شمعه لا تحترق
جلست مع ابنتها على الأرض في الظلام في بيتهما المتواضع بعد يوم ثقيل ترقبان الشمعة التي تتآكل بقامتها القصيرة شيئا فشيئا ..فتنهدت... وهى تفكر في عمل جديد تحصل منه على مال لتشترى الطعام...ومصباح جديد..وهمست وهى تتألم((ليت الشمعة لا تحترق))فردت ابنتها ببراءة وهى تبتسم
((أنت يا أمي شمعه لا تحترق))
((أنت يا أمي شمعه لا تحترق))
الشمس الحنونة
وقف بجانب أمه التي يحبها بشده .ورأى الشمس تغرب..فقال لهاأمي إنها تغرب...فقالت((لا... إنها فقط توارت ليظهر القمر من جديد))ومرت سنوات...وكبر وتزوج...ووقف يحمل ابنته الرضيعة التي ولدت من لحظات...فرن الهاتف...وجاء صوت أخوه يخبره عن وفاة أمه..فنظر إلى وجه ابنته وهو يبكى وقال .
((لا...إنها فقط توارت...ليظهر القمر من جديد))
نظرات الحب
سارت بجانبه في حفل زفاف صديقتها وهى تتأفف منه بعد أن رأت كل الرجال قد سبقوه وهم يعاملون زوجاتهم برقة ورقى وذوق رفيع وتمنت أن يكون هكذا...فيقبل يدها...ويسحب لها الكرسي أمام الآخرين وفجأة تعثرت في عباءتها..وكادت أن تسقط على الأرض لولا أنه التقطها بذراعيه..فالتقت نظراتها بنظراته الحنونة..وهو خائف عليها...فأدركت أنه سبق كل الرجال...إلى قلبها
أشياء جميله
رفع نظارته التي انزلقت مع قطرات العرق على أنفه وصعد السلم...عائدا لبيته..وقبل أن يدخل المفتاح في الباب تذكر ابنه وتذكر دقات قدماه اللطيفتان على الأرض...وضحكته البريئة...ونظرات الفضول التي تتنقل بين كفيه كلما فتح عليه الباب.بحثا عن شيء ما...أي شيء....أو أشياء جميلة..فركض على السلم مرة أخرى...ورفع نظارته...وذهب ليحضر له أشياء جميلة
الكف
استيقظ على كفها وهى تمسح بحنان على رأسه...فقالت له((قم يا بنى)) فصرخ بعد أن نظر إلى الساعة وعرف أنه تأخر عن موعد القطار بساعة..فقفز وهو غضبان....ولم يلتفت إليها وهى تسير خلفه بكوب الشاي وبعض الخبز....وخرج سريعا دون أن يودعها...وأشار بيده دون أن ينظر إليها....ووصل إلى المحطة...ووجد القطار لم يصل بعد...وتذكر فجأة...انه هو الذي أخر عقارب الساعة بيده أمس...وهو يذاكر....ففر إلى كفها ليرضيها...قبل موعد القطار بلحظات
اللقمة الأخيرة
استيقظت قبل ابنها الوحيد بلحظات لتعدّ له الإفطار..فلم تجد إلا كسرة خبز...وقليل من العسل..فأعدت له كوب الشاي وأيقظته وجلست أمامه تمضغ الفتات...لتوهمه أنها تأكل معه حتى يشبع...وبقيت لقمة أخيره..فآثرها على نفسه.,..وقام سريعا...فالتقطها بسرعة...وأسكت أنين الجوع عندما شبعت...وهى تدسها بحنان في فم ابنها الوحيد..وهو يستعد للخروج