الجزء الثاني osho

كل ما يخص الرياضات والتاملات الروحية واليوكا
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الامير العربي
عضو
عضو
مشاركات: 9
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

الجزء الثاني osho

مشاركة بواسطة الامير العربي »

ويعود أوشو ليقول:
"ابدأ أولاً بالعمل مع الجسد لأنه من السهل الابتداء مع كل ما هو محسوس، ثم تحول نحو الأرق والألطف، انظر إلى الفكر باعتباره منفصلاً عن ذاتك، حتى تصبح واعياً أنك لست الجسد ولا الفكر. ستشعر بالحرية وأنك بلا قيود أو حواجز. لن يكون هناك جدران، سيكون هناك فقط الفراغ المطلق في كل الاتجاهات. عندئذ ينبغي إسقاط الحاجز الأكثر شفافية. وهو المتعلق بالمشاعر".

أي علينا أولاً أن نتحرر من الجسد، ثم من الفكر، ثم من القلب، وحتى نكون متنورين علينا أن نتحرر من القلب أيضاً. عندما نعرف أننا لسنا الجسد ولسنا الفكر ولسنا القلب، سنعرف مباشرة مَن نحن، وما هو الوجود وما هي الحياة بكل معانيها، وسينكشف الستار مباشرة عن كل الأسرار. جميعنا هنا غرباء، هذا العالم ليس بيتنا، بيتنا في مكان آخر، نحن في أرض غريبة... أن نبقى خارج ذواتنا هو أن نبقى بلا منزل. وبرجوعنا إلى المنزل، نعود إلى داخلنا..... فلنكرس جهودنا كلها للعودة إلى الداخل... لا شيء أكثر قيمة من هذا التوجه وهذا الحجّ... لذا علينا المخاطرة والتضحية بكل شيء لأجله وما عداه كل شيء تافه بلا قيمة.

نتعرّف ولا نعرف

هناك فرق بين المعرفة والتعرّف. المعرفة هي معلومات وافية عن زمن مضى، بينما التعرف هو محاولة اكتساب معرفة جديدة، إنه عملية تحول تطوري، لذا، إذا كنا فعلاً راغبين بالتعرف، علينا الاعتراف، أن كل شيء قابل للتعرف والتحول. حتى اللغات التي نكتب بها اليوم أو نحكيها، قطعت مراحل (تعرّف) كثيرة حتى وصلت إلى ما هو عليه اليوم. ولهذا انقرضت لغات، لأنها لم تتحول، فلا شيء في هذا الوجود ثابت، بل كل شيء في تحرك دائم. لذا، لا تقل "معرفة" بل "تعرّف" ولا تقل "الحب" بل "أنا عاشق ومعشوق في آن واحد".
المشكلة أننا تعودنا على ترداد الأشياء الجامدة فما نزال نقول "النهر" مع أنه جريان للمياه، وأنه ليس هو ذاته بين ثانية وأخرى. وكذلك الأشجار، ومع أنها تنمو كل لحظة وتتغير، تتساقط أوراقها وتعود تورق من جديد، إذاً، لا شيء ثابت في الوجود.

أيها الإنسان، كن مع الحياة، متحركاً ومتحولاً، ولا تكتفي بالنظر إلى ما يجري دونما اهتمام. بل بهدف التعرف على التحول الذي يصيب الأشياء ولا تكتفي بما عرفت. بل ثابر على اكتساب المعرفة. هكذا ترى الأشياء واضحة.
مهما عرفنا يبقى هناك الكثير من الأشياء والأمور التي عرفنا وتعرفنا عليها. ففي كل لحظة شيء جديد، عرفتُ شيئاً وغابت عني أشياء... حتى أنا الآن لستُ أنا بعد الانتهاء من كتابة هذه الكلمة. أقول "الكلمة" وليس "الكلمات" فالحياة مستمرة في التحول، ولا تتآلف مع الغموض. والله لا يحلّ إلا في قلوب أولئك القادرين على التحوّل والراغبين في التعرّف والتصرّف.

