او بمصلى او بمسجد
هذه اصبحت حجب وهو خاشع لها
فالخشوع ليس نفسيا ولا يتاثر بسبب جماعة فاذا كنا بالجماعة حسنت صلاتنا واذا عدلنا عدلت
انما كلامنا شئ اخر ارجو ان تفهميه الان حينها لا تحتاجين لذكر ومقدمة
ان وعيك الكوني يدخلك جنان الله ويحشرك مع انبيائه ولو كنت يهودية او نصرانية حينها لا يكون دين ومعتقد وتقييد بل يصبح قلبك قابل لكل صورة ومثال لكل تمثال
ساضرب لك مثالا لرجل جائني من طلبة الحوزة عشرات السنين يصلي ولكنه كثير الشك
شك في الوضوء وفي الصلاة وفي الطهارة ومتقيد لدرجة ان الناس تنفر منه
فقلت له ماضرك ان اتبعتني اسبوعا فرفض ثم قبل فاوصيته وكررت عليه ذلك كما ذكرت لك ذلك
فجاء بعد ايام يبكي وهو يقول لقد اخرجتني من النار الى النور
فلا شك ولا وسوسة ولا غيره لان الوعي الكوني شئ اخر
فقط ننتبه للكلمات ونطبقها بوعي
والسلام عليكم ورحمة الله

[ام ساره 22]

السلام عليكم

سيدي الشكر وكل الشكر بعد الرب الكريم لك، مشاكسة انا، لقد الححت عليك في السؤال فاعطيتني أجمل الاجوبه، وهذا مااشعر به أحيانا وليس بوضوح، نعم، احب الكون وموجوداته لكني اقف في وسط الطريق، ساهتدي بطريقتك علني افهم اكثر ويزداد نور الله خالق السماوات والارض في قلبي ليضئ طريق حياتي وسيكون لك الفضل في ذلك شيحنا الكريم

والسلام عليكم