موسوعة القدرات الفوق حسية

كل ما يخص الرياضات والتاملات الروحية واليوكا
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

موسوعة القدرات الفوق حسية

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

القدرات الفوق حسية أو كما يطلق عليها علوم الباراسايكولوجي

(بارا تعني ما وراء)
و(سايكولوجي تعني النفس) أي ما وراء علم النفس، مما هو فوق العلم التقليدي أو القدرات النفسية
التقليدية، هناك مسميات كثيره لهذا العلم منها الخارقية والحاسة السادسة والظواهر الروحية والإدراك الحسي الزائد..

إذا قرر الانسان اقتحام هذا العالم الفسيح الرحب والغريب والعجيب! فالأكيد! أنه سيقتحم عالماً جديداً عليه ربما (عالم ربما سيجعله يقضي وقتاً لا بأس به في التعرف على خاطرة هنا أو فكرة هناك أو على إحساس هنا أو مشاعر أتت من هناك!) وهذا الجو الجديد ربما يجعل رؤية الانسان للعالم من حوله تتغير أو تكون متوترة قليلاً أو هي في أحسن الأحوال مثيرة.. لسنا نشك أبداً أن الإتزان هنا أمر مطلوب بشكل كبير.. الإتزان يعني أن لا يتحول كل وجُل تفكير الانسان الى مراقبة هذه الخواطر والهواجس حتى تشل قدراته التفكيرية فيما هو مفيد ومثمر في مجالات أخرى مهمة أو ربما أهم من موهبة تسعى أنت إلى صقلها والتزود بها !
هذا العالم الذي ستراه من خلال مرحلتك الجديدة يتطلب منك بشكل جدي أن تكون مرناً بشكل كبير!
أن تكون مستعداً وجاداً للتغلب على المشاكل النفسية والذهنية التي ترد إليك.. ربما ثمة عقبات سلبية لابد من حدوثها.. ربما! فالحذر والثبات مع عدم تسليم هذه العلوم جل الوقت أمر ضروري!

البعض يظن أن هناك علاقة قوية بين القدرات ما فوق الحسية وبين الصفاء والنقاء الروحي .. وأنه لكي يحدث الوعي النفسي العالي لابد من إصلاح الداخل واليقظة الروحية ! أو التـأمل ! لكي تصل
إلى نيل هذه القدرات!
إن هذه العلاقه ليست دقيقة.. بل الفرد نفسه هو القادر أياً كان على صناعة وصقل هذه القدرات!!

مصطلح القدرات فوق الحسية يطلق غالباً على ثلاثة أنواع متميزة من الظواهر النفسية فوق الطبيعية
1- التخاطر 2- الاستبصار 3- التنبؤ..

أما التخاطر فهو التجاوب والإتصال بين ذهن وآخر.. وهو نوعان:
1- ما يسمى توارد الأفكار وهو أن يكون هناك شخصان يتفقان في وقت واحد على النطق أما ( بفكرو- كلمة) في وقت واحد.. فهما تواصلاً وتجاوباً في وقت واحد بشيء واحد..
2- التخاطر وهو المشهور وهو أن يكون هناك رساله ذهنيه موجهه من شخص إلى آخر فيكون هنا ثلاثة عناصر:
1- مرسل 2- مستقبل 3- رسالة
والتخاطر أو ( التلبثة ) هو/ قدرة عقل الشخص على الإتصال بعقل شخص آخر دون وجود وسيط فيزيقي، ولا يعرف أحد كيف يتم هذا الإتصال أو ماهية الطاقات او طريقة العمل الداخلة فيه بمعنى أننا
نعرف هذه الحقائق من خلال ظهور نتائجها وحدوثها في الخارج..

إن الجواب عن كيفية حدوث التلبثة لربما يكون تفسيره هو النشاط الكهربي للعقل، وهذا يتضمن وجود مجال كهرطيسي يصنع بطريقة ما بواسطة الشخصية المسيطرة والتي تولد مثلما تستقبل أشكالاً أو
نبضات مشحونة بالكهرباء..
والأمريكان وهم أول من تحدث بإسهاب عن التلبثة قد برهنوا على أن الأشخاص الذين يتمتعون بحساسية شديدة يمكن أن تقفل عليهم في أقفاص أو أن يوضعوا في صناديق مبطنة بألواح الرصاص الثقيل وهي جميعاً عازلة لاستقبال أية أمواج كهرطيسية يحتمل دخولها من الخارج ومع هذا فقد سجلت حوادث رسمية أنه بالفعل تم حدوث التلبثة رغم كل هذه التحصينات مما يدل على وجاهة هذا الإفتراض..

ويشترط في المرسل أن يكون متحفزاً، منفعلاً ( غير مسترخي ) لكن هذا لا ينفي أن يكون هذا الإنفعال آتياً عقيب استرخاء حتى يمكنه الاسترخاء من رؤية دقيقه للشخص الذي يأمل إرسال رسالة ذهنية إليه! أما المستقبل فيلزم أن يكون هادئاً مسترخياً وقتها، وأيضاً يكون مهيئاً نفسياً وذهنياً لتلقي الرسالة الفكريه القادمة، وأفضل وقت لإرسال رسالة فكرية هو حينما يكون الآخر نائماً.. فإن لاوعيه يكون
مهئياً وسهل التأثير عليه ولا يوجد معارض واعٍ !

ولهذا كان أكثر مظاهر التخاطر شيوعاً حينما يكون المرسل منفعلاً ومستحضراً بشكل قوي لأدق التفاصيل عن الشخص المرسل إليه ( نبرة الصوت - الوجه - المشية - الجلسة- الابتسامة-رائحة الجسد)
بعد تحديد الرسالة وتصور الشخص المرسل إليه لابد أن تنفعل وتتحدث إليه بصوت لو أمكن أن تشعر نفسك أنك في اتصال معه وبعضهم يؤكد أن هناك ما يسمى إحساس المعرفة وهو أنك ستتلقى شعوراً أشبه ما نراه في (عالم الاميل الانترنتي) يعلمك بوصول الرساله إلى الآخر!
ربما تصله بشكل منام أو أن يسمع صوتا.. أو يشعر بجسدك قريباً منه.. أو تصله على صورة فكرة ما يمتثل لها لا شعورياً كحال المنوم مغناطيسياً وهكذا..

ولكي تكون الفكره مؤثرة في الآخر فيجب ان تكون قوية وكثيفة (مركزة)، فالفكر الضعيف أو الفكرة التي نتجت من تركيز مختل، لا يمكن أن تؤثر ..فإنه لكي تصل الفكره وتحدث تأثيرها في الآخرين لابد من
مستقبل لديه الإستعداد والإسترخاء والفراغ في قلبه لمثل هذه الفكرة، إذن هناك مرسل يلزمه فكرة قوية مركزة وهو الذي يسميها "وليم ووكر" الحصر الفكري..! وهناك محل قابل من المرسل إليه بأن
يكون مسترخياً ومهئياً لاستقبال الفكرة المرسلة!
فإنك حينما تفكر في شخص فإن هناك تياراً اثيريا أو مساراً ينبعث بينكما من خلاله تنطلق الفكرة.. ولكي تصل لابد من طاقة وقوة وشحنة كهرومغناطيسية قادرة على تأدية المهمة!
وبالتالي فإنه إذا كان المرسل إليه لا يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه (ذهنياً ونفسياً) بقدرته على التواصل مع نفسه والتعرف على ما هو من صميم فكره وما هو دخيل ( ولأن هذه المهارة نادرة وصعبة) فإن التأثر بالآخر إثر رسالة ذهنية شيء وارد وساري المفعول !
وليس مهماً أبداً أن يكون المرسل قريباً من مكان المرسل اليه فالزمان والمكان أبداً ليسا ذا أهمية إطلاقاً..
إلا أنه وإن كانت المعرفةة بين المرسل والمرسل إليه ليست مهمة أيضاً إلا أنه إذا كانت هناك علاقة عاطفية بينهما فإن التأثير يكون أقوى وأشد بينهما والأقوى منهما يحصل منه التأثير بقدر ما
يمتكله من قدرة ذهنية ونفسية فوق طبيعية!
ولهذا كان المحب يحرك المحبوب إليه فيتحرك بحركة الرسالة الذهنية منه إليه حتى يصبح الثابت (المحبوب) متحركاً (محباً) بحركة المحب ولهذا أيضاً يحسن بالانسان أن يحسن اختيار صحبته لأن الرفقة والصحبة يحركون الإنسان بقدر ما لديهم من حب له فالحب محرك قوي ويسري في الإنسان وتأثيره بشكل خفي ولطيف!
كما أن المرأة أقوى على التخاطر والإستبصار من الرجل وقدرتها على قراءة الأفكار شيء مذهل ويفوق ما لدى الرجل بمراحل نظراً لقوة عاطفتها ومشاعرها !

أما الاستبصار فهو القدره على رؤية الأشياء من بعد دون الاعتماد على أمور مادية محسوسة

والتنبؤ هو القدرة على التعرف على أمور لم تحدث بعد دون الإعتماد
على أمور مادية محسوسة، فعندما نفكر نرسل في الفضاء اهتزازات مادة دقيقة أثيرية لها نفس وجود الأبخرة والغازات الطيارة أو السوائل والأجسام الصلبة، ولو أننا لا نراها بأعيننا ونلمسها بحواسنا كما أننا لا نرى الاهتزازات المغناطيسية المنبعثة من حجر المغنطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد..

التأثير على الاخرين..
هذه الأفكار التي تنبعث منا إلى الاخرين لا تذهب سدى.. بل كل فكر ينطلق منا وينطلق من الاخرين نحونا.. كل فكر يسبح في الفضاء فإنه يؤثر فينا ونتأثر به.. ونحن إما أن نكون في دور المؤثر أو المتأثر.. الفاعل أو المنفعل.. فما من شيء نفكر به ونركز عليه إلا ويلقى محلاً يؤثر فيه.. فالأفكار كما قيل هي عبارة عن أشياء وإن كانت لا ترى، لكن لها تأثيرها كالهواء نتنفسه، ونستنشقه ونتأثر به وهو لا يرى! كما أن هناك تموجات صوتية لا تسمعها الأذن! وتموجات ضوئية لا تدركها العين! لكنها ثابته!
وبالتالي بات ضرورياً أن ندرك أهمية ما تفعله الأفكار فينا من حيث لا نشعر..

هل مر بك أن شعرت بشعور خفي يسري فيك مثل أن تكون في حالة ايجابية وفجأه تتحول إلى حالة سلبية.. ربما كان ذلك بسبب أنك أتحت بعض الوقت للتفكير بفلان من الناس.. فالتفكير بأي إنسان كما
يقول علماء الطاقه يتيح اتصالاً أثيرياً بينكما يكون تحته أربع احتمالات، إما أن يكون هو إيجابياً وأنت إيجابي فكلاكما سيقوي الآخر! أو أنه إيجابي وأنت سلبي وهنا أنت ستتأثر به فتكون
إيجابياً وهو سيصبح سلبياً أو أن تكون أنت إيجابياً وهو سلبي أو أن تكونا سلبيين وهذا أخطرهم!
كذلك حين تفكر بالخوف أو الشجاعة بالحب أو البغض فإن جميع النماذج التي حولك وجميع الأشخاص الذين هم أمامك ممن يعيشون نفس هذا الشعورسينالك منهم حظ، بمعنى أنك لو فكرت بالشجاعة فإن كل شجاعة تطوف حولك ستهبك من خيرها وإن فكرت في الخوف فإن كل خوف حولك وكل خوف يحمله إنسان أمامك سينالك منه حظ وهكذا..
اذن:
1- نحن نتأثر ونؤثر في الآخرين عبر مسارات فكرية ذهنية غير مرئية..
2- أننا نجذب إلينا ما نفكر فيه!
3-أننا وإن كنا على حالة إيجابية فإننا معرضون للحالات السلبية

لو كان محور تفكيرنا في نماذج هي الآن تعيش حالة سلبية
آخر تعديل بواسطة ابو تريكه في الأربعاء 14-5-2008 6:59 pm، تم التعديل مرة واحدة.
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

لحظةٌ من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري للدخول إلى العقل الباطني الذي يتمكن من الاندماج مع نُظُم الكون العليا التي تتحكم في تغيير الثوابت الكونية، فتجري الأمور وكأن “معجزات” تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت، فتحصل التغييرات في المادة!
ما هي الپاراسيكولوجيا parapsychology في ضوء السطور السابقة؟

إن الدخول إلى مجاهيل العقل البشري قد يبدو مغامرةً من ضروب الخيال. فالعقل شيء لم يُدرَك بعد. فكيف ندخل إلى فجوة أو مغارة لا نعرف ماهيتها الحقيقية؟ إن هذا بالضبط هو منهج السيكوفيزياء psychophysics: الدخول إلى نطاق اللامعلوم، والوقوف على أسباب مجهولةِ المنطق. ولكي نقرِّب الصورة أكثر، نقول إننا ألِفنا أن نفكر بـ”منطقية” تبحث دائمًا عن “الأطُر” والحدود والتحديدات. وفيما يخص موضوع العقل البشري، فإننا نحاول أن نتصوره. ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ! إن هذا التصور إنما تأتَّى من الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية. لكن هل تلك الانطباعات كلها صحيح؟

لا نود مناقشة ذلك الآن، ونختصر القول بأن علينا أن نفكِّر في إطار علمي قابل للتجديد والتحديث. وهنا، في هذا الموضوع، نقول إن العقل البشري ينتمي إلى طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد. فليس عدم إدراك العقل حتى اللحظة يعني أزليته وسرمديَّته؛ وفي الوقت نفسه، قد يعني ذلك أننا أدركناه، وأنه في بساطة ما هو موجود وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية. فالعقل، في حدِّ ذاته، “حاسة خاصة”، كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا.[2]

إن العقل هو أداةُ إدراك الأشياء؛ ولغرض إدراكه هو وَجَبَتْ علينا الاستعانة بأداةٍ غير العقل نفسه. وهذا يتطلب محاولات حثيثة للـ”تفكير” (مع التحفظ على هذه الكلمة) بطُرُقٍ غير عقلية (أو فوق عقلية) وغير تقليدية كي نكشف الحقيقة – طُرُقِ تفكير تُستوحى من نُظُم الفكر الباطني وتكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل.
إن هناك جانبًا من الطبيعة غير قابل للتحديد، لا كمًّا ولا نوعًا. نعرِّف بالعقل البشري، في ضوء ذلك، بأنه عبارة عن منظومة system موصولة بمنظومات كونية أوسع، غير قابلة للتحديد هي الأخرى، ساهمت، في بُعد معيَّن من أبعاد الزمكان space-time، في “خلق” منظومتنا الكونية المحسوسة بالحواس التقليدية. والدليل على ذلك هي القوى النفسية psychic powers التي تدرسها الپاراپسيكولوجيا والتي تشير في وضوح إلى خَرْقِ “المنطق” الفكري التقليدي المحدود. في عبارة أخرى، هناك جانب آخر من التفكير الواجب اعتماده لكي ندخل إلى فضاءات العقل البشري.

لا يوجد حاليًّا أي دليل علميٍّ ملموس يشير إلى وجود صلة بين العقل ونماذج الزمكان التي طرحها بعض منظِّري النظرية النسبية Relativity، اللهم إلا ظاهرة التنبؤ بأحداث المستقبل أو الماضي؛ وهو ما يشير إلى حدوث اختراق العقل لأبعاد الزمان والمكان. فبعض فلاسفة الفيزياء يرى بأن الكون له هيئة مختلفة عن الهيئة التي في تصورنا نحن، تُدعى نماذج “الكون المزكرش”[3]، وكأن الكون أحداث مخزونة في قرص مدمج CD ثلاثية الأبعاد.

إن أهم ميزة يجب أن يتحلَّى بها أي پاراپسيكولوجي حاذق هو تناسي منطق هذا العالم والتفكير بمنطقه الشخصي الخاص. ولا ننكر أن في الموضوع خطورة، وهو مدعاة للقلق، لأنه يحمل بين جنبيه شعارات الفوضى واللانظام. لكن من خلال التجارب التي لا تخفى على كلِّ المهتمين اهتمامًا علميًّا موضوعيًّا بهذا الجانب من العلوم، فإن تعليق عمل الفكر التقليدي للبشر (أي ما يُعرَف بالوعي بالظاهري) هو الذي يفتح الباب أمام قوى الپاراپسيكولوجيا كي تنشط في عالمنا المحسوس وتؤثر فيه.[4] من ناحية أخرى، فإن إغراق الأشخاص في التفكير والتخطيط للمستقبل ووضع جداول وخطط مكتوبة من شأنه أن يثبِّط ظهور الطاقة الداخلية، وفي نفس الوقت، قد يؤدي إلى الإخفاق والإحباط في الحياة العامة، لأنه قد يعتمد على الأوراق والأرقام ويلغي الحدس الباطني. ولعل د. علي الوردي (الرائد المعروف) يلمِّح إلى ذلك تلميحًا واضحًا في كتابه خوارق اللاشعور[5].

لماذا لا يمكن لنا السيطرة على هذه القوى؟ وكيف ندخل، إذن، إلى هذا العقل لنحصل على أيِّ صنف من صنوف الفائدة دون أن نعرف ماهيته وكيف بالإمكان السيطرة عليه؟

إننا في حاجة إلى أن ندرك أن قوانين هذا العالم ليست مطلقة، وأن كلَّ شيء في الوجود قابل للتغيير في أية لحظة. لا يوجد شيء ثابت، وكل القوانين التي من حولنا قوانين مؤقتة، والعقل البشري هو الثابت الوحيد الذي لا يتحدد بقيم زمانية أو مكانية. فهو منظومة system أوجدت الزمان والمكان؛ ولا يمكن لهذه الأبعاد، إذن، أن تحدَّ العقل أو تخوِّلنا مسبقًا الحقَّ في الحكم عليه. ولكي يكون المعنى أوضح وأقرب إلى ذهن القارئ العربي (بما يحمله من ثقافة دينية خاصة)، نقول إن العقل طاقة إلهية مطلقة، يمكن استخدامها والانتفاع بها دون القدرة على تحديد ماهيتها. وهذه الطاقة تشبه في ذلك لون الماء؛ فكما أن الماء لا لون له ولا طعم، كذلك العقل لا ماهية تكوينية خاصة به إلا كلمة تعريف خاصة: نظام ماوراء زمكاني. وما أوتينا من العلم إلا قليلاً! والدخول إلى فضائه الخاص – مجرَّد الدخول – يُعتبَر إنجازًا عظيمًا في حياة أيِّ إنسان. وغالبية الحالات التي تمكَّن فيها إنسانٌ حساس من استثمار قواه الخفية هي حالات تلقائية خارجة عن نطاق السيطرة؛ وما خضع للسيطرة كان مؤقتًا بفترة محدودة، بمعنى خضوعه لظروف نفسية خاصة مرَّ بها ذلك الشخص الحساس.

فما هي هذه الظروف؟ إنها بالتأكيد تلك الظروف التي تؤدي بالإنسان إلى أن ينفر من هذا العالم ومن قوانينه، وبذلك يسهل عليه أن يدخل إلى عالمه الخاص، ويبدأ باستخدام قوى جديدة ذات قوانين جديدة تحل محلَّ القوانين التي أنكرها لفترة مؤقتة. لكن ما أن يفيق هذا الإنسان من الصدمة حتى يعود العقل الظاهر (الذي نعيش به في حياتنا العامة) إلى اتخاذ دوره الاعتيادي، غارقًا في قوانينه القديمة، حاجبًا القوانين الداخلية الخاصة التي يمكن لنا أن ندركها إدراكًا تلقائيًّا من اللاوعي.
فهل يمكن تأسيس مسالك تدريبية قادرة على عَزْلِ الفكر عن هذا العالم للدخول إلى العالم الداخلي الخاص؟ إن ذلك يعتمد، بالدرجة الأساس، على الشخص نفسه. فهو يحتاج إلى أن ينكر من حيث المبدأ الماضي كلَّه ويختلي إلى نفسه ليخبرها (من حيث المبدأ): “أنا لم أولد يومًا قط. لقد كنت موجودًا قبل الزمان، وسأكون موجودًا، سعيدًا، بعد الزمان.”[6] فاعتقاد الإنسان بأنه مولود في يوم معيَّن، في حدِّ ذاته، تأكيد وتكريس للقوانين التقليدية التي يجري عليها وعيُه الظاهري والتي تدَّعي بأن له بداية في الحياة وستكون له نهاية.

لكن، وبما أننا “افترضنا” من ناحية علمية صرفة بأن العقل برمَّته (الباطن والظاهر) ذو جذور ضاربة فيما وراء الزمكان المعروف، بحسب النظرية النسبية وما نتج عنها من تصورات رياضية وفلسفية عن الطبيعة، فإن هذا يعني بأن الدخول إلى فضاء العقل المطلق يتطلب منَّا إيمانًا بأننا كيانات عقلية ماوراء المكان والزمان، ولا نخضع “فكريًّا” في الحقيقة لقوانين هذا العالم، مع أننا قد نتأثر بها. عندئذٍ فقط يكون الدخول ممكنًا، في الوقت الذي لا ننسى فيه أن جزءًا منا، هو الجسد، يعيش في هذا العالم المحسوس ويحتاج إلى رعاية وانتباه خاصين، لأن قوانين هذا العالم، على بساطتها، قوية ويصعب الإفلات من إطارها – إلا إذا فهمنا جيدًا ماذا وراء العقل البشري، وكيف يمكن “اختراق” النظام الكوني العام (مجموع الأنظمة الكونية)، وكيف يمكن التأثير في هذا العالم.

فما هو النظام الكوني العام؟ وما علاقة العقل البشري به؟

يقول تشنر: “إن اللاوعي عقل موحَّد يشترك فيه كل البشر، أي أنه محصلة جمعية لإدراك كل الناس.”[7] وهو في ذلك يشير إلى أعماق اللاوعي البشري (درجات الوعي الباطني). وإن هذا الرأي الذي يحشر نفسه ضمن مجموعة الآراء في الپاراپسيكولوجيا هو الأقرب إلى فيزياء اللازمان واللامكان؛ فهو يلغي في وضوح المكان، وربما الزمان.

مشكلة الپاراپسيكولوجيا ومأساتها هي تأثرها بعلوم الرادار واللاسلكي التي تطورت في القرن العشرين. لهذا السبب تمَّ إهمال آراء تشنر واتِّباع الرؤى الأخرى التي تصور التخاطر telepathy والقوى النفسية الأخرى وكأنها موجات. إن التصور الموجي لطاقات العقل ربما كان السبب في تأخر اكتشاف طاقة الپسيكوفيزياء (الپاراپسيكولوجيا). كذلك، كان التصور القديم، المتأتي عن المعتقدات الدينية فيما يتعلق بالروح والعالم الآخر، السببَ في “تهيؤات” الهالة الروحية aura أو الجسم الأثيري etheric body، وهي من مخلفات تصورات القرنين التاسع عشر والثامن عشر. نعم، إن الجسم الأثيري والهالة المحيطة بالجسم التي تتراءى للروحانيين والكثير من الپاراپسيكولوجيين ما هي، في رأينا، إلا “استعارات” أو إسقاطات projections يقوم بها لاوعي الفرد لإيصال فكرة إلى الوعي الظاهر ليس إلا. وليس من الغريب أن تكون هذه المشاهَدات تحصل على نطاق شبه موحَّد بين الأفراد في مختلف بقاع العالم، بما يُظهِر وكأن هناك جسمًا أثيريًّا بالفعل (كما يحصل مع تفسير الأحلام).

لكن كثرة تنوع المشاهَدات وكثرة اختلاف التفاصيل بعد التتبُّع العلمي الدقيق لكلِّ هذه المشاهَدات يُلزِمُنا، بما لا يقبل الشك، بالتوقف قليلاً عند النظرية النسبية وما تبعها من تنظير، وكذلك بالعودة إلى رؤى تشنر عن كون العقل أساسًا نطاقًا واحدًا يشترك فيه الكل، خارجًا عن إطار الزمان والمكان، ولا يخضع لقوانين هذا العالم التقليدية، ويجعلنا نعيد النظر من جديد في معنى أن يكون الكون “قصة” ثلاثية الأبعاد مخزونة في نظام عقلي كوني يخضع لقوانين خاصة من البرمجة. فالدخول إلى فضاءات الداخل وحده يكفل التعرف عن كَثَب على نُظُم الكون العليا (إن كانت هناك نُظُم كهذه).

ما الذي نتوقع وجوده في ضوء النظرية النسبية ونموذج “القصة الكونية مسبقة الإعداد متعددة الاحتمالات”؟ إن هذا يعيد تشكيل تصورنا عن العالم. فبدلاً من أرض كروية تدور حول الشمس، ومن شموس كونية عملاقة تملأ الفضاء مكوِّنةً المجرات galaxies، نتوصل إلى “إحساس” لاصوري ملموس أو مرئي للعالم. إنه تصور بسيط لألعاب الكومپيوتر ثلاثية الأبعاد. فهذا العالم لعبة كومپيوتر ثلاثية الأبعاد.

لقد هبط العقل البشري من مستواه الفائق (الكوني) إلى مستواه الفكري البسيط الذي قسَّم الكون إلى أشياء ومسمَّيات، كان أولها: أنا ونحن وهُم! لقد دخل العقل البشري في لعبة توارثتْها الأجيال اسمها الحياة، فيها ثنائيات من نحو: نحن/هم، مادة/روح، خير/شر. إن الثنائية المتجلِّية في كلِّ شيء دنيوي دليل صارخ على أن الحياة والوعي الظاهري لعبة تجري بين فريقين: لعبة الكومپيوتر العملاق الذي تسكن الحقيقة فيما وراءه. لقد نسي الإنسان بأنه عبارة عن منظومة، وأورث مفهوم الفردية المعزولة للأجيال. وعلى الرغم من هذا كلِّه، مازال “العقل الكوني” Cosmic Mind يعمل على إعادة ضمِّ العالم من جديد، ليصل به إلى نقطة البداية الأولى ليس إلا.
ومن جديد نسأل: كيف ندخل؟ والأصح أن نقول: كيف نعود؟

الدخول غير مسموح به لِمَنْ لا يدرك أن مفاد القانون الحقيقي الوحيد في هذا الكون هو أن لا ثبات للأشياء، وأن كلَّ شيء قابل للتغيير في أية لحظة؛ بعبارة أخرى، القانون هو “لاقانون”! ونعود من جديد ونقول إن رأي هيغل في هذا الجانب هو الرأي الصائب: “التناقض أصيل في طبيعة الكون.” ومتى ما تحرَّرنا من فكرنا كلِّه، نكون قد دخلنا في عالم جديد تتغير فيه القوانين كلَّ لحظة. علينا حينئذٍ التسليم بتلقائية انسياب الأفكار. هذه الأفكار التي ستنساب لا تخلو من خطورة، ولا تخلو كذلك من احتمال الخطأ. لكننا بالممارسة نصل إلى تكوين لغة تَخاطُب مفهومة فيما بين “ظاهر” وعينا وبين “باطنه”.

ما الذي نتوقع حصوله بعد ذلك؟ إننا نعود من جديد إلى التكهُّن؛ لكنه هذه المرة تكهن يستحق التوقف والتأمل من جديد.
سنكتشف أن عالم اللازمان واللامكان أشبه براصد أو “شاهد” يرصد هذا العالم، وأن التغيير الذي يمكن أن نجريه في هذا العالم هو ببساطة تحريف قيم الثوابت الكونية universal constants. على سبيل المثال، فإن ثابت الجاذبية الأرضية المساوي لـ9.8 من الممكن أن نغيِّره عبر الدخول إلى فضاء العقل الكوني لنجعل الأجسام تتطاير في الهواء.

إن الاعتقاد السائد، بحسب تصورات القرن العشرين (قرن الاتصالات الموجية، كما أسلفنا) فيما يتعلق بتحريك الأشياء عن بُعد، أو ما يسمى بالـpsycho-kinesis، كان تصورًا مبنيًّا على أساس الموجات وكيف يمكن أن تنطلق من الفكر البشري لتفعل في المادة عن بُعد ما تفعل.
عند تجميع الصورة الكاملة عن حقيقة ما يجري في تحريك الأشياء، ندرك أن المسالة في بساطة تتمثل في إعادة برمجة الحاسوب الكوني العملاق بتغيير قيم الثوابت الكونية تغييرًا مؤقتًا، بحيث تظهر بفعل ذلك “المعجزات” في التاريخ.

ولعل ازدواجية السلوك الموجي/الجسيمي للفوتون الضوئي دليل على أن جذور النظام الكوني البرمجية قابلة للتغاير. كذلك مصفوفات هايزنبرغ ونُظُم حركة الإلكترون في الذرة إنما تشير بإيماءة واضحة إلى أن قوانين الكون، في رتبة من رُتَب تسلسلها، عبارة عن “فكر”. هنالك، على ما يبدو، ما يشبه الحياة في صميم الجمود المادي، قد لا تكون “حياة” بالمعنى المعروف للحياة.

لكن، وعَوْدًا على بدء، فإن الإقرار بانتماء العقل إلى عالم ماوراء الزمان والمكان أمر لا مفرَّ منه، في الوقت الذي نحاول أن نفهم كيف تتغير قيم الثوابت الكونية، مثل موقع الإلكترون وعزمه. فبحسب مبدأ عدم التعيين Indetermination Principle (مبدأ اللايقين uncertainty) لهايزنبرغ في الميكانيكا الكوانتية Quantum Mechanics، فإن الموقع والعزم يخضعان لقيم متغيِّرة احتمالية.

وهنا نسأل: لماذا لا يكون العقل البشري قد أدرك، بقدراته التقليدية، الموضع الذي يقوم به “العقل الكوني” بتغيير الثوابت الكونية؟ هذا الموضع هو الذرة بالتأكيد. فلماذا لا تكون الپاراسيكولوجيا، في ضوء ما سبق، هي لحظة من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري للدخول إلى العقل الباطني، الذي يتمكن من الاندماج مع نُظُم الكون العليا التي تتحكم في تغيير الثوابت الكونية، فتجري الأمور وكأن “معجزات” تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت، فتحصل التغييرات في المادة.
هل هناك ثوابت في هذا الكون إذن؟

الحقيقة المُرَّة التي يخشاها جبن الفكر البشري هي أن يصحو الإنسان في يوم من الأيام ليكتشف أن لا شيء ثابت في هذا الكون على الإطلاق. وتلك بالتأكيد لحظة الولادة الكبرى، لحظة الحقيقة البكماء التي توحي ولا تنطق!
“لقد كنتَ في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءَك فبصرُك اليومَ حديد” (سورة ق 22).
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

الظواهر الخارقة وعالَم الغيب

إن تمتُّع البعض القليل، ممّن لم يتخذ من السير على الطريق إلى الله طريقته المثلى في هذه الحياة، بالمقدرة على الإتيان بظواهرٍ خارقة معيّنة هي حقيقة واقعة شأنها في ذلك شأن الظواهر الخارقة التي تلاحق السائر على هذا الطريق. إلا أن ما يميز النوع الأول من الظواهر الخارقة لا يمكن استبيانه إلا بمقارنتها بتلك الظواهر المميّزة للسائر على الطريق إلى الله. فالثابت لدى دارسي الباراسايكولوجيا من باحثين تتبّعوا الفعاليات الخارقة عند الأشخاص الذين بوسعهم القيام بها وتابعوها انثروبولوجياً وايثولوجياً في أماكن ظهورها في المجتمعات والتجمّعات البشرية أن هذه الظواهر هي ليست عامة مميّزة لكل أفراد النوع الإنساني؛ حيث ثبت من البحوث المختبرية والدراسات الميدانية (الحقلية) أن قلّة قليلة من أفراد الجنس البشري بمقدورهم استعراض فعاليات خارقة غير نمطية وأن هذه القلّة لا تستطيع أن تنقل مقدرتها غير النمطية هذه إلى باقي البشر عن طريق تقنية التعليم والتعلّم أو عن أي طريق آخر.

فالذي بمستطاعه الإتيان بخارقةٍ ما هو فرد موهوب بهذه المقدرة وهو لا يختلف عن باقي مَن هم غيره من الموهوبين العباقرة في مجالات الموسيقى والرسم والرياضيات والشعر وغير ذلك في كونه ينتمي إلى تلك القلّة القليلة من النوابغ والفلتات الطبيعية Lusus Naturae الذين ظهروا على مر العصور فحُفظت أسماؤهم وخُلّدت بينما تلاشت ذكرى الملايين من أسماء الغالبية العظمى من أفراد الجنس البشري ممّن لم يتميّزوا بشيء غير فرط الإنتماء للجماعة لعدم تفرّدهم بما يجعل من واحدهم من تلك الثلّة القليلة من العباقرة! وهذه الفعاليات الخارقة التي تستطيع قلّة من أفراد النوع الإنساني القيام بها تتميّز بكونها لا تظهر، في كثير من الأحيان، وقتما يشاء صاحب القابلية الخارقة. فالمُلاحظ عن كثير من هذه الظواهر انها غير تكرارية أي لا يتكرّر حدوثها بتكرار محاولة إحداثها؛ فهي تحدث حيناً ولا تحدث في أحيان أخرى غير قليلة. وهي لذلك عصية على شروط المذهب التجريبي من حيث عدم قابليّتها على أن تخضع للاختبار العلمي عند الطلب وقتما يشاء الباحث. وهذه السمة (اللاتكرارية) تجعل من هذه الظواهر الخارقة تختلف بصورة جذرية عن الظواهر العلمية التي يدرسها العلم والتي نشأ في ربوعها. إذاً فالثابت عن الظواهر الخارقة التي نشأت الباراسايكولوجيا وشبّت على دراستها والخوض في متاهاتها هو:

1- انها ظواهر غير نمطية حيث لا يستعرضها كل البشر ولا يستطيع القيام بها غير قلّة قليلة منهم.

2- انها تخضع خضوعاً يكاد يكون تاماً لشرط اللاتكرارية فلا يتكرّر حدوثها بتكرار المحاولات الرامية إلى إحداثها.

غير أن هذه الظواهر الخارقة، التي انكب البحث الباراسايكولوجي في الغرب على دراستها بصورة شبه أكاديمية منذ أواخر القرن الماضي، لا تمثّل كل ما هنالك من خوارق يمكن ملاحظتها. وهذا أمر أثبتته الظواهر الخارقة التي تتميّز بها بيئتنا العربية المؤمنة. إن هذه الظواهر التي فات على الباراسايكولوجيا الغربية الإلتفات إليها، لفرط تشاغلها بما شبّت عليه من ظواهر، تتميّز بأنها:

1- ليست حكراً على أحد بمواصفات معيّنة حيث يستطيع كل أفراد النوع الإنساني القيام بها باستيفائهم لشروط ظهورها المرتبط حتماً بالسير على الطريق إلى الله.

2- لا تخضع لشرط اللاتكرارية المميّز للظواهر الخارقة النمطية حيث تحدث هذه الظواهر وقتما يشاء الباحث الذي يروم دراستها داخل المختبر وهي لذلك تمتاز بانضباطها التام بشروط المذهب التجريبي - الإختباري Emperical Experimentism.

3- لا تقتصر على تلك الظواهر الخارقة التي تم تثبيتها من قِبل دارسي الخوارق في الغرب على انها تمثّل معظم، إن لم يكن كل، ما هنالك من ظواهر خارقة. فهي تمتاز بتنوّع مذهل يصل حد الإعجاز في التعدّد.

4- تتفوّق على مثيلاتها من الظواهر الخارقة التي درستها الباراسايكولوجيا المعاصرة بكونها الأعلى طاقة والأكثر خارقية حيث تتميّز هذه الظواهر بتشعُّب طاقي فريد وتنوّع مذهل يطالان كل مجالات تجلّيها وظهورها.

5- تحتوي كل الظواهر الخارقة التي نشأت في ظلّها الباراسايكولوجيا المعاصرة التي تعجز بدورها عن أن تحتويها كلّها جميعاً. فظواهر الباراسايكولوجيا الغربية يمكن ملاحظتها كلّها في البيئة العربية المؤمنة بينما لا نلاحظ في الغرب إلا نزراً يسيراً من الظواهر الخارقة لا يُقارن، كمّاً ونوعاً، مع الخوارق العربية المؤمنة.

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوّة الآن هو: إذا كانت الظواهر الخارقة المميّزة للبيئة العربية المؤمنة هي بهذه المواصفات الفريدة كلّها وإذا كانت هذه الظواهر تضطر العقل إلى وجوب إقراره بالمضي قدُماً في الإيمان بالله الواحد الأحد المتجلّي ظهوراً والظاهر بكل جلاء فيها فلا يكون بالتالي من مفر أمامه غير التسليم مرغماً بوجوده تعالى فماذا نقول بشأن تلك الظواهر الخارقة التي بوسع غير السائرين على الطريق إلى الله القيام بها؟ ما الذي تضطرنا إليه هذه الظواهرُ وقد ثبت لدينا أن مَن يضطرها إلى الظهور شخصٌ ليس من السائرين على الطريق إلى الله؟ إن هذه الظواهر الخارقة لم تظهر بسبب من السير على هذا الطريق والتعرّض بالتالي لطاقته العظمى التي ليست مثلها طاقة أخرى في الكون، فكيف تحدث إذاً هكذا خوارق؟ وما الذي يدل عليه حدوثُها؟ للشروع في الإجابة على هذا السؤال المتسلسل الحلقات لابد من توضيح الحقيقة التالية: إن الثابت لدى علماء الفيزياء المعاصرة أن أيا من النظريات الفيزيائية السائدة ليس بوسعها تقديم ما يساعد على تفهّم، ناهيك عن تفسير، ما يحدث في الظواهر الخارقة التي انشغلت بدراستها الباراسايكولوجيا الحالية! وهذا يتأتى من حقيقة كون المنظومة التفسيرية للفيزياء الغربية تستند إلى أربع أنواع من القوى الفيزيائية كشفت النقاب عن وجودها الظواهرُ التي درستها الفيزياء الحديثة والتجارب التي قامت بها؛ إلا أن هذه القوى الأربع تعجز عن إلقاء، ولو بصيص ضوءٍ قليل، على ما يحدث في الظاهرة الباراسايكولوجية.

إن الحل الذي بمقدور البيئة العربية المؤمنة تقديمه لتفهُّم ما يحدث في الظاهرة الباراسايكولوجية قد تناولته بالدرس والبحث الباراسايكولوجيا الجديدة فخلصت إلى أن المسؤول عن الظواهر الخارقة التي نشأت في ربوعها وشبّت على البحث فيها ودراستها باراسايكولوجيا الغرب كائنات وكينونات فائقة المجهرية Super- Microscopic وهذا الكلام هو ليس كهواء في شبك أو كقبض ريح بكف؛ حيث استند مشروع الباراسايكولوجيا العربية المؤمنة إلى الرصيد العريق من التراث العربي المؤمن وقامت بالمواءمة والمزاوجة ما بين الحل الذي قدّمه هذا التراث وبين المذهبين التجريبي الجذري والإختباري المتطرّف Radical Empericism & Extreme Experimentism اللذين قادا منهج البحث المختبري للمشروع. إذاً فالظواهر الخارقة المدروسة من قِبل الباراسايكولوجيا الغربية هي ظواهر تحدث بسبب من هذه الكيانات فائقة المجهرية وهذا ما يستدعي بالضرورة استرجاع مفهوم عالَم الغيب الذي ورد بصورة مكثّفة في التراث العريق للبيئة العربية المؤمنة. إن عالَم الغيب يضم تشكيلات لا حصر لها من الكيانات المُشخصَنة وغير المُشخصَنةpersonified and Impersonified Entities وهذه الكيانات (الكائنات والكينونات) مسؤولة، على قدر تعلّق الأمر بالطاقة، عن ظهور ما يحدث في الظواهر الخارقة التي درستها الباراسايكولوجيا المعاصرة. وهذا يفسِّر بكل وضوح الفروقات الأساسية التي تميّز ما بين ظواهر الباراسايكولوجيا العربية المؤمنة والباراسايكولوجيا الغربية الملحدة؛ حيث أن ظواهر الأولى تتميّز بكونها لا تظهر إلا بسبب من التعرّض للطاقة الإلهية من بعد الشروع في السير في الطريق إلى الله بينما تحدث ظواهر الثانية بسبب من تدخُّل الكيانات الموصوفة فيما سبق وهذه، بالتعريف، لا وجه لمقارنة طاقتها بالطاقة العظمى في هذا الكون: طاقة الله الذي ليس كمثله شيء.

إن ظواهر الباراسايكولوجيا الغربية تستدعي من العقل المتدبّر لها أن يعمد إلى التأمل في الحل الذي تقدّمه البيئة العربية المؤمنة بباراسايكولوجيّتها الجديدة ليجد فيه ما لابد واجده بخصوص السبب في هذا الذي يحدث في تلك الظواهر.

إن هذا العقل مُرغم على التسليم بحتمية وجود عالَم الغيب بكائناته المُشخصَنة غير المرئية وكينوناته غير المُشخصَنة غير المرئية. وهو إذا ما سلّم مرغماً بعالَم الغيب كان لزاماً عليه التسليم من باب أولى بتصديق مَن جاء له بخبر عالم الغيب فيصبح مُلزماً بالتالي أن يصدّق بوجود سيد لهذا العالم الغيبي متسلّط عليه تسلّطه على هذا العالم اللاغيبي.

إن الظواهر الخارقة التي تدرسها الباراسايكولوجيا العربية المؤمنة هي ظواهر إلهية Theistic Phenomena طالما كانت هذه الظواهر لا تحدث إلا بالتعرُّض للطاقة الإلهية من بعد الشروع بالسير بإخلاصٍ وتفانٍ على الطريق إلى الله؛ حيث يتعرَّض السائر على هذا الطريق لفيضٍ من الإكرام الخاص يفضُل التكريم العام الذي تفضّل به الله على بني آدم كلّهم مما يجعل من هذه الظواهر الملاحِقة له بمقدورها أن تُرغم العقل السليم على تدبّرها والتأمّل فيها ليصل من ثم، مُرغماً، إلى نتيجة واحدة مفادها أن وراء هذه الظواهر إلهاً هو بحق مَن عرّف له عن نفسه من قبلُ فقال على لسان رسوله الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبُدني وأقِم الصلاةَ لِذِكري إنَّ الساعةَ آتية أكادُ اُخفيها لتُجزى كلُّ نفسٍ بما تسعى}.

والظواهر الخارقة التي تدرسها باراسايكولوجيا الغرب هي ظواهر غيبية Occult Phenomena لامحالة طالما كانت الطاقة المسؤولة عن ظهورها هي طاقة لا تنتمي، وفق تصنيف فيزياء الغرب المعاصرة، لهذا العالم الفيزيائي المحكوم بقوانين القوى الفيزيائية الأربع. وهي، بعدُ، طاقة تنتمي لعالم الغيب الذي عرّفنا الله به في القرآن العظيم. وهذه الظواهر الخارقة تستدعي من المتأمّل فيها بعقل سليم أن يخلص منها إلى نتيجة واحدة مخلصها أن وراءها غيباً من ورائه الله تعالى. فالغيب هذا يقود لا محالة إلى الله وهذا يجعل من هذه الظواهر الخارقة، الغيبية ضرورةً، والتي درستها باراسايكولوجيا الغرب ظواهراً تدعو للإيمان بالله بالنتيجة! وهنا تكمن المفارقة المضحكة فخوارق الغرب هي خوارق تظهر على مَن لم يلتزم بالسير بإيمان على الطريق إلى الله وهي مع هذا (أي مع كونها خوارق اللاإيمان) فإنها تقود إليه!
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

منطقة الانذار المبكر للحاسة السادسة تقع في الجزء الخاص من حل الصراعات من مخ الانسان. قال تقرير نشر في مجلة "ساينس" إن الحاسة السادسة لدى الانسان الخاصة بالاحساس بالخطر التي رفضها بعض العلماء على اعتبار أنها خرافة توجد فعليا في جزء من المخ يتعامل أيضا مع حل الصراعات.


وقال الباحث جوشوا براون من جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري في مقابلة إن منطقة المخ المعروفة بالقشرة الداخلية الطوقية تطلق بالفعل الانذار بشأن الاخطار التي لا تستطيع النفاذ إلى المخ الواعي.


وتقع القشرة الداخلية الطوقية قرب قمة الفصوص الامامية وإلى جانب الفواصل التي تفصل بين قسمي المخ الايسر والايمن.


وأستخدم براون برنامج كمبيوتر يحتاج شباب أصحاء للرد على نشاط على جهاز متابعة وقياس نشاط أمخاخهم على فترات كل 2.5 ثانية بجهاز أشعة الرنين المغناطيسي. وقال براون إن النتائج أظهرت أن "أمخاخنا تلتقط إشارات التحذيرات بشكل أفضل مما كان يعتقد في الماضي".


وقال براون "في الماضي كنا نجد نشاطا في القشرة الداخلية الطوقية عندما كان يتوجب على الناس اتخاذ قرار صعب أو بعد ارتكابهم خطأ ما". ولكنه أضاف "لكن الان تستطيع المنطقة فعليا تعلم الادراك عندما يرتكب المرء خطأ.. إنها تتعلم أن تحذرنا مقدما عندما يقودنا سلوكنا إلى نتيجة سلبية".


وأضاف براون أن القشرة الداخلية الطوقية مرتبطة بشدة مع مشاكل عقلية خطيرة من بينها الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية والاضطراب العدواني القهري.


علماء يثبتون وجود حاسة سادسة لدى الإنسان


ضرير يستطيع مشاهدة الصور باستخدام جزء مختلف من دماغه يرتبط عادة بالأحاسيس القوية والخوف.


أعلن العلماء في جامعة ويلز البريطانية، عن توصلهم إلى إثبات جديد لوجود ما يعرف بالحاسة السادسة التي تتميز بالكشف عن العواطف والأحاسيس دون استخدام الرؤية أو الأصوات. فقد اكتشف هؤلاء مريضا كفيفا يمكنه تمييز العواطف وإدراكها في الصور التي لا يستطيع رؤيتها، بالرغم من أنه لا يستطيع التعرف حتى على الأشكال البسيطة. وأوضح الباحثون في مجلة "الطبيعة للعلوم العصبية"، أن السبب في تمتعه بالحاسة السادسة يكمن

منطقة الانذار المبكر للحاسة السادسة تقع في الجزء الخاص من حل الصراعات من مخ الانسان. قال تقرير نشر في مجلة "ساينس" إن الحاسة السادسة لدى الانسان الخاصة بالاحساس بالخطر التي رفضها بعض العلماء على اعتبار أنها خرافة توجد فعليا في جزء من المخ يتعامل أيضا مع حل الصراعات.





وقال الباحث جوشوا براون من جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري في مقابلة إن منطقة المخ المعروفة بالقشرة الداخلية الطوقية تطلق بالفعل الانذار بشأن الاخطار التي لا تستطيع النفاذ إلى المخ الواعي.



وتقع القشرة الداخلية الطوقية قرب قمة الفصوص الامامية وإلى جانب الفواصل التي تفصل بين قسمي المخ الايسر والايمن.



وأستخدم براون برنامج كمبيوتر يحتاج شباب أصحاء للرد على نشاط على جهاز متابعة وقياس نشاط أمخاخهم على فترات كل 2.5 ثانية بجهاز أشعة الرنين المغناطيسي. وقال براون إن النتائج أظهرت أن "أمخاخنا تلتقط إشارات التحذيرات بشكل أفضل مما كان يعتقد في الماضي".



وقال براون "في الماضي كنا نجد نشاطا في القشرة الداخلية الطوقية عندما كان يتوجب على الناس اتخاذ قرار صعب أو بعد ارتكابهم خطأ ما". ولكنه أضاف "لكن الان تستطيع المنطقة فعليا تعلم الادراك عندما يرتكب المرء خطأ.. إنها تتعلم أن تحذرنا مقدما عندما يقودنا سلوكنا إلى نتيجة سلبية".



وأضاف براون أن القشرة الداخلية الطوقية مرتبطة بشدة مع مشاكل عقلية خطيرة من بينها الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية والاضطراب العدواني القهري.



علماء يثبتون وجود حاسة سادسة لدى الإنسان



ضرير يستطيع مشاهدة الصور باستخدام جزء مختلف من دماغه يرتبط عادة بالأحاسيس القوية والخوف.



أعلن العلماء في جامعة ويلز البريطانية، عن توصلهم إلى إثبات جديد لوجود ما يعرف بالحاسة السادسة التي تتميز بالكشف عن العواطف والأحاسيس دون استخدام الرؤية أو الأصوات. فقد اكتشف هؤلاء مريضا كفيفا يمكنه تمييز العواطف وإدراكها في الصور التي لا يستطيع رؤيتها، بالرغم من أنه لا يستطيع التعرف حتى على الأشكال البسيطة. وأوضح الباحثون في مجلة "الطبيعة للعلوم العصبية"، أن السبب في تمتعه بالحاسة السادسة يكمن



في أن إصابته بالعمى نتجت عن تلف دماغي في القشرة البصرية، وهي الجزء المسؤول عن المعالجة الطبيعية للبصر، لذا فإن هذا الكفيف يستخدم جزءا آخر من دماغه لإدراك العواطف وتمييزها، الذي يعرف باسم "الأميجدالا" اليمنى المرتبطة بالمشاعر والأحاسيس القوية كالخوف. وخلص العلماء إلى أن الأميجدالا الدماغية تلعب دورا مهما في معالجة علامات الوجه البصرية المرتبطة بجميع أنواع التعبيرات العاطفية التي تظهر على الوجه، وهي التي تمنح الإنسان العاجز حاسة سادسة.



في أن إصابته بالعمى نتجت عن تلف دماغي في القشرة البصرية، وهي الجزء المسؤول عن المعالجة الطبيعية للبصر، لذا فإن هذا الكفيف يستخدم جزءا آخر من دماغه لإدراك العواطف وتمييزها، الذي يعرف باسم "الأميجدالا" اليمنى المرتبطة بالمشاعر والأحاسيس القوية كالخوف. وخلص العلماء إلى أن الأميجدالا الدماغية تلعب دورا مهما في معالجة علامات الوجه البصرية المرتبطة بجميع أنواع التعبيرات العاطفية التي تظهر على الوجه، وهي التي تمنح الإنسان العاجز حاسة سادسة.
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

قدرات خفية



مازال الإنسان كائن غامض .. وما نعرفه عن أنفسنا كبشر لا يتعدى أن
يكون قشوراً ظاهرية دون الجوهر .. وكلما ساق لنا العلم كشفاً وراء كش
عن أنفسنا وأصابتنا الدهشة والتعجب من تلك الإمكانيات والقدرات البشرية
التي أودعها الله فينا.. وكلما ازدادت دهشتنا وتعجبنا لظواهر وقدرات أخرى نراها في أنفسنا دون أن نجد لها تفسيراً أو كشفاً.

وتمر العصور والأزمان المتعاقبة ويحاول الإنسان أن يكشف غور نفسه وأن يدرك جوهره، لكن دون جدوى.. فالإنسان مخلوق مركب من روح وجسد، متعدد القدرات والإمكانيات، خلقه الله في كون متميز بالكائنات التي يتمتع كل منها بقدرات خاصة تمكنه من السعي والعبادة، فمنها ما يتمتع بجناحين يحلق بهما في أجواء السماء، ومنها من له القدرة على التنفس تحت الماء ومن يشعر بالخطر عند اقترابه ومن يملك القدرة على الاتصال بأفراد عشيرته مهما كان البعد بينهم. والعديد والعديد من القدرات المختلفة والمتنوعة التي يتمتع بها الكائنات.
هذا وقد جعل الإنسان سبباً على هذه الكائنات وسخرها له هذا الإنسان المتمتع بالعقل واليدين سيداً على هذه الكائنات ولاشك أن الزعامة والسيادة لابد لها من سند ودليل فما كان لعاجز أن يحكم سليماً ولا ضعيفاً أن يحكم قوياً.

ولكن هذا الإنسان أولاه الله ? سبحانه وتعالى ? السيادة لما أودعه فيه من قدرات ومواهب تفوق في حجمها وإمكانياتها ما لدى الكائنات الأخرى جميعاً.

وبطبيعة الحال لا نقصد القدرات الجسمية والعضلية الظاهرة فهذا أمر تجاوزه الإنسان بعقله من أمد بعيد فقد تخطى سرعة الكائنات باختراعه المعدات كالسيارة والقطار وحلق في الجو كالطير باختراعه الطائرات وغاص في أعماق البحار كالأسماك بالغواصات وكل ذلك نتاج العقل البشري.

إنما نقصد القدرات الخفية والتي تبدو لنا من الوهلة الأولى عند ظهورها كأشياء خارقة في الطبيعة البشرية وإن كانت في حقيقة الأمر قدرات يتمتع بها العديد من الكائنات الأدنى من حولنا في هذا الكون العامر.

وهذه القدرات نعني منها الظواهر التي تناقلها الناس عن آحاد الناس ولا يقدر عليها غيرهم كظاهرة التخاطر وتوارد الأفكار والانتقال الروحي والتنويم المغناطيسي وقدرات غريبة أخرى نسبت إلى الصالحين كالطير في السماء بدون آلة أو المشي على الماء وقدرات البعض في التأثير على المعادن بثنيها دون الاقتراب منها أو تحريك الأشياء المادية دون لمسها وأشياء أخرى عديدة.

وليس أسهل على الإنسان عندما يقف عند هذه الأمور عاجزاً عن التفسير أو الفهم أن يفكر كل هذا جملة واحدة ويرمي أصحابها بالدجل والتحايل وما أصعب أن يقوم الإنسان بدراستها والكشف عن مصدرها والوصول إلى التبرير العلمي والمنطقي لوجودها.

ونحن هنا بصدد هذا الاتجاه الصعب ? اتجاه البحث والدراسة في هذه الظواهر ومعرفة أسبابها ومدى صحتها من خطئها وإمكانية إخضاعها للتجارب العلمية أو إسنادها إلى منطق عقلي يفسر لنا إمكانية حدوثها.

ولقد منَّ الله علينا بأن أمدنا في كتابه العزيز بالعديد من البيانات والمعلومات التي توضح لنا بعض الظواهر التي يعجز العقل عن الوصول إليها وحده، وكذلك فتح لنا العلم باباً لمعرفة بعض الظواهر الأخرى ومازال أمامنا الكثير لمعرفة البعض الآخر، ولكن أملنا أن نصل إلى كل ما نريد من معرفة مادمنا نسعى ونتعلم ونبحث.

وفي البداية .. يجب أن نعلم أن القدرات البشرية الخارقة للطبيعة لها أكثر من مصدر، فمنها ما يرجع إلى موهبة خاصة في الإنسان نفسه وتنبع من ذاته ومنها ما يرجع إلى استخدام علم من العلوم غير المتداولة عند العديد من الناس، وبعضها يرجع مصدرها إلى الاكتساب عن طريق بذل الجهد والعمل. كما أن بعضها ينسب إلى الروح البشرية وأخرى تنسب إلى القدرات العقلية والبعض الآخر يرجع إلى الاستعانة بمخلوقات غيبية لا يمكن الاتصال بها إلا عن طرق ووسائل خاصة غير متداولة عند الكثير.

ونحاول أن نعرض لهذه القدرات دونما مبالغة أو حط من شأنها، مستعينين بالله عز وجل في محاولة الكشف عنها وإيجاد المبرر السليم لها مع ربطها بالعلوم الدنيوية التي كشف عنها العلم الحديث.
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »



أولاً : القدرات الذاتية

والقدرات الذاتية نعني بها القدرات التي تصدر عن نفس الإنسان وروحه، وهذه القدرات ترجع إلى قدرات الروح والتي يولد بها الإنسان، ونعني منها ظاهرة الانتقال الروحي والوحي الحلمي والحسد والعين والتحكم البالغ في أعضاء الجسد الخارجي والداخلي كذلك العلاج الروحي0

ثانياً : القدرات العقلية

ونعني بها ظاهرة التخاطر وتوارد الأفكار ? والتأثير على الأشياء المادية دون لمسها0

ثالثاً : القدرات المعتمدة على علوم مندثرة

وهىإلاستعانة بمخلوقات أخرى
كالسحر والاتصال بالجن وقراءة الفنجان والكف والتنجيم0

رابعاً : قدرات تعتمد على الاكتساب

وهي جامعة لمختلف القدرات والإمكانيات السابقة جميعها.
وهذا التقسيم السابق لا يمنع تداخل أكثر من مصدر في الظاهرة الواحدة، إنما هو يغلب بعض هذه المصادر على الأخرى..
ونعرض لهذه القدرات كل منها على حدة عارضين ما ورد فيها على لسان العلماء من السلف والخلف ثم نقوم بتوضيح رأينا الخاص في كل ظاهرة.
وفي بداية الأمر نلقي الضوء على بعض العلوم المندثرة والتي يحرص على دراسة ما بقى منها قلة قليلة للاستعانة بها في الحصول على قدرات خاصة تميزهم عن غيرهم من الناس.
وسبب بدءنا بهذه العلوم يرجع لما يحيط بها من غموض مما جعلها تتأرجح بين الحقيقة والخيال والتشكك في كونها علماً أو خرافة. ومن أهم هذه العلوم وأكثرها انتشاراً في أذهان الناس علم (السحر). ونتناول بالتفصيل الآراء والأفكار المتعلقة بهذا الموضوع من مصادرها المختلفة قبل ايضاح رأي الدين في هذا العلم0
_________________
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

علم ما وراء الطبيعة




العلم اثبت ان كل شئ في هذا العالم يتكون من ذرات ، جزيئات ، الكترونات و بروتونات سابحة ومهتزة... اي ان القانون العام هو اهتزاز الذرة بما فيها وكذلك نعرف جميعا ان كل اهتزاز يهتز ضمن رتبة معينة وضمن موجة معينة (وهذا يقودنا الى ان الكون برمته عبارة عن موجات تختلف فقط في طول موجتها )

وكلما زاد اهتزاز الشئ كلما زاد رقة و اكتسب شفافية (كالغازات مثلا) وحواسنا البشرية لا تستطيع ان تستوعب الا مدى معين من الرتب فمثلا حاسة السمع مقيدة بين عتبة السمع وعتبة الالم (من 20 الى 20000 ذبذبة في الثانية) اي ان الاذن البشرية لا تدرك الا احد عشر سلما ونصف من اصل بلايين السلالم الصوتية واي شي ذو رتبة اقل او اعلى فاننا لا ندركه .... وهذا يدل على ان الانسان لا يستوعب الا الاحداث الظاهره فقط!!...

وما هو جدير بالذكر ان هذه النظرية سمحت للعلماء ان يفترضوا وجود اكوان متداخلة مع بعضها اي يخترق بعضها الاخر دون ان يشعر احدها بوجود الاخر نظرا لتغاير رتبته في التردد...

ايضا الرؤية عند الانسان فهي محددة بمدي معين من الطول الموجي للضوء
اكبر منه او اقل منه لا يري بالعين المجردة
كالأشعة فوق البنفسجية او الاشعة تحت الحمراء مع انها موجودة و تقاس و تحدد بواسطة اجهزة

هذا ما سمح لعلم ما وراء الطبيعة ان يخرج للافق ..او علم الباراسيكولوجي .. و يعني بعلم ماوراء النفس .. او ماوراء الفيزياء .. مع انه متعلق بشدة بعلم الفيزياء..

اشتهرت زرقاء اليمامة في الجاهلية بحدة بصرها , وقيل انها كانت تستطيع الرؤية بوضوح على بعد مسيرة ثلاثة أيام .

وقيل انها رأت مرة علائم غزو متجهة نحو قبيلتها .. فلما حذرتهم سخروا منها ولم يصدقوها - فلم يكونوا على علم او يقين بمقدرتها - ثم وقعت الواقعة وجاءهم الغزو الذي حذرت منه زرقاء اليمامة ...

هذه الحكاية عندما يسمعها او يقرأها انسان القرن العشرين فإنه يبتسم اذا شعر بمبالغتها او يهملها اذا اعتبرها اسطورة خرافية .. لكنها في نظر علم نفس الخوارق تعتبر واقعة محتملة الحدوث لامجال للمبالغة او الخرافة فيها .. والتاريخ حافل بمثل هذه الخوارق التي لم تخضع للمنهج العلمي الا مؤخرا ..

ان ما أثبته علم نفس الخوارق من الحقائق التالية يمكن ان يفتح للانسان ابوابا اخرى من المعرفة :

- فقد ثبت ان بإمكان العقل ان يتصل بعقل آخر دون واسطة مادية

- وان بامكان العقل الاتصال بموجودات او مخلوقات أخرى يشعر بها دون واسطة

- وان بامكان العقل تخطي المسافات الشاسعة

- وان بامكانه التأثير في حركة الجماد والحيوان ..

عندما يتصل عليك أحد أصدقائك او زملائك .. وترد عليه بالهاتف مثلاً.. تقول له : كنت اريد الاتصال عليك انا ايضا ..!

لكنك قد تعتبرها صدفه..!

تشعر احيانا ببعض الوخزات وتقول انا اشعر بشعور سئ حيال شخص معين ..! وبعدها قد يكون هذا الشخص يعاني من وعكة صحية المت به.. وتعتبرها انت صدفه ..!

لكن .. عندما نفكر ملياً بهذا نجد بانها تتكرر علينا مرارا وتكرارا ولا زلنا نعتبرها صدف..رغم انه لا وجود للصدف بهذه الحياه فكل شئ مقدر ..!

هذه بعضٌ من الأمثلة (الباراسيكولوجية) .. وهو علم قائم بحد ذاته (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .. ويدعى بالباراسيكولوجي ..Parapsychology وهذا الاسم على قسمين الأول:

para : ويعني بللغة العربية ما وراء أو ما خلف psychology : أي علم النفس ..
واذا جمعنا القسمين تكون : ما وراء علم النفس .
وقد أُقر هذا العلم في القرن التاسع عشر في العديد من البلدان واقيمت له الكليات والمعاهد .. سواء في الولايات المتحدة .. أو في روسيا في حقبة الأتحاد السوفيتي ..

للباراسيكولجي عدة فروع .. منها

Telepathie:التلباثي .. وهو كلمة مزجية من تعبير يوانني وتعني في الأصل الشعور عن بعد .. ويتعارف على هذا المصطلح بالعربية بـ " التخاطر "
وينقسم أيضاً إلى عدة فروع ..

Telekinsis: التيليكينيزيا .. أي التحريك عن بعد بقوة العقل .. أو ما يعرف بـ " العقل فوق المادة ".

Clair-audiance: الجلاء السمعي

Clairvoyance:الجلاء البصري ( ما تسمى بالمكاشفة عند علماء المسلمين )

Astral projection: الطرح الروحي أو الخروج من الجسد الذي يحصل بواسطة الجسد الأثيري Corps Astral

Spiritism:الأتصال بكائنات غير منظورة.

Extrasensory per ception:الأدراك عن غير طريق الحواس .

وهناك الكثير مما يدرسه هذا العلم ..

كانت هذه مجرد بداية بسيطة للتعرف على هذا العلم الغير غريب على علماء المسلمين ومنهم العالم ابن القيم الجوزية -رحمه الله- ويتضح اطلاعه على هذا العلم في كتابه ( الروح ) وايضا كانت هذه من كرامات صحابة الرسول -رضي الله عنهم- و أولياء الله الصالحين .. والذي لا يزال علماء الغرب يتعمقون في مسائله .. ولا يزال الموضوع متشعبا ..
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

تحريك الأشياء عن بعد0

وعند الإنتهاء من الحديث عن هذا الركن0 هذكر بعد التمارين إللى بتساعد على تنمية القدرة دى داخل جسم الإنسان 0





تحريك الأشياء





نرى في حياتنا اليومية بعض الظواهر الغريبة لدى البشر لا نجد لها تفسيراً ؟ ونعدها من الخوارق البشرية وقد يرجعها البعض إلى السحر أو العلم أو إلى المجهول.

ومن هذه الظواهر قدرة بعض البشر على تحريك الأشياء المادية دون لمسها ودون إستعمال آلة من الآلات، وقد لاقت هذه الظاهرة حظها من دراسة العلماء والمتخصصين في مجالات عدة كعلماء النفس أو ما وراء المادة وغيرهم من المهتمين بمثل هذه الظواهر.

وفي الحقيقة أنه أمر مهم أن نبحث في كل ما لا نعرفه في محاولة لتحليل الظاهرة مهما كانت نادرة الحدوث في المواقف حتى نقف على أسبابها أو لمحاولة الانتفاع من قدرات صاحبها أو لإفادة العلم بالنتائج التي نتوصل إليها.

وقد ثبت لدينا أن هناك من البشر من يستطيع تحريك الأشياء المادية عن بعد ومن مسافة قد تبعد أو تقرب ومن مصادر بعضها صحيح لدرجة اليقين وأخرى يربوا إليها الشك، ولكننا لا نستطيع إنكارها حتى من تلك المصادر المشكوك فيها، وذلك لتعدد الرواة وتفرقهم، مما يعطي لأقوالهم مصداقية ولو بنسبة ليست بالحد الذي يصل بها إلى اليقين.

ولدراسة هذه الظاهرة والرجوع إلى مصدرها ومعرفة خفاياها يجب علينا أن نطرح على أنفسنا بعض التساؤلات حول هذه الظاهرة ومدى انتشارها بين الناس طارحين المعلومات التي تحت أيدينا والتى تؤكد إمكانية حدوثها من عدمه.

وفي البداية نعرض ما وصل إلينا من معلومات من كتاب الله العظيم القرآن الكريم في موضعين أحدهما في سورة النمل:

{قال ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين* قال عِفريتٌ من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين* قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفُك} 38-39-40

والثانية في سورة سبأ:
{ ولقد آتينا داود منا فضلاً، ياجبال أوبي معه والطير، وألنّا له الحديد} 10 {ولسليمان الريح غدوها شهرٌ ورواحها شهر وأسلنا له عين القِطر}12.

الآية الأولى تروي لنا مشهداً في بلاط سليمان النبي عليه السلام، حيث وقف يطلب من تابعيه أن يأتي له أحدهم بعرش بلقيس ملكة سبأ، والمعلوم عن سليمان أنه كان ملكاً للكائنات جميعاً من إنسان وجن وطير وحيوان وحشرات وجمادات.

فما كان من عفريت من الجن ? كما هو وارد في الآية ؟ أن قال : "أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك" والأمر بهذه الصورة ليس بغريب، كذلك فإنه لا يتعلق بموضوعنا مجال البحث، فالغالب أن هذا العفريت كان سيقوم بحمله بنفسه، وهذا الأمر لا يتعلق بنقل الأشياء عن بعد من جانب الجن وإن كان متعلقاً بعموم الظاهرة بالنسبة لبعض الناس الذين يلجأون إلى الجن لتحريك الأشياء وهو ما سوف نقوم بتفسيره في حينه إنما ما يهمنا الآن هذا الرجل من جلساء سليمان، والذي قال "أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" والوارد في كتب التفسير أنه رجل ؟ أي إنسان ؟ وقد أتى بعرش بلقيس في حينه، والوضع كذلك هو قمة استخدام القدرات والصورة الكاملة للظاهرة نظراً لبعد المسافة التي قام هذا الرجل بنقل العرش منها (بين فلسطين واليمن) والزمن القياسي الذي قطعه للقيام بذلك "قبل أن يرتد إليك طرفك" فقد قطع المسافة في اللازمن.

والظاهرة الآن ونعني بها تحريك الأشياء عن بعد تأخذ في معظم حالاتها أبعاداً أقل من ذلك بكثير، فلا تعدوا أن ينقل أحدهم شيئاً من مكان إلى آخر عدة سنتيمترات أو جزءاً من المتر أو أن يثني بعض الملاعق والشوك وهو ما يعد مجرد بداية للقيام بذلك الحادث الذي قام به رجل سليمان.

ومن الآية الأخرى نجد أن الله ؟ سبحانه وتعالى ؟ يشير إلى أنه قد منح داود عدة مواهب كمعجزات للناس منها ثني المعادن ولكن في عبارة توضح قوة رهيبة منحت لداود (وألنا له الحديد) وهو ما يوحي بأن الحديد ؟ وهو أصلب المعادن ؟ قد أصبح ليناً سلساً في يدى داود إلى القدر الذي يصل فيه إلى المعجزة.

والجدير بالبحث أن هذه المعجزات إنما تمنح للأنبياء ليتحدوا قومهم فيما أحسنوا ومهروا فيه. وهو ما نراه في معجزة القرآن الكريم عند العرب الفصحاء ومعجزة السحر لموسى عليه السلام لمهارة المصريين فيه والطب لعيسى عليه السلام لمهارة قومه كذلك.. فلما كانت معجزة داود؟
هل كانت كذلك لتوافر قدرة قومه في ثني المعادن؟ هذا الأمر وارد ولاشك وإن كان داود بطبيعة الحال قد تجاوز كل قدراتهم في هذا الشأن حتى تكتمل المعجزة.

وبعرض هذه الآيات يتضح لنا وجود هذه الظواهر في حقيقة الأمر، وإنها ليست مجرد أساطير أو تخيلات ولا يبقى سوى التحقق من مدعيها إن كانوا يملكون هذه القدرات من عدمه.
وإن كنا قد توصلنا إلى القطع بوجود مثل هذه الظواهر في الحقيقة فإننا نرى ضرورة معرفة مصدرها وكيفية تمتع بعض الأفراد بها دون سائر الناس، والأمر عندنا لا يخرج عن إسناد ظاهرة تحريك الأشياء إلى عدة مصادر وهي:


1- تحريك الأشياء عن طريق تسخير الجن 0

2- تحريك الأشياء عن طريق قدرات عقلية للتحكم في الطاقة الإنسانية 0

3- تحريك الأشياء عن طريق علم رباني يتلقاه العبد 0





تحريك الأشياءعن طريق تسخير الجن :



والآية السابقة هي دليلنا على ذلك؟ فقد ذكر القرآن الكريم قدرة سليمان عليه السلام بوصفه أوتي الملك من قِبل الله ؟ سبحانه وتعالى ؟ على تسخير الجن في أعمال شتى كالبناء والغوص في البحار لاستخراج كنوزها والصناعة، وكذلك الوضع بالنسبة لعفريت الجن الذي عرض على سليمان نقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين بناءً على طلب سليمان.

أما الوضع بالنسبة لغير سليمان فإنه لا يعدو أكثر من استعمال بعض الناس لعلم السحر الذي من شأنه التحكم في بعض أفراد الجن وتسخيره فيما يأمر الساحر في تحريك شىء من مكان إلى آخر أمام الناظرين. أو حمله هو شخصياً من مكان إلى آخر وهو من الأمور المعروفة عند هؤلاء، ومنها قول الله تعالى : {فخيل له من سحرهم أنها تسعى}. أي أن السحرة سحروا العصىّ والحبال بحيث تبدو للناس أنها أفاعى وثعابين تتحرك، وكان ذلك في مصر في عهد موسى عليه السلام، فالإنسان صاحب القدرة على تحريك شىء مادي أو ثني شىء من المعدن قد يكون مصدر قدرته هو علمه بالسحر وتسخير الجن على تنفيذ ما يطلب من هذه الأشياء مدعياً قدرته الذاتية على فعل ذلك.

وعلم السحر من العلوم المندثرة لقدمها ؟ وقد كانت من العلوم الشائعة عند القدماء وهي أيضاً من العلوم المحرمة في الشريعة الإسلامية، لما لها من تأثير ضار على الناس وكونها سبباً لفتنتهم وزعزعة عقيدتهم. لذا فهي لا يباح تعلمها سوى لمن يريدها دفعاً ودرءاً للخطر عن المسلمين وإصلاح ما أفسده السحرة دونما مصلحة مادية أو فائدة تعود على المتعلم سوى ابتغاء وجه الله تعالى وابتغاء ثوابه.


تحريك الأشياءعن طريق القدرات العقلية :





وهذا المصدر قد يكون هو المعنى بمجموع الدراسات القائمة الآن على هذه الظاهرة، ولمعرفة هذا المصدر بصورة مبسطة تتيح لنا فهمه، يتطلب منا الحديث عن بعض القدرات البشرية.

لقد توصل العلم الحديث إلى نشاط كهربي لجسم الإنسان يترك أثراً في صورة مجال كهرومغناطيسي يحيط بجسم الإنسان ويتركز في أطرافه. وهذا المجال يمكن إدراكه عن طريق أجهزة حديثة يمكنها التقاطه، وعن طريق بعض الظواهر التي يتعرض لها القاطنون في الأماكن شديدة الجفاف، كما هو الحال لساكني الصحراء في وقت الظهيرة، فالصحراء تكون شديدة الجفاف مع ارتفاع ملحوظ لحرارة الجو. وقد لوحظ احتراق بعض الخيام المصنوعة من بعض الأقمشة الداخل في نسيجها خيوط صناعية دون أسباب ظاهرة أي تلقائية.

وبعد البحث توصل العلماء إلى أن سبب ذلك هو صدور شرارة كهربية من أطراف النائمين بهذه الخيام مما يؤدي الحال معها إلى اشتعال النيران في تلك الخيام، وهو ما أدى بهؤلاء العلماء إلى إدراك هذا المجال بأجهزة أكثر تطوراً تعتمد على موجات الانتراسنك وهي موجات شديدة القصر، يمكنها تصوير هذه الهالة الكهرومغناطيسية في صورة ألوان طيفية متميزة. وهذا الاكتشاف الحديث لهذه الطاقة المنبعثة من جسد الإنسان تعود بنا إلى ظواهر أخرى قديمة يعرفها البشر ويستعملونها في أوقات عديدة وتعرف باسم ظاهرة الحسد والعين.

وهنا قد يقول القائل إن هؤلاء يعودون بنا إلى الخرافة والدجل وأمور مجهولة لا يعترف بها الكثير من الناس.
والواقع هو على عكس ذلك تماماً ؟ فدليلنا واضح تمام الوضوح وهو ثابت وقاطع على صحة ما نقول إنه كتاب الله تعالى قائلاً {من شر حاسد إذا حسد} وقد أعزى علماء المسلمون هذه الظاهرة التي يؤثر بها الإنسان على غيره من المخلوقات، وكذا الأشياء إلى طاقة عظمى مصدرها جسم الإنسان يمكن للبعض التحكم بها عن طريق العقل وتوجيهها إلى الآخرين أو إلى الأشياء فتغير من حالها وقد تصيبها إصابة شديدة تؤدي إلى تلفها أو وفاة الإنسان، وهذه الطاقة داخلية كامنة تخرج وتوجه عن طريق العين.

وأمثلة الحسد والعين كثيرة لا حصر لها وأدلتها في الشرع كثيرة لا ينكرها إلا جاهل بشريعته وأمور دينه.
وبربط ما توصل إليه العلم الحديث بما علمنا إياه ديننا الحنيف، فنجد أن هناك من البشر من وهبه الله قدرة التحكم في الطاقة الصادرة من جسمه بصور مختلفة وتوجيه هذه الطاقة لاستخدامها استخدامات شتى بعضها خير والآخر غير ذلك.
ومنها القدرة على تحريك شىء مادي من مكانه أو ثني بعض المعادن أو التأثير على بعض الكائنات الحية بصور مختلفة.
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

تحريك الأشياء بالعلم الرباني :




ورد إلينا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه (عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً تقل للشىء كن فيكون).
وقد سبق ذكر جليس سليمان العبد الصالح والذي توصل بما لديه من علم الكتاب أن ينقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين في اللازمن {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. وقد ورد في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن أناس كانت لهم قدرة تحريك أجسام ضخمة كصخور الجبال في حديث ما معناه: "أنه كان غلام آمن بالله تعالى فأمر ملك قومه برميه من أعلى جبل فذهب به رجال الملك إلى أعلى جبل فقال: ربي أكفنيهم بما شئت. فاهتز الجبل وسقط الرجال ورجع ماشياً".

والأدلة على ذلك كثيرة في القرآن والسنة . ولا شك أن صلاح الإنسان في روحه وعقله وجسده في الإيمان بالله تعالى والاتصال الدائم به سبحانه والتقرب إليه بما يحب من عبادات وأفعال ومنها تنشيط الطاقة الكامنة في جسد الإنسان بمختلف صورها الروحية والجسدية وهو ما نعلم من قدرات الصالحين والتي ترقى إلى ذروة أوجها عند الأنبياء والمرسلين. ومنها ما ذكره القرآن عن قدرة داود عليه السلام على تشكيل الحديد وسليمان على إسالة عين القِطر (النحاس) دون إستعمال وسائل مادية معلومة لنا في ذلك.



يتبع بالتمارين التى تساعد على إنماء هذه الظاهرة 00
أضف رد جديد

العودة إلى ”التأمل الروحي واليوكا“