كيف يتم اكتشاف المعرفة، الحقيقة، الحكمة؟

إن ذلك يتم من خلال الوعي المنتبه، وليس من خلال مراكمة المعلومات، بل من خلال الذهاب إلى داخل عملية التحول. الوعي المنتبه هو تحول داخلي، لقد ولدتَ الآن من جديد.
بصورة اعتيادية، غالباً ما يتواجد المرء في حالة نائمة، وعيه المنتبه في أدنى درجاته، فقط، بنسبة واحد في المئة، أو بنسبة أقل من ذلك ولكن ذلك يكفيك لعملك اليومي، يكفيك لتكسب خبزك ولتوفر ملجأك وليكون لك أولاد وعائلة، يكفيك هذا الوعي الضئيل لتحقيق ذلك، ولكنه لا يكفيك لتحقيق ما هو أكثر من ذلك، تسع وتسعون في المئة من وجودك يبقى ظلاماً دامساً. لكن، كل ذلك الظلام يمكنك تغييره. بإمكان المرء أن يمتلئ بالنور. عندئذ، يتعرف المرء على فن العيش، وعلى النشوة الهائلة للعيش والحياة.

منذ أن وجد الإنسان والعقل عاجز عن معرفة ماهية الحقيقة، إنه يعرف أشياء عنها، لكنه لا يعرفها بذاتها. أن تعرف شيئاً عن الحقيقة أمر مختلف عن معرفتها، قد تكون قادراً على التحدث عن الحب، من دون أن تعرف ما هو، وحتى أن تتعرف عليه، يجب أن تمر بتجربة الحب، يجب أن تكون عاشقاً. جمع المعلومات شيء، والوصول إلى الذات شيء آخر، بمقدروك حفظ ما قاله الفلاسفة وعلماء الدين، وكذلك نظريات وفرضيات العلوم. ولكن ليس بمقدورك الادعاء أنها أقوالك ونظرياتك وفرضياتك، لا أحد ينكر أنها تعينك على تعميق وعيك. وهنا يكمن الخطر، لأنها تجعلك مدعياً أنك تعرف كل شيء.

دائماً عليك معرفة أنك إذا حفظت شيئاً، وغابت عنك أشياء، عليك معرفة الشيء ونقيضه، وعليك الاعتراف أنك جاهل لأمور كثيرة.. لماذا؟! حتى تبقى راغباً في حب الاستطلاع، في اكتساب المعرفة، حتى تبقى باحثاً عن الحقيقة، عن حقيقة المعرفة. وهكذا، تمضي حياتك باحثاً عن الحقيقة، عن حقيقة الوجود، باحثاً عن الوعي الكلي الشامل، بهدف الوصول إلى الحقيقة واختبارها.

الله معنا كل لحظة، إنه الألوهية في قلوبنا النابضة، في رئتينا حين نتنفس لكن المشكلة هي أننا ـ أحياناً ـ لسنا مع الله. نريده أن يكون معنا ولنا، في حين لا نحاول التقرّب منه.
حين نصبح مع الله، نعي أهمية الحياة، نعي أن علينا الإحساس بالشكر والامتنان ونعي أهمية وجودنا.
ليس بمقدورنا الاستيلاء على الحقيقة، بل أن تسعى إليها، أن تفتح قلبك لها، ولن يكون هذا إلا بالتأمل، إلا بالاستغراق في التفكر والتذكر... في كيفية جعل نفسك ممتلئة بالنعمة والبركة، في أن تكون شاعرياً وليس عالماً، في أن تصلي من الأعماق وليس من الشفاه.

صلّي بثقة أن الله يستجيب لدعائك، وأنه سيكون معك إذا كنتَ معه... كن مصباحاً ينير ذاتك، قبل إنارة غيرك، فلا أحد بمقدوره إعطاءك المعرفة، وإن اعتقدت بهذا، فهذا يعني أنك لن تتعرف إلى المعرفة.
لماذا تبحث عن النور خارج ذاتك؟
الله أعطاك كل ما أنت بحاجة إليه، منحك النور الداخلي. وهو دائماً إلى جانبك ومعك ليساعدك على التمييز بين الصح والغلط، يغمرك بغبطته ورضاه. لا تكن مثل أولئك المستلقين على قارعة الطريق بانتظار من يوصلهم معه، فهذا مضيعة للوقت وهدر للطاقة الكامنة فيك.
أنا لن أقول لك ما عليك فعله، ولا كيف يجب أن تفعل هذا أو ذاك.. بل أطلب إليك أن تكون أنت أنت لا أحد غيرك.

ثم أخيراً...
لماذا لا تجعل حياتك حديقة أزهار، متعددة الألوان والأنواع، وكل زهرة تسعى أن تعطي أكثر من الأخرى، إنه التنافس على العطاء. فلماذا لا نكون مثلها، نتنافس من أجل بلوغ التسامي.
كثيرون من البشر يعانون انقسامات وصراعات داخلية، يحتارون أي طريق يسلكون، لأنهم ليسوا كتلك الأزهار التي توحدت في سبيل العطاء. لن يشعر الإنسان أن حياته ليست مصادفة، بل هي مجموعات تخلّت عن أنانياتها ونذرت نفسها لفعل الخير.
لا نعمة ولا محبة، ولا سعادة، إلا بتوحد الذات الإنسانية مع ذاتها مع الواحد الأحد. إلا بتوحيدٍ داخلي للوصول إلى نعمة الله في كل حبة رمل وقطرة ماء....


المستقبل

مختارات من أقوال أوشو الحكيمة:
"إن كل ما أقوله ليس هو الشيء الذي أريد أن أقوله لكم، كل ما أقوله لا يفعل شيئاً مع الحقيقة لأن الحقيقة لا يمكن أن تُقال، كل ما أقوله ليس إلا طَرْقاً على الباب، وعندما تُصبح واعياً: سوف ترى الحقيقة.
ماذا أريد........ أريد أن أرى القوة والسلام في كمالهما..... أريد جمعاً وانسجاماً بين الدين والعلم... وبهذا سيولد فردٌ مثالي لثقافةٍ مثالية.

إن الفرد ليس جسداً أو روحاً، إنه توحيدٌ للاثنين معاً، لذلك أي شيءٍ يعتمد على واحدٍ منهما بمفرده يكون ناقصاً...

لستُ هنا لأجعلك تفهمني! أنا هنا لأساعدك على أن تفهم نفسك. عليك أن تراقب أعمالك، علاقاتك، أحوالك ومزاجك عن قرب. وأن تراقب حالتك عندما تكون وحيداً، وعندما تكون مع الناس، كيف تتصرف، كيف تنفعل... هل ردود أفعالك شرقية أم غربية.. نموذج متحجر من الأفكار، أم أنك عفوي تلقائي، مسؤول..؟ راقب كل هذه الأشياء... استمر بمراقبة فكرك وقلبك. هذا ما يجب أن تفهمه وهذا هو الكتاب الذي يجب أن تفتحه أنت كتاب غير مفتوح بعد.

الحياة كريمة جداً؛ كل ما عليك أن تكون مُتلقّياً، لكن لا تنتظر أية مكافأة. أريدك أن تكون بريئاً تماماً من كل الفساد والتلوث الفكري، ليكن عقلك صامتاً ومحباً.... منتظراً للمزيد أن يأتي. الحياة واسعة جداً، ومهما اكتشفنا منها... لن نستطيع أن نتعبها أبداً......! فهي لا متناهية.... والسّر يكمُن في العمق...... فوق الزمان وفوق المكان.

أنا كلٌّ مع كلّ الأشياء... في الجمال، في القباحة، في كل الأشياء أنا موجود، ليس فقط في الفضيلة بل في الرذيلة أيضاً أنا شريك، وليست الجنة فقط مسكني بل الجحيم أيضاً... بوذا، المسيح، لاوتسو..... من السهولة بمكان أن أكون تابعاً لهم! لكن هتلر وتيمورلنك وجنكيز خان أيضاً في داخلي! لا! لا أنصاف! أنا الجنس البشري بكامله وكل ما هو إنساني يسكن فيّ: الورود كما الأشواك – الظلام كما الضياء، وإذا كان الرحيق لي فلمن السّم؟ السم والرحيق كلاهما لي....... كل مَن اختبر هذه الأشياء جميعها بالنسبة لي هو إنسان متديّن، فعذابات جميع هذه الخبرات وحدها تستطيع أن تحدث انقلاباً جذرياً في هذا العالم المجنون.
كلما ذهب المرء بعيداً داخل نفسه كلما زاد نضجه...
وعندما يصل إلى مركز وجوده بالتحديد، سيصبح ناضجاً تماماً. ولكن في تلك اللحظة، سيختفي الشخص، وسيبقى وجوده!

تختفي النفْس ويبقى الصمت، تختفي المعرفة وتبقى البراءة.
أنا أيضاً فلاح وقد زرعتُ بعض البذور. لقد تبرعمَتْ هذه البذور وحملَت أزهاراً، الآن.. حياتي بكاملها مليئة بأريج هذه الأزهار وبسبب هذا الأريج أعيشُ في عالم مختلف. لقد أعطاني ولادة جديدة... وأنا منذ الآن لا أبدو كما ترى العيون العادية.

لقد فَتح الغير مرئي والغير معروف أبوابه المغلقة، وأنا أرى عالماً مختلفاً لا يُمكن أن يُرى بالعين، وأنا الآن أستمع لموسيقى لا تستطيع الآذان سماعها، أذان بلال... كل ما وجدته وكل ما عرفته متلهّف بتوق... يشبه شلالات الجبال وينابيعها التي تتدفق مندفعة إلى المحيط.

تذكّر... عندما تمتلئ الغيوم ماءاً فعليها أن تُمطر. وعندما تمتلئ الأزهار عطراً عليها أن تهبه إلى الرياح لتنشره. وعندما يُضيء المصباح فمن المفروض أن يشعّ الضوء منه... لقد حدث شيء مشابه، وتقوم الرياح بحمل بعض بذور الثورة والنور مني... ليس لدي أي فكرة في أي حقل ستهبط ومن سيعتني بها... كل ما أعرفه أنه مِن مثل هذه البذور حصلتُ على أزهار الحياة والحياة الأبدية، واقتربتُ من الله.
وأينما هبطَتْ في أي حقل، ستتحول تربة ذلك الحقل إلى أزهار الخلود. الخلود مخفيّ في الموت، والحياة كامنة في الموت- تماماً كالزهرة التي تخرج من التراب.
لكن الشيء الكامن في التراب لا يمكن أبداً أن يظهر في غياب البذور... البذور تجعل المخفيّ ظاهراً، وتُعبّر عن المعاني الدفينة.
مهما كان لديّ، ومهما كنتُ في حياتي، أريد أن أهب نفسي كبذور من الوعي المقدّس.
إن الذي نحصل عليه في المعرفة والتعلّم، يُقدّمه الحب بكرمٍ للجميع... بمعرفة المرء لنفْسه يعرفُ الله، وبالمحبة يصبح الإنسان إلهاً بحدّ ذاته.

عندما تغيب منك الأفكار ويبقى ذهنك صافياً، عندما لا يكون عندك خيار وتكون لأمر الله مسلّماً، عندما لا يكون هناك كلمات ويكون قلبك فاعلاً عندها ستدخل في الدين الحقيقي.... لستُ من الذين يخافون الله بل أنا من عشّاقهِ.. فالخوف لن يأخذك إليه بل سيؤدي بك إلى فراقهِ...
ودون أن أشعر، فأنا لست بمؤمنٍ أو مُعتقِدٍ أيضاً!!! فالاعتقاد أعمى! وكيف للعمى أن يأخذك إلى الحقيقة المطلقة؟؟؟ مع احترامي لكل الأديان، لستُ بتابع إلى أي دين‼
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
ام خليل
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 199
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ام خليل »

رائع بل اكثر من رائع
ارجوك اخي استمر ولاتنقطع
فكلي آذان صاغية
بوركت
أضف رد جديد

العودة إلى ”التأمل الروحي واليوكا“