كيف لنا أن نعي فهم المشكلات والألم في حياتنا...

كل ما يخص الرياضات والتاملات الروحية واليوكا
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Zenobia
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 3045
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: انثى
اتصال:

كيف لنا أن نعي فهم المشكلات والألم في حياتنا...

مشاركة بواسطة Zenobia »

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

عندما نقول أن الحياة صعبة ، فإن تلك المقولة هي الحقيقة العظيمة ، وهي إحدى أعظم الحقائق

إنها حقيقة عظيمة لأننا حين نراها حقًا نستطيع أن نتجاوزها . فحين نعلم فعلاً أن الحياة صعبة ، ونفهم هذا جيدًا ونقبله ، لا تعود عند ذلك الحياة صعبة ، لأن تلك الحقيقة لن تؤرِّقنا كثيرًا بعد أن نسلِّم بها .

وغالبيتنا لا ترى جيدًا حقيقة أن الحياة صعبة ، وبدلاً من ذلك تشكو دوماً وبدون توقف – وبدرجات متفاوتة ، سواء بصوت عالي أو بصمت – عن كثرة مشاكل هذه الحياة وواجباتها وهمومها وصعوباتها ، وكأن الحياة كانت سهلة في الأساس أو أنها يجب أن تكون سهلة . لذلك فإن الغالبية،تعبِّر عن اعتقادها ، صراحةً أو بصمت ، أن الصعوبات التي تواجه كلَّ فرد منها هي ضرب فريد من البلوى التي ما كان ينبغي لها أن تصيبه ، وكأنها أصابته هو بشكل خاص ( أو عائلته أو قبيلته أو أمَّته أو عِرقه أو حتى نوعه البشري بأسره ) ودون الآخرين .


الحياة سلسلة لا تنتهي من المشاكل ، فهل نرغب بأن نتذمر منها أم أن نعمل على حلَّها ؟ هل نرغب بأن نعلِّم أولادنا كيف يحلُّون مشاكلها ؟

الانضباط هو مجموعة الأدوات الرئيسية التي تلزمنا كي نحلَّ مشاكل الحياة ، ولا نستطيع حلَّ أية مشكلة بشكل حقيقي دون تفهم هذا الانضباط . وببعض الانضباط يمكننا أن نحلَّ بعض المشاكل ، وبانضباط كلي وتامٍّ نستطيع أن نحلَّ جميع المشاكل .

ما يجعل الحياة صعبة هو أنَّ المواجهة المستمرة للمشاكل والعمل على حلها ، هي عملية مؤلمة . فالمشاكل – حسب حجمها وطبيعتها – توقظ فينا الإحباط أو المعاناة أو الحزن أو الشعور بالوحدة أو الذنب أو الندم أو الغضب أو الخوف أو القلق أو الكرب أو اليأس ؛ وتلك ليست مشاعر مريحة على الإطلاق ، وهي مؤلمة مثلها مثل أيِّ ضرب من ضروب الألم الجسدي ، وهي أحيانًا تعادل في إيلامها أعظم صنوفه شدةً . فنحن ندعوها "مشاكل" بسبب الألم أو الصراع الذي تحدثه فينا . ولأنَّ الحياة سلسلة لا تنتهي من المشاكل فهي صعبة على الدوام ، ومليئة بالألم كما هي زاخرة بأشكال المتعة .

عملية مواجهة المشاكل وحلها هي في الواقع ما يهبُ الحياة مغزاها ، فالمشاكل هي الحدُّ الذي يفصل بين النجاح والفشل ، وهي تستدعي شجاعتنا وحكمتنا ، ونحن لا ننمو روحيًا وعقليًا إلا بسبب قدرتنا على تفهمها وحلها . فحين نرغب بتعزيز نموِّنا الروحي كبشر ، نتحدى قدرتنا على حلِّ المشاكل ونعزِّزها ، تمامًا كما نفعل في المدرسة حين نصطنع لتلاميذنا أعمال ومعضلات كي يقوموا بحلِّها .

نحن إذًا ، نتعلَّم من خلال مواجهة مشاكلنا وكيفية الوصول لحلها ، " فالأمور التي تؤلم ، هي التي تُعلِّم ". ومن أجل هذا يتعلَّم العقلاء والحكماء ألا يهربوا من المشاكل ، بل على العكس : أن يرحِّبوا بها وبالألم الذي يرافقها .

بالطبع نقول أن غالبيتنا ليس حكيمًا إلى هذه الدرجة ؛ فالخوف من الألم يدفعنا جميعًا ، وبدرجات متفاوتة إلى محاولة تجنُّب المشاكل ؛ فنحن نماطل ونؤجل آملين أن تذهب المشاكل بعيدًا من تلقاء نفسها أو نتجاهلها وننساها متظاهرين أنه لا توجد لدينا مشاكل ، وبعضنا يتعاطى المخدِّر ليساعده على تجاهل مشكلاته ، فبتخدير نفسه من الألم ينسى المشكلة التي سببت له ذلك الألم . إننا بذلك ندور حول المشاكل ونتجنبها بدلاً من مواجهتها المباشرة ، ونحاول أن نهرب منها بدل مواجهة المعاناة من خلالها .
هذا الميل إلى تجنب المشاكل والمعاناة العاطفية التي تكتنفها هو القاعدة الأساس لجميع الأمراض العقلية لدى البشر .
وبما أن غالبيتنا لديه ميل لذلك بدرجة أو بأخرى ، فنحن نصبح مرضى عقليون إلى هذه الدرجة أو تلك ، ولا نتمتع بصحة عقلية تامة طالما بقينا لا نعترف بمشاكلنا ولا نواجهها .


حتى أنَّ بعضنا يمضي بعيدًا في تجنب مشكلاته والمعاناة التي ترافقها ، متجاوزًا كلَّ ما هو جيد ومحسوس كي يحاول العثور على طريق سهل ، مشكلاً أشدَّ الأوهام والخيالات إحكامًا ليعيش فيها ، مع إقصاءه التامٍّ للواقع في بعض الحالات . " فحالة العصاب مثلاً هي دائمًا البديل عن المعاناة الشرعية ". لكن هذا البديل في النتيجة ، يغدو أشدَّ إيلامًا من المعاناة الشرعية التي ابتُكر من أجل تجنُّبها ؛ وهكذا يضحي العصاب ذاته هو المشكلة الكبرى ، وعندها سيحاول الكثيرون تجنُّب هذه المشكلة وهذا الألم مجددًا ، مشيِّدين طبقة فوق أخرى من هذا العصاب .
يملك البعض شجاعة تدفعه إلى مواجهة عصابه ، ومن خلال الشروع – بمساعدة العلاج النفسي عادةً – بتعلُّم فنِّ المعاناة الناجمة عن التعامل الواعي مع المشكلات .
نحن بذلك نتجنب النموَّ الذي يتطلَّبه منا حلُّ المشاكل ، ولهذا يتوقف نمونا الروحي في حالات المرض العقلي المزمن ، وعندما لا ننجح في العلاج والشفاء ، فإن أرواحنا تذوي وتذبل تدريجيًا دون أن ندري .


من أجل كل ما سبق ، دعونا نغرس في أذهاننا وأذهان أولادنا وسيلة تحقيق الصحة العقلية والروحية في الحياة ، دعونا نعلِّم أنفسنا وأولادنا كيفية تفهم أن المعاناة ضرورية لنا وكيف ندرك ونعي أهميتها ، وكيف تكون الحاجة ضرورية لمواجهة المشكلات مباشرة لكي نعمل على اختبار الألم الناجم عنها .
من هنا يأتي دور الانضباط الذي هو المجموعة الأساسية من الأدوات التي نحتاج إليها لحلِّ مشكلات الحياة ، وسيغدو جليًا أنَّ تلك الأدوات هي وسائل وأساليب للمعاناة نختبر عبْرَها ألم مشكلاتنا على نحو نعمل من خلاله على حلِّها بنجاح ، ومع استمرارنا في الطريق نتعلَّم منها وننمو .
حين نعلِّم أنفسنا ونعلم أولادنا على الانضباط ، فإننا نتعلَّم – ونُعلِّمهم – كيف يعانون ، وكيف يحققون النمو والتطور من خلال هذه المعاناة في حياتهم أيضًا .


ما هي الأدوات والأساليب التي تجعلنا نسيطر بشكل واعي على المعاناة ، وكيف لهذه الطُرق أن تجعلنا قادرين على اختبار ألم المشكلات والمعاناة بشكل بنَّاء ؟؟ إنها في تعلم الالتزام بالانضباط لأربعة مباديء أساسية هي : تأجيل إعطاء المكافأة ، قبول المسؤولية ، الإخلاص للحقيقة ، والتوازن

تلك هي الأدوات التي نستطيع اعتبارها مباديء ليست معقدة ، وهي لا تتطلب عند استخدامها تدريبًا خاصًا ، بل على العكس ، فهي بسيطة ويمتلكها أغلب الأطفال عند بلوغهم سنَّ العاشرة ، لكن المسؤولين والرؤساء ينسَون استخدامها في معظم الأحيان . المشكلة لا تكمن في بساطة الأدوات أو تعقيدها ، بل في إرادة استخدامها . إنها أدوات نقوم عبرها بمواجهة الألم بدلاً من تجنُّبه ، وحين يحاول أحدنا أن يتجنَّب المعاناة الطبيعية فهو بهذا يتجنَّب استخدام هذه الأدوات . لذلك وبعد تحليل كل أداة منها سنتعرف أنها جميعاً مبنية على أساس واحد لحياتنا ـ ألا وهو الحب والمحبة لكل ما في الوجود .

Nizar Shadid
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
alashjan
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 122
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

كيف لنا أن نعي فهم المشكلات والألم في حياتنا...

مشاركة بواسطة alashjan »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم الدعاء والشكر والثناء
الاخت الفاضله زينوبيا الله يحفظكم ويطول بعمركم
اتمنى لكم طول العمر والصحه والعافية
و المزيد من مشاركاتك الجميله يا زينوبيا
ومن شيوخنا الكرام الله يحفظهم ويطول بعمرهم
اتمنى لكم طول العمر والصحه والعافية
بارك الله فيكم وكثر الله من امثالكم
جزاكم الله خير الدنيا والآخرة
رحم الله والديكم
الله يجزيكم الجنة ان شاء الله

صورة العضو الرمزية
ندى الذكريات
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 61
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

كيف لنا أن نعي فهم المشكلات والألم في حياتنا...

مشاركة بواسطة ندى الذكريات »

شكرًا لك عزيزتي زنوبيا على مواضيعك الرائعة
وانا شخصيا استفدت منها كثيرا
بالنسبه للمشاكل التي تقتحم حياتنا احيانا نتعب منها
فنتركها بلا حل فتتراكم وتتمادى فتشل التفكير
الحياه هي طاقه ترتفع وتنخفض وكما قال الشيخ ¤ المحسن ¤ مثل البطاريه لا تعمل الا مع السالب والموجب
فالله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سبب وحكمه ان احسنا ظنوننا وتوكلنا عليه
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
فتأتي المشاكل وان اكتضت بالاحزان
سنرى شعاع الامل يتجلى في داخلها من اجل ان يوقظ النور والعزيمة فينا فهي كالمنبه تدفعنا للوعي لانفسنا وتصحيح مسار حياتنا

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
Zenobia
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 3045
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: انثى
اتصال:

كيف لنا أن نعي فهم المشكلات والألم في حياتنا...

مشاركة بواسطة Zenobia »

اشكر تواجدكم الطيب و ردودكم الاطيب
اشعدني حضوركم المتميز

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”التأمل الروحي واليوكا